مدونة زينة وليد عباس


الذكاء الاصطناعي ومصير العرب السياسي

زينة وليد عباس | zinah waleed Abass


17/06/2020 القراءات: 4357  


ضمن جلسة حول “تكنولوجيا المستقبل”، تحدث فيها الدكتور توني بريسكوت، مدير مركز شيفيلد روبوتيكس، بجامعة شيفيلد في المملكة المتحدة، والذي شارك في المؤتمر السابع والثلاثين لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حول “الدراسات المستقبلية” حملت عنوان “الذكاء الاصطناعي: الروبوتات ومصير الجنس البشري”، أكّد فيها أن هناك جدلا متزايدا حول إمكانية وصول الذكاء الاصطناعي، والروبوتات التي يجري تطويرها بشكل مستمر وبطريقة متسارعة، من دون التدخل البشري، إلى نقطة “التفرد”، بحيث تتجاوز الإنسان، بل إنها ستغدو أذكى منه، الأمر الذي سيؤدي إلى الاستعاضة عن الإنسان بآلات ذكية، وربما إنقاذا للموقف، يمكن للذكاء الجماعي البشري الذي تعززه التكنولوجيات الذكية التي تشمل الذكاء الاصطناعي، أن يتّخذ شكلا بيولوجيا هجينا على نحو متزايد، في سياق مستلزمات التكامل الأكبر والأعمق والأكثر سلاسة للبشرية مع التقنيات الحديثة.
الطبع هناك تساؤلات واستفهامات عديدة حول “الشكل الهجين”، الذي سيجمع بين الذكاء الاصطناعي وذكاء العقل البشري في المستقبل، والتساؤلات هنا تتعلق بمصيرنا في كل الحالات، بما فيها الحروب، مثـل تلك التي نكتوي بها اليـوم في الكثير من دولنا العـربية، وأيضا العمليات الإرهـابية التي غدت إفرازات مرضية للمجتمعات المعاصرة، كما أنها تعبير عن انزلاق الحضارة المعاصرة، وعبوديتها لتطور وسائل التدمير، وزفرات المرضى النفسانيين، أو أولئك الذين يعتقدون في أهمية الانتقام من ظلم وهمي أو حقيقي، أفرادا وجماعات، وكذلك اعتقاد العلماء والكثير من أصحاب الشركات الكبرى العاملة في مجال الروبوتات، بتفوق -بات وشيكا- للذكاء الاصطناعي عن الذكاء البشري الطبيعي.

ومن بين الأسئلة الهامة التي يمكن طرحها بهذا الخصوص “كيف ستكون العلاقة بين البشر والآلة؟ وهل سيغير الذكاء الاصطناعي في العملية السياسية، كأن يحصل المترشح مثلا على أصوات الروبوتات، أكثر من أصوات البشر، وهنا تكون السلطة للبرمجة؟ والسؤال الأهم هنا: ما دامت الروبوتات بما تحمله من ذكاء اصطناعي ستتفوق على الإنسان
بعض الباحثين، ومنهم بريسكوت، يرون “أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي في ذاته، لا يشكل بالضرورة تهديدا للبشرية، فإن الاتجاه الذي يسير فيه تطوره، لا يقودنا نحو مستقبل أفضل ومستدام”، وهذا يعني أن هناك مخاوف حقيقية تواجهها البشرية اليوم، وهي أكثر وضوحا لدى فئة العلماء، لكنها لدى السياسيين أقل، لأنهم مشغولون بإصدار قرارات تركز على الحكم والسلطة وليس على مستقبل البشرية، رغم حديثهم المتـواصل على المستقبل واستشرافـه، ذلك لأن الأمر لديهم يتعلق بالخطاب صناعة وتأثيرا.ويذهب العلماء إلى القول إن “الحاجة ملحة -الآن وغدا- إلى مبادرات دولية لتطوير التكامل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الرئيسية في عالم اليوم، مع اقتراح بعض الخطوات العملية في هذا الاتجاه”، لكن على فرض أن هذا تحقق -بما له وما عليه من محاذيرـ فهل سيكون للعرب موقع في خارطة المجتمعات المعرفية، ونحن نتقاتل اليوم على خلفية إرثنا الديني والفكري؟


الذكاء الاصطناعي العملية السياسية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


طرح في غاية الأهمية وسؤال ينتظر من يجيب عنه على الباحثين العرب أن يطورا قدراتهم الربوتية لمستقبل تكون فيه الكلمة لهم فعلا موضوع مميز