فلسفة التدريب وفلسفة كرة القدم
موفق اسعد الهيتي | Muwafaq Asaad Alhiti
02/09/2021 القراءات: 5187
فلسفة كرة القدم: أ.د موفق اسعد الهيتي
ما يميز لعبة كرة القدم هو عدم الاستقرار والثبات نظرا لاختلاف معطياتها والتي يصاحبها التغيير والتبديل باستمرار فهي دائما بتطور وتجدد، لذا فهي فن متألق ومتطور دائما وهي الكرة المدورة او الساحرة التي شغلت بال الكثيرين ، وبما انها فن فهي دائمة التجدد ، وهي لعبة كبيرة لعبة الإبداع والابتكار والتألق والانتصارات والشهرة، وهي جميلة وسر جمالها متغيراتها الكثيرة والإثارة والمتعة التي تحققها ، ومهما ذكرنا لا يمكن اكتمال موضوعاتها وفلسفتها ومع تباين أراء ووجهات نظر أهل الاختصاص والمدربين تكونت فلسفات عديدة للعبة ومكوناتها الأساسية أضفت إليها الجمالية والدقة في أداء المهارات والجمل الخططية .
ان كرة القدم هي أناقة في الأداء الجميل الذي يؤديه اللاعبين على المستطيل الأخضر ، ولكن روعتها ومتعتها وفرحتها هو في تسجيل الأهداف ، وفي كل ذلك فان الفريق يتوج بالفوز إذا تمكن لاعبيه من تسجيل أهداف أكثر من الفريق الآخر ، إذ إن الأهداف هي التي تحسم المباراة ، ودائما نصفق للاعب الذي يدخل الكرة في الشباك وننسى من هيأ الكرة له ليدخلها في المرمى والذي يعرف بصانع الألعاب (صانع الهدف).
يعرف مصطلح فلسفة التدريب الرياضي على أنه تلك العملية التدريبية الذاتية والخاصة المبتكرة في تنظيم خطط وعمليات التدريب الرياضي بطرق وأساليب جديدة معتمداً فيه على جميع المعلومات العلمية اللازمة والخبرات التدريبية العملية العالية المكتسبة والناجحة في مجال عمله جرّاء فترات العمل التدريبي الطويل الأمد.( 1)
تعد فلسفة العملية التدريبية اعلى ما يصل إليه المدرب في كل مراحل عمله التدريبي، وهي أرقى وارفع مرحلة في التدريب، والتي ترتبط بمؤهلات المدرب العلمية (النظرية والتطبيقية) وهي عصارة الأفكار والآراء ووجهات النظر (الفلسفة الخاصة) المتراكمة لدى المدرب والتي تعايش معها بخبراته وتجاربه خلال مسيرته كلاعب ومدرب، والمحصلة كانت هي الفلسفة الخاصة التي حصدها على مر السنين.
ولكي لا ابتعد كثيرا عن الموضوع الأساسي رغم إنني لم أكن متخصصا في مجال الفلسفة إلا إنني مقتنع تماما بأن لكل منا فلسفته في الحياة كما لكل منا فلسفته الخاصة في مجال تخصصه واقصد هنا مجال التدريب بكرة القدم، ولعل ما يؤكد قولنا هذا نرى اختلاف وتنوع التكتيكات بكرة القدم رغم إنها هي لعبة واحدة تؤدى من قبل فريقين كل فريق يتكون من إحدى عشر لاعبا، ولكن واجبات وتحركات وادوار اللاعبين في كل فريق تحركها فلسفة المدرب وقد تكون فلسفته لهذه المباراة غير التي يستخدمها في مباراة أو مع فريق آخر، ومن خلال المرور ولو للحظات أمام بعض المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مسيرتهم التدريبية مع العديد من الفرق نرى إن للمدرب ( رينوس ميشيل ) فلسفة اعتمد عليها في تدريب الأندية والمنتخب الهولندي بطريقته المبتكرة والتي اعتمدها ، وكذا الحال ان (يوهان كرويف ) له فلسفته في قيادة الفريق الاسباني برشلونة وفلسفة (انشلوتي) في قيادة ريال مدريد و(بيب غوارديولا) بقيادة ( برشلونة) بطريقته المعروفة (التكي تاكا) و المدرب النمساوي( كارل رابَّان) بخطة السلسلة أو القفل ... الخ .
ولا بد من التوضيح ان التكتيك الذي يستخدمه المدرب مع فريق معين قد لا يستخدمه مع فريق آخر لاختلافات كثيرة يراها المدرب ان ما يصلح من تكتيك لهذا الفريق لا ينجح به مع فريق آخر، وان الفلسفة في القيادة والتعامل والإبداعات والابتكارات أيضا تكون كذلك، ومن التاريخ نتذكر كثيرا الفلسفة التي كانت تتردد كثيرا في لعبة كرة القدم وهي ان (أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم) ولكن الطليان كانوا يعتمدون على فلسفة مغايرة وهي(الدفاع أولا ثم الهجوم)(الكاتناتشيو)، ولكن فريق ( ايكس امستردام والمنتخب الهولندي ) وعلى يد المدرب (ميشيليز)الذي أبدع في فلسفته مع كرة القدم بابتكاره طريقة (اللعب الشامل) وغيرها من الآراء ووجهات النظر والفلسفات الخاصة بكل مدرب، وان ما قاد الى هذا التطور هو تطور الفكر التدريبي للمدربين وتقدم مستوى اللاعبين وتفكيرهم الخططي الذي جعلهم يستوعبون ما يريده المدرب منهم. لذلك كل فريق عرف بسمته الخاصة مثلا الكرة الانكليزية او المدرسة الانكليزية والمدرسة البرازيلية والأمريكية والهولندية والاسبانية ... وغيرها من المدارس، لأنها تحمل سمة وفلسفة وأسلوب لعب وطريقة أداء تختلف عن الفرق الاخرى لذلك أصبحت هذه السمة ملاصقة للفرق التي تتحلى او تلعب بها مثلا نقول ان الكرة البرازيلية تعتمد على المهارات الفردية وتبادل الكرات بينما الكرة الانكليزية تعتمد على المناولات الطويلة والهولندية على اللعب الشامل والايطالية على الدفاع ... الخ.
يجب ان يكون لكل منتخب رؤية خاصة وفلسفة غير مقتبسة لها خصوصية نابعة من تجربة وقدرات الفريق لذا فأن أي فريق او منتخب لا تكون له سمة*(2) او فلسفة خاصة به لا يستطيع تحقيق النتائج والوصول إلى البطولة او النهائيات . وهذا يعتمد على فلسفة المدرب مع الفريق والسمة التي يضفيها عليه ، لذا نرى كثير من الفرق لا تحقق أهدافها في البطولات بعد ان كانت تحصد الألقاب والسبب لعدم اعتمادها على فلسفة خاصة وهذا يعني عدم وجود سمة لهذا الفريق تميزه عن غيره، ولعلنا في هذا الموضوع أعطينا تصوراً بسيطاً بخصوص فلسفة التدريب بكرة القدم واستخدامها يعد سياسة مع الفريق والسمة التي يعطيها المدرب لفريقه بخصوصية لعب تميزه عن غيره هي رؤية المدرب وفلسفته كما عبر عنها بعض المدربي
فلسفة ، التدريب ،قدم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع