مدونة فيفي أحمد توفيق خليل


تفعيل مقومات البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة .

أ. د / فيفي أحمد توفيق خليل | Prof .Fify Ahmed Tawfeek Kalil


07/06/2020 القراءات: 5441  


يحظى البحث التربوي بأهمية خاصة بوصفه يستهدف الوصول إلى الصورة المثلى لتربية الفرد الذي يشكل رأس المال الفكري في مجتمع المعرفة ، من خلال ما يضطلع به البحث التربوي من تطوير للممارسات التربوية ، بما يكفل اكتساب المعرفة وإنتاجها وتوظيفها ، فيؤدي البحث التربوي دورا ً مهماً في إقامة مجتمع المعرفة ، بوصفه وسيلة أساسية لتطوير أساليب التربية والنهوض بمستواها وزيادة كفاءتها ، وصياغة السياسة التعليمية وتوجيهها وتحديد مساراتها ودعم كافة القرارات التربوية المتعلقة بها ، والتوصل إلى معارف تربوية جديدة تفي بمتطلبات التجديد التربوي المستمر.
ومع السعي نحو توسيع دائرة البحث التربوي في مختلف الأنشطة التعليمية ظهر نوعاً جديداً من هذه البحوث التربوية يختلف عن البحث التربوي التقليدي المألوف ، والذي نستطيع أن نحدد ملامح منهجيته البحثية وخطواته بطريقة علمية موضوعيـة صارمة ؛ حيث يقوم به التربويون وفقاً لإطار نظري محدد.
هذا النوع الجديد من البحوث التربوية يُسَمَّى " البحوث الإجرائية " ، والتي يتم تصميمها و إجراؤها وضبط خطواتها بواسطة المعلم نفسه ، أو بالتعاون مع زملاء يشاركونه المشكلة ، أو العمل بما يحقق التنمية المهنية لهم بالإضافة إلى ما يستفيده التلاميذ أنفسهم من التحسن في الأداء في مدرسة فعَّالة .
وقد ازداد شيوع هذا النوع من البحوث بعد أن اُعترف به كمنهجية بحثية يمكن أن تعزز تطور المعلمين من خلال دراستهم لممارستهم بطريقة تؤدي إلى تحسين نوع تعلم الطلبة . إنَّه نوع من بحث تأمل الذات المستخدم حالياً في تطوير المنهج المعتمد على المدرسة والتطوير المهني ، ويُعد هذا النوع من البحوث بديلاً للبحوث التربوية التي اعتاد فيها الباحث دراسة الآخرين ؛ لأن الباحث الإجرائي يقوم بنفسه بدراسة ممارساته التعليمية وبدراسة طلبته ، ويبحث عن سبل تحسين هذه الممارسات من أجل تحسين تعلم طلبته .
وعلى الرغم من توجه عديد من الدول العربية والأجنبية نحو تنفيذ البحوث الإجرائية ، والجهود التي أظهرتها وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية لتفعيل هذا النمط من البحوث في مدارسنا وجامعاتنا ، إلاَّ أنَّ الباحثة لاحظتْ من خلال زياراتها لبعض رياض الأطفال واحتكاكها ببعض المعلمات المسجلات بالقسم لدرجة الماجستير أو الدكتوراه ، وبطالبات الدبلوم المهنية شعبة رياض الأطفال والتي تقوم بالتدريس لهن ، أنَّه ليس لدى معلمات ولا مديرات رياض الأطفال ولا طالبات الدبلوم المهنية بمحافظة سوهاج أيَّة معرفة بمجال البحث الإجرائي ، وأنَّ هذا المجال لا يزال يعاني من عدم إعطائه الاهتمام الواضح من قِبَل معلمات رياض الأطفال ، ولا من قِبَل المديرات في الروضات ومن هنا نبعت رغبة الباحثة في القيام بهذه الدراسة لتوضيح كيف يمكن تفعيل مقومات البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة ؟ .
وقد استهدفت الدراسة تحقيق عدة أهداف منها :
1- التعرف على مدى إدراك معلمة رياض الأطفال والعاملين بها لأهمية البحث الإجرائي ، ودوره في حل المشكلات التي تواجههم في الروضة .
2- الوقوف على مفهوم البحوث الإجرائية والتطور التاريخي لها .
3- التعرف على مفهوم مجتمع المعرفة ومتطلبات هذا المجتمع ، وخصائص إنسان هذا المجتمع .
4- الوقوف على واقع تطبيق واستخدام البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال .
5- تقديم رؤية تربوية لكيفية تفعيل مقومات البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة .
وقد نبعت أهمية الدراسة الحالية من أهمية :
1- مؤسسات رياض الأطفال باعتبارها مرحلة تعليمية مهمة في التمهيد للمرحلة الابتدائية ، وأهمية دور معلمة رياض الأطفال باعتبارها الأم البديلة للطفل في الروضة .
2- تفعيل البحوث الإجرائية في المؤسسات التربوية كضرورة عصرية يفرضها مجتمع المعرفة بما يتطلبه من إنتاج المعرفة واستخدامها في التغلب على المشكلات التعليمية ، وتحسين الممارسات التربوية .
3- توجيه نظر المسؤولين في وزارة التعليم العالي نحو ضرورة العناية بتدريب طلاب كليات التربية وطالبات شعبة رياض الأطفال على كيفية تنفيذ البحوث الإجرائية في الحقل التربوي.
وقد توصلت الباحثة من هذه الدراسة إلى عدة نتائج منها :
* جميع عبارات المحور الأول من محاور الاستبانة " دواعي تفعيل البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال " جاءت متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة نحوها دالة ، مما يدل على أنَّ عينة الدراسة ترى أنَّ ما جاء في عبارات المحور الأول يمثل بالفعل دواعي لتفعيل البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال .
* وبالنسبة للمحور الثاني من محاور الاستبانة " مجالات استخدام البحوث الإجرائية في مؤسسات رياض الأطفال ، " فقد جاءت متوسطات استجابات أفراد العينة دالة حول بعض العبارات ، وغير واضحة الدلالة حول البعض الآخر .
* أما بالنسبة للمحور الثالث من محاور الاستبانة "معوقات تفعيل واستخدام البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال ، " فقد جاءت متوسطات استجابات أفراد العينة دالة حول بعض العبارات ، وغير دالة حول بعض العبارات ، وغير واضحة الدلالة حول البعض الآخر .
* وبالنسبة لحساب دلالة الفروق بين استجابات أفراد العينة الكلية حول محاور الاستبانة الثلاثة فقد استخدمت الباحثة عدة اختبارات منها : (اختبار T.teast) ، واختبار ون وى أنوفا One Way ANOVA ، وتحليل التباين ، وأظهرتْ نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد العينة الكلية حول بعض محاور الاستبانة ، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية حول بعضها الآخر .
وعلى ضوء الإطار النظري للدراسة ، وعلى ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج بعد تطبيق أدوات الدراسة ، اقترحت الباحثة رؤية تربوية لتفعيل مقومات البحوث الإجرائية بمؤسسات رياض الأطفال لتلبي متطلبات مجتمع المعرفة وتقوم على مجموعة من المنطلقات والأسس ، وتسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف من خلال مجموعة من الإجراءات .


البحوث الإجرائية - مجتمع المعرفة .


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع