قصة اهل الحب الاعمى تأليف علي المصري (كاتب سيناريو )
كاتب سيناريو محترف علي المصري | writer scrpit ali almasri
25/10/2021 القراءات: 1658
قصة اهل الحب الاعمى
تأليف علي صالح المصري
البـــــــــــارت 2
العصفورة الاسطورية
دخلت الشمس خلف جبل السوق واختفت ودخل صالح الى غرفته الوحيدة التي تبعد عن منزل اخوه عشرات الامتار . واندس في فراشه وهو يبتسم ويتذكر تلك الصدفة التي جمعته بجميله الفتاه الجميلة التي احتلت كل زوايا روحه . واغلق صالح عينيه ونام بعمق فيما تسللت الاحلام الى عقله كما تسلل ضوء القمر الى غرفته عبر تلك النافذة الصغيرة التي يرقد بجوارها . كان صالح يحرك راسه وكانه يقاوم كابوس .
لقد شاهد جميله في نفس المزرعة وهي تصرخ بقوه وحينما اسرع لنجدتها وجدها ترتمي جثه هامده فاقترب منها وحينما مد يده ليلمسها . تحولت جميله الى عصفوره ملونه وطارت في السماء
فلحق بها يجري صالح بين المزارع حتى وصل الى قمة جبل عالية وبقي ينظر الى العصفورة مندهشا و هي تحمل كرة بيضاء كجوهره تشع نورا تضيء السماء وفجأة حلقت حولها الصقور الجارحة والنسور وطاردتها في السماء ثم حاصرتها الطيور الكثيرة فاستسلمت العصفورة الصغيرة الجميلة و سقطت تلك الجوهرة من يديها وسقطت العصفورة وبقيت تهوي على الارض
وصالح يجري بين المنحدرات يحاول الوصول اليها قبل ان ترتطم بالأرض . وبالفعل سقطت العصفورة على يديه وامسك بها وبقي يحركها بين يديها ولكنها جثة بلا روح و هو يصيح :
- جميله جميله.
استيقظ صالح مذعورا من هذا الكابوس اللعين ولكن ادرك انها رؤيا وقد تتحقق .
وفي صباح اليوم التالي كانت جميله في نفس المزرعة تقوم بعملها في جمع العلف وتهنهن تغني بصوت خافت .
وقف صالح خلفها وقال :
- صباح الخير يا عصفوره ...
التفتت جميله قائلة بغرابه :
- صباح النور ... ايش قصدك بالعصفوره
انتبه صالح لحديثه وقال بتلعثم :
- العصفوره ...آآآ ولا ولا حاجه - كان ليش بتقلي يا عصفوره
- لا خلاص بس اشتي اقولش خلاص لا عاد تقلقيش من الشيبه صاحب الدكان .
- وانت ايش عرفك بصاحب الدكان .
- انا عرفت كل حاجه . ولا تقلقي انا جاهز وعد اجي اقابل ابوش واكلمه بالموضوع .
- طيب قلي من اللي كلمك ؟
- مرة ثانيه واقولش .
- والعصفورة هذه ايش قصتها ؟ شكلك نبشت اسرار بيتنا ولا انا داريه .
- لا لا ولا اسرار ولا حاجه .
- كان قلي ايش حكاية العصفورة .
- لا خلاص عد اقول لش ايش حكايه العصفوره .
امسك صالح يديها بدلال وبقي يسرد لها الحكاية التي رآها في منامه وحينما اكمل صالح حديثه كانت جميله جاثيه على ركبتيها تاركه ذراعيها بين كفيه .افلتتها وهي تسأله قائله :
- وانت ناوي تقتلني ياصالح .
- ايش بتقولي يامجنونه هذا كابوس .
نهضت جميله وهي تسمع صوت امها تناديها من وسط النبات وقبل ان تجيب اقترحت قائله
ــ هذه امي جت مع السلامه .
ــ خلاص خاطرش يا جميله غدوه اكمل لش الحكاية .
بقيت جمبله تتشاغل بجمع العلف وادركت ان امها التي اقتربت منها قد عرفت ان صالح كان معها تأكدت من ذلك حينما شاهدته يخرج من اطراف المزرعه ثم التفت الى جميله وسألتها
ــ من الذي كان عندش ؟
اجابت جميله بأنكار فاشل:
ـــ ماحد كان عندي
- وهذك من هو؟ - وانا ما عرفني من هو .او اذا حد مشى من هانا قلتوا انه كان عندي.
تداعت جميلة الغباء وهي تنظر مع امها في اثره واضافت تؤكد لامها ـ مش عارفه من هذا!.
قالت ذلك لتخدع امها التي ضحكت وقالت بحزم مشبوه
ـ هذا صالح .ايش كان يفعل هانا ؟
ــ صالح من يامه؟ صلي على النبي ماعيجي يفعل عندي ؟؟
قالت عبارتها وهي تمارس عملها كأن الامر لا يهمها لكن الأم لحقت بها وامسكت بقناعها حتى انكشف شعرها وقالت بحزم ملوحه بيدها الى طرف المزرعة :
ــ قلت لش الا كان هانا يا جميله ؟
- وانا قلت لش ما حد كان عندي ولا..
قاطعتها الام وشدت بشعرها بقسوة وقالت :
- قلت لش بطلي الكذب ياجميله .
كاتب سيناريو
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة