أهمية التعداد السكاني في الدراسات المناخية
د. مروه العميدي | Marwa Alameedi
28/11/2024 القراءات: 81
التعداد السكاني يلعب دورًا حيويًا في الدراسات
المناخية، إذ تظهر هناك علاقة وثيقة ما بين المناخ وتعداد السكان، وتنعكس هذه بدورها على القضايا المهمة في دراسات البيئة والتلوث والموارد الطبيعية.
أن إجراء تعداد سكاني في البلاد تعد ضرورة ملحة لمعرفة حجم السكان مقارنة بالموارد الطبيعية، على أن يكون تعدادًا منطقيًا دوريًا يجري كل عشر سنوات على أكثر تقدير، ومعرفة توزيعهم المكاني وتركيبتهم العمري والنوعي، فضلاً عن معرفة ظروف معيشتهم ومستوى الدخل، ويستفاد من المعلومات التي يتم الحصول عليها في حال إجراء التعداد السكاني في معرفة تصميم الهرم السكاني ومعرفة أعداد الفئات(الذكور والأناث) ومعرفة ماذا تمثل قاعدة الهرم السكاني أي معرفة فيما إذا كان المجتمع فتي أم عاجز ومعرفة حجم(الهبة اليديموغرافية) التي تمثل الأفراد ممن هم في عمر العمل، وكذلك يستفاد منه في صياغة إستراتيجيات وخطط متوازنة يمكن عن طريقها إدارة الموارد بشكل سليم يضمن تحقيق تنمية في جميع القطاعات وتقليل المخاطر وإلاستجابة للكوارث ووضع برامج تتفق مع الواقع فيما يخص الرفاهية الإجتماعية وسوق العمل.
وتظهر أهمية التعداد السكاني في الدراسات المناخية بجوانب عديدة منها معرفة إستعمالات الأرض عن طريق معرفة توزيع السكان ما بين (الريف والحضر ) أي معرفة إستعمالات الأرض فيما إذا كانت زراعية أو حضرية سكنية، فضلًا عن تحديد حجم البصمة الكربونية لكل فرد وتقدير حجم الإنبعاثات للغازات الحابسة للحرارة (الدفيئة) التي تقود بدورها إلى حدوث مشكلة الجزيرة الحرارية أو ظاهرة البيوت الزجاجية (الإحتباس الحراري) الذي عبى أثره ترتفع درجات الحرارة، وهذا تتم عن طريق معرفة مدى إستخدامات الطاقة والنقل والعمل بالصناعات المختلفة خاصة تلك التي تعتمد على الطاقات الضارة(الوقود الإحفوري)، وأن معرفة أنماط التخطيط العمراني تحدد هي الأخرى ميزانية الموارد اللازمة التي تخدم كل منطقة مأهولة بالسكان بمقدار المياه والطاقة المستخدمة بمختلف أصنافها، وقد تستخدم في كثير من الأحيان معلومات وبيانات التعداد السكاني في معرفة المناطق الأكثر عرضة للكوارث المناخية مثل محافظة (واسط) التي تتعرض بشكل سنوي إلى مخاطر السيول الجارفة القادمة من الجهة الشرقية، والنجف وكربلاء اللتان يتعرضان بشكل مكرر إلى عواصف رملية قوية، أو المناطق الشمالية في إقليم كوردستان العراق والتي تتعرض بعضها إلى مخاطر الحرائق الطبيعية، لذا توظف هذه المعلومات والبيانات في وضع برامج وإسترتيجيات التأهب العاجل والتكيف.
وأن التعداد السكاني يلعب دورًا هامًا في متطلبات السكان من الغذاء، وهذا يساعد في تحقيق الإكتفاء الذاتي ووضع خطة مستقبلية تضمن تحقيق عملية أمن غذائي يضمن حقوق الأفراد لمدة (خمسة سنوات) قادمة على أقل تقدير، يمكن العودة إليه خاصة في أوقات الأزمات والحروب، كما أن حصيلة هذا تنعكس على تحقيق الإستدامة البيئية، وتحدد منحنى السلامة العامة وصحة المجتمع وتردي حصيلة الأوبئة والأمراض خاصة الملاريا والكوليرا وغيرها.
ولا ننسى أن الحصول على هذا الكم الهائل من البيانات يفتح آفاقًا جديدة لكثير من الباحثين في مجالات التغيرات المناخية والأنشطة الإقتصادية والمهتمين في تطوير سياسات التكيف والتخفيف.
د.#مروه_العميدي
الريف - الحضر - التعداد السكاني - الهجرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة