مدونة الشيخ : عمرو وفقي فوزي الهواري


مفهوم وضوابط الاجتهاد في الإسلام

الشيخ : عمرو وفقي فوزي زكي الهواري | AMR WFKI FAWZI ZAKI ALHAWARY


29/03/2020 القراءات: 6639   الملف المرفق



مفهوم وضوابط الاجتهاد في الإسلام
الشريعة: هي الدين كله، والفقه :هُوَ الْعِلْمُ بِالأْحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الْفَرْعِيَّةِ الْعَمَلِيَّةِ، الْمُسْتَمَدَّةِ مِنْ الأْدِلَّةِ التَّفْصِيلِيَّةِ، وأصول الفقه: هو العلم بأدلة الأحكام الشرعية، ووجوه دلالتها، إجمالا لا تفصيلا. قال تعالي ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) وعن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).. حينما ننظر بعقول مستنيرة وأفكار متمعنة حتي نواكب ما حدث من التقدمات العلمية المذهلة وما صار للبشرية من طفرة علمية كبيرة ربما تؤثر بالإيجاب والسلب فمن الناحية الشرعية انتشرت فوضى الفتوي مع انتشار القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة علي الشبكة العنكبوتية من غير أهل الاختصاص لذا نبين في تلك السطور مفهوم وضوابط الاجتهاد في الاسلام . مفهوم الاجتهاد : الجَهْدُ بالفتح : الطَّاقَةُ والوُسْع ويُضَمّ . والجَهْد بالفتح فقط : المَشَقَّة . (1) وقُرئ بهما قوله تعالى { والذين لا يجدون إلا جهدهم } , (2) وقوله تعالى {وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}.(3) وفى اصطلاح الفقهاء : استنباط الأحكام الشّرعية للوصول إليها من خلال أدلّتها. و عرّفه الأمدي : استفراغ الوسع في طلب الظن بشيء من الأحكام الشرعية على وجه يحس من النفس العجز عن المزيد فيه . (4) فيعتبر الاجتهاد أصل من أصول الشريعة ، الأصل في الاجتهاد التفكر والتأمل والتدبر قال تعالى { كتابٌ أنزلناه إليك مباركاً ليدّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } . (5) وقولة تعالى { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }. (6) وقوله تعالى{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يعقلون }.(7) وغيرها من آيات القرآن الكريم , وفى الحديث الشريف عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ , فَقَالَ : " كَيْفَ تَقْضِي ؟ " , قَالَ : أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ , قَالَ : " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ " , قَالَ : فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ " , قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْيِي , قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " . (8) وحديث عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ».  وقد أجمع الاجتهاد على مشروعية الاجتهاد .
(1) المعجم الوسيط ، ج1 ، ص 142.
(2) سورة التوبة: آية 79.
(3) سورة الأنعام : آية 109 – سورة النحل : آية 38 – سورة النور : آية 53-سورة فاطر :آية 42.
(4) المستصفى من علم الأصول ، الإمام الغزالي ، ج2 ، ص 350.
(5) سورة ص : آية 29.
(6) سورة الروم : آية 21- سورة النحل :آية 11 (7) سورة النحل : آية 12
(8) مسند الامام أحمد : رقم 21492


الاجتهاد في الإسلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع