وسائل التواصل الاجتماعي وما تقتضيه سلامة اللغة العربية
أد سعدون أحمد علي جعفر | Dr Saadoon Ahmed Ali
17/10/2020 القراءات: 2901
وسائل التواصل الاجتماعي وما تقتضيه سلامة اللغة العربية
لعلّ من أشدّ محاولات التشويه للغتنا العربية وأكثرها سلبيَّة ما يشيع في وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي المعاصر- ولاسيما في عصر العولمة والربيع العربي المزعوم - من ازدواج لغويّ بين العربية واللاتينية، فبعد أن تحوَّل العالم إلى قرية صغيرة بفضل التقدم الهائل في عالم التكنولوجيا والانترنيت برزت في الاستعمال اللغويّ لغة هجينة تُدمَجُ فيها الأحرف العربية بالأحرف اللاتينية في كلمة واحدة، من مثل قولهم: (سايتات) بمعنى مواقع، وهي صيغة جمع مزعوم لـ( sate) في الإنجليزية، و(سلايدات) بمعنى شرائح، وهي صيغة جمع مزعوم لـ(slide) في الإنجليزية، و(جيرات) بمعنى كراسي، وهي صيغة جمع مزعوم لـ(chair ) في الإنجليزية، و( بوليمرات) بمعنى المواد الكيميائية ذوات الوحدات المكررة، وهي صيغة جمع مزعوم لـ(polymer)، و(بولبرنات)، وهي صيغة جمع مزعوم لـ(bwlbrn) في الإنجليزية ...إلخ، بزيادة لاحقةِ جمعِ المؤنث السالم في العربية (الألف والتاء) على المفرد اللاتيني لتوليد صيغة الجمع الجديدة، فتولدت بذلك لغة هجينة نخشَى أنَّ تشيع ويكثر استعمالها فتكون سببًا في اندثار ألفاظ عربية كثيرة من الاستعمال اللغوي فتؤول ألفاظا مماتة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى سبر غور المعجمات العربية القديمة لنفض الغبار عما تزخر به من الألفاظ غير المستعملة وإعادة الحياة إليها بلطف الصنعة، وتصحيح نسبة بعض الألفاظ التي وصفتها المعجمات العربية القديمة بالمعرَّبة أو الدخيلة وذلك بإرجاعها إلى أصلها العربي، على وفق ما عمله العلامة المرحوم الدكتور طه باقر في كتابه ( من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل ) .
إنّ من حق لغتنا علينا أن نحافظ على سلامتها فننبّه على الغلط ونذكر الصواب ونشير إلى اللحن ونذكر الفصيح؛ لأن الوقوع في الخطإ يضعف الملكة اللغوية الإنسانية لدى المتكلمين بها. واقتفاء لأثر السلف حاولت استقصاء مجموعة من ألفاظ لغتنا العربية المعاصرة وتراكيبها مما شاع فيه الخطأ واللحن في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ومسَّت الحاجة إلى تصحيحه، فقمت بمعالجتها بالاستناد إلى تراثنا اللغوي الزاخر يتقدمه كتاب العربية الخالد ووعاؤها الحافظ لها ( القرآن الكريم ) ، أدعو الله العلي القدير أن يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يجعلنا من حماة العربية الذائدين عنها في هذا الزمان ومنه العون والتسديد .
اللغة العربية ، وسائل التواصل الاجتماعي، المعجمات العربية، لغات هجينة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة