أ. د \ لطفية علي الكميشي


المعلم في مواجهة تحديات العصر:

أ.د \ لطفية علي الكميشي | latifa Ali Elkimishy


11/10/2021 القراءات: 4900  


إن احد جوانب التجديد التربوي في مؤسسات التعليم يقوم على الاستفادة من امكانات الثورة التقنية المتمثلة فى العملية التعليمية والتي يرأسها الحاسوب لما يملكه من قدرات هائلة تسهم بدورها فى تحسين وجودة الأداء المدرسي. الأمر الذي يتطلب ضرورة تأهيل المعلم وتنميته مهنياً وبشكل مستمر فى مجال التقنية التعليمية وذلك من خلال:
- أساليب ومهارات استخدام الحاسب فى عمليتي التعليم والتعلم.
- استثمار الحاسوب كمصدر للتعلم والبحث.
- مهارات اختيار وتقويم وتطوير البرمجيات التعليمية.
- معارف ومهارات حول إعداد برمجيات تعليمية فى مادة التخصص.
إن من أهم العوائق التي تقف عائقاً أمام المعلم وتضعه في دائرة التحديات المستمرة هي العولمة الناجمة عن التقنية وثورة المعلومات. فالعالم الذي نعيش فيه اليوم به العديد من المتغيرات تتجه نحو التطور وهذا يتطلب من كل فرد أن يواكب العصر ليستطيع العيش ضمن هذه المتغيرات.وعليه فان المعلم الذي تقتصر مهمته على نقل المعارف والعلوم للطلبة يصبح دوره محدوداً وهذا يستوجب أن يكون أكثر فاعلية وحركة في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم وبهذا يستطيع التغلب على المعوقات التي قد تقف أمامه للحاق بركب الحضارة.
ومع تقدم وسائل الاتصالات وسهولة تدفق المعلومات أصبح العالم وكأنه قرية صغيرة بها زخم هائل من المعلومات ومن هذا المنطلق لا بد أن يحدث تغيير جذري في نظم التعليم حتى يواكب التعليم تحديات هذا العصر وهذا لا يتأتى إلا إذا حدث ثورة في طرائق التدريس والتقويم لتخريج جيل قادر على التنبؤ والإبداع.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يواجه المعلم تحديات هذا العصر؟
تتمثل ادوار المعلم الجديدة في الأدوار الأساسية التالية: التدريس- البحث العلمي- خدمة المجتمع، وليس المقصود هنا بالتدريس نقل المعلومات وإيصال الأفكار ولكن في العصر الحديث تطور هذا المفهوم وتطورت مهام المعلم والتي تمثلت في الاتى:
1- إسهام المعلم في بناء وتطوير الفرد وامتلاكه للمهارات الضرورية لتعايشه مع المجتمع وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت هناك استمرارية نمو المعلم معرفياً ومهنياً.
2- تنمية الفرد على أن يحيا حياة اجتماعية فاعلة وهذا يكمن في تنمية الطالب في اتجاهين هما:
أ‌. الجانب الذاتي: المعلم الكفء هو الذي يعمل على بناء جيل قادر على تكوين نهج وطريقة تفكير مستقلة يستند إليها هذا الجيل لحل جميع المشاكل التي قد تعترض حياته.
ب‌. الجانب الاجتماعي: المعلم الناجح هو الذي يدرك انه يجب تنمية البعد الاجتماعي لدى الطالب مثله مثل البعد المعرفي والاكاديمى وان يدرك أن بناء جيل يتسم بالتطور والانفتاح يجب أن يوازيه تحد كبير للحفاظ على القيم الإنسانية والحضارية.
وبناء على هذا فانه يتطلب من المعلم في هذا العصر مايلى:
1- أن يكون المعلم عصرياً مسايراً لعصر انفجار المعرفة ،على دراية بكيفية استخدام تقنية المعلومات وتوظيفها في عملية التعليم إلى جانب إطلاعه المستمر والمتجدد.
2- أن يكون المعلم على اتصال دائم بالبيئة والمجتمع لكي يتسنى له ربط المنهج بالبيئة.
3- أن يكون المعلم مساعداً للطالب على التعلم والبحث والدراسة والتطبيق.
4- أن يكون المعلم ذا ثقافة واسعة في مجال علم النفس التربوي وذلك لمعرفة مراحل نمو الطالب وما تتطلبه كل مرحلة من حاجات أساسية.
5- أن يكون المعلم إنسانيا يتصف بالإنسانية الطيبة مع الجميع لأن هذه الإنسانية تساعده في التعاون والانتماء للمؤسسة التربوية.



المعلم..مستجدات العصر ..الحاسب الالي.. الاتصالات