مدونة محسن الكومي


اسس ادارة الحوار وقت الازمات (٢)

د/ محسن الكومي | Dr/Mohsen Elkomy


15/01/2024 القراءات: 832  


لقد تحدثنا في الجزء الاول عن معنى الازمات واسس ادارة الحوار. والان نتحدث عن المنهجية المتبعة في الحوار أثناء الأزمات وحتى تكتمل صورة هذه المنهجية ينبغي تحقق عدة جوانب فيمكن تلخيصها في :

الشفافية : حيث تعتبر من أهم دعائم إدارة الحوار ذلك لأن التغلب على الأزمات تنبغي معه المكاشفة وإعطاء كل طرف ما لديه من حلول تسهم في التغلب على الأزمة وهذا يجب أن يصاحبه مقدار كبير من الشفافية التامة بين تلك الأطراف .
التكامل : يعد التكامل من أسس إدارة الحوار في الأزمات وذلك عندما تتجمع أراء كل طرف من أطراف الحل لتشكل بعدها رأي موحد ناجم عن دراسة كافة الآراء والعمل على مزجها سوياً في نسيج متكامل تام .
المكاشفة : أن تطور الأزمات وانتقالها من مرحلة إلى أخرى أكثر شراسة قد يكون ذلك نتاج غموض يصاحب تلك الأزمة وهنا تنمو الأزمات وتستفحل ويعظم أثرها لأن عنصر الغموض وتناميه يعتبر بيئة خصبة تنمو معه الأزمات وتنتقل من طور إلى آخر أشد وأقوى .
حسن التقدير : إن تقدير الظرف الراهن زمن الأزمات قد يعتبر من عناصر النجاح في إدارتها من خلال الحوار الهاديء حيث ينتج مع الأزمات سلسلة من التشاكس والارتباك قد يعصفان بالفريق ككل ولكن مع حسن تقدير أعضاء الفريق للأزمة وتوخي الحذر في التعامل معها من خلال سمو ونوع الخطاب البيني للحوار بين الأعضاء أو من خلال التعاطي الإعلامي حول الأزمة، فقد يُنتج ذلك التقدير نجاة حقيقية أقلها زيادة لٌحمة الفريق فيخرج متماسكاً أكثر رسوخا من ذي قبل .
المسئولية : قد ينتج عن الأزمة عاصفة من المشاكل يتجه معها كل فرد بالابتعاد عن المساءلة متسلحاً بالهجوم واتباع أساليب غير أخلاقية أقلها التهرب من المسائلة والقاء الاتهام على الآخرين وهنا ينبغي للفريق ككل في إدارته للحوار وقت الأزمات أن يكون على قدر من المسئولية فيرقى بمستوى حواره وذلك بالتحلي بالخلق الرفيع وعدم القاء التهم على الآخرين بغية تبرءة النفس.
كيف ندير حوار فعالاً وقت الأزمة؟ :

اتفقنا سابقاً أن عنصر الأزمة والتهديد وزمن الاستجابة المقدر هم من أهم عناصر التفرقة بين الأزمات والمشكلات اليومية داخل دولاب العمل المؤسسي وحتى نستطيع أن ندير حواراً فعالاً يتماشى مع تلك العناصر ينبغي مراعاة ما يلي:

أولا إدارة الحوار بالتوافق مع عنصر المفاجأة :

إن إدارة الحوار بين أعضاء الفريق الواحد في الأوضاع الطبيعية قد يتسم بالصعوبة أحياناً في بعض فرق العمل نتيجة اختلاف وجهات النظر وهذا يعتبر من مظاهر المرحلة الثالثة من مراحل تشكيل فرق العمل ألا وهي

مرحلة “الصراع” وهذا الأمر قد يحدث في الأوضاع الاعتيادية لسير العمل فما بالنا في أوضاع استثنائية مثل تلك التي تمر في فترات الأزمات ونظراً لمدى الحرج الناتج في هذه الأوقات ينبغي على الفرق المميزة والتي تعمل على إدارة حوار فعال بين أعضاءها أن تراعي وتتبع ما يلي:
تطوير منظومة الاتصال والتواصل بين عناصر الفريق ومعرفة دور كل واحد من الأعضاء أثناء الأزمات مع توضيح وتركيز الهيكلة والهيكلة البديلة وتحديد الاختصاصات والمسئوليات حتى لا يحدث ارتباك ينشأ معه تدني لغة الحوار والتحول إلى المنابذة والاتهام .
التقليل من مساحات العمل المشترك وتفعيل دور الرقابة الذاتية مع التزام كل عضو بالفريق بموقعه وفق ما رُسم له مع الاعتماد على الانضباط الفردي وسرعة الاستجابة للعمل الجماعي إن طُلب ذلك في أي مرحلة من مراحل التعامل مع الأزمة.
تصميم نماذج عرض الأفكار وطرق العرض الفعال والمختصرة بما لا يدع مجالاً للمزايدات أو عرض ما لا يتماشى مع الأزمة وهذه النماذج فعلا قد تكون مميزة في التخلص من محاولة الأعضاء التنصل من المسئولبة والقاء التهم على بعضهم البعض.
تدريب الفريق على إدارة الحوار أثناء الأزمات عن طريق المحاكاة والتجربة العملية على مشاكل وسيناريوهات تشبه الأزمات، لتتشكل لدى الفريق قدرة على التعامل الحواري الراقي وقت الأزمات وكأنهم يتدربوا عمليا على نماذج مشابهة للأزمات الحقيقة كمثل التي تحدث في حالات الإخلاء عند التدريب على سيناريوهات الدفاع المدني ولذا ينبغي التدريب على مثل هذه النماذج في إدارة الحوار عملياً بصورة تدريببة محاكية للواقع .


ادارة الحوار. وقت الازمات. الاتصال وقت الازمة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع