شجرة الاراك (Saladora persica) ماذا نعرف عنها؟
م.م. سمية سامي هاشم | Sumayah Sami Hashim
08/09/2022 القراءات: 3921
قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مرغّبا فيه ﴿السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ﴾.
شجرة الأراك المعمرة، دائمة الخضرة والتي تُسمى علمياً باسم «سالفادورا بيرسيكا Saladora persica » اما الاسم الشائع في المنطقة العربية فهو المسواك , وفي تنزانيا مسواكي Mswaki وفي أثيوبيا ميفاكا Mefaka ، وفي الهند والباكستان داتن Datun ومسواك Miswak
تنتمي شجرة الاراك إلى الفصيلة الأراكية، ذات رائحة طيبة، ولا يزيد ارتفاعها عن أربعة أمتار، أوراقها خضراء بيضاويّة الشكل تخلو من الاشواك و لها طعم طيب ورائحة زكية. اما الأزهار فهي صفراء مخضرّة، وأغصانها غضّة متدلية الى الأسفل. تثمر في الصيف وثمارها تبدو كعناقيد العنب ذات لون أحمر يشبه ثمر العوسج والغرقد وعند نضجه يصبح لونها أسود. أما جذورها فتكون عميقة وممتدة لمسافات بعيدةٍ تحت الأرض.
لا يتوقف عطاء شجرة الأراك على تقديم عود السواك فحسب، بل تأكل البشر والطيور من ثمرها، وتعد اغصانها مصدراً أساسياً لرعي الماشية خاصة الإبل التي تعرف بـ « الأراكية » حيث تعتمد على الأراك بشكل أساسي في رعيها ولذلك فان حليبها يمتاز بطعمه الطيب لطيب تلك الشجرة.
ويتم استخراج السّواك من جذور شجرة الأراك التي يبلغ عمرها السّنتين أو الثّلاث، وهي عبارة عن ألياف كثيفة وناعمة، وتشبه الفرشاة ويتم استعمالها عن طريق قطع رأس المسواك، وإزالة القشرة الخارجيّة للجزء المراد استعماله بعد ترطيبه.
أما من الناحية الدوائية فإن أوراقها تستعمل بعد طحنها لعلاج الإسهال من خلال وضعها على رأس المريض وكذلك كمصدر للطيب والزينة، حيث تطرح شجرة الأراك بعد هطول الأمطار ما يعرف بـ «الكدة» التي تمتاز برائحتها الطيبة.
في الآونة الاخيرة أصبحت هذه الشجرة من الأشجار التجارية التي تعمل الدول على تكثيرها لبيع السواك الذي يُستخرج منها، كما تزرع لغايات استصلاح التربة حيث تعمل جذورها الكثيفة والمتشابكة على تثبيت التربة الرملية و كمصدات للرياح ومنع انجراف الترب. بالإضافة الى ان شجرة الأراك تتمتع بالعديد من الخصائص الفعالة والفوائد الصحية المثبتة علميا والتي أجمع عليها الكثير من الباحثين والأخصائيين في طب الأسنان وفي مجالات صحية اخرى، حيث تحتوي أوراق وقلف الفروع الخضرية للنبات وجذوره على العديد من المركبات الكيماوية (كعنصر الفلور ) الذي له فعالية ضد الجراثيم المسببة لأمراض اللثة ونخر الأسنان ويمنع تسوسها.
قلويدات Alkaloid savadorine ونسب عالية من السليكا والكبريت وفيتامين ج ومقادير صغيرة من التانينTannin و سابونينات ومركبات فلافونيدية Flavenoides وستيرولات Sterols وزيوت عطرية تُسهم في شد أنسجة اللثة المرتخية وعلاج التقرحات الفموية وتقرحات اللثة كما وله فوائد جمة على الصحة الشمولية. وجود عنصر السليكون في السواك في عملية تنظيف الأسنان يعمل كمادة Abrasive تزيل الصبغات عليها اما التانين والراتنج فلهما تأثيرات قابضة للثة والأغشية المبطنة لتجويف الفم، مما يقلل من فرص حدوث النخر في الأسنان .يمتاز مركب ثلاثي ميثايل أميTri methyl amine الموجود في السواك بتأثيره المنشط للثة.
استخدمت بعض شركات إنتاج معاجين الأسنان في أوربا وغيرها مستخلصات قلف جذور وفروع نبات الأراك لاحتوائها على تلك المركبات الفعالة.
وقد ذكر العلماء القدامى فوائد كثيرة للسواك ومنها؛ ما ذكره ابن القيم في كتاب الطب النبوي" قال: " إنه يطيب الفم ، ويشد اللثة , ويقطع البلغم , ويجلو البصر ، ويذهب بالحفر ، ويُصح المعدة , ويصفي الصوت , ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام، وينشط القراءة والذكر والصلاة , ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ، ويكثر الحسنات ".
و قال العشاب الشهير أبو حنيفة الدينوري: هو أفضل ما استيكَ بفرعه من الشجر, وأطيب ما رعته الماشية رائحة لبن, وقال أبو زياد : منه تتخذ هذه المساويك من الفروع والعروق, وأجوده عند الناس العروق, وهي تكون واسعة, واحدته: أراكه, و تجمع على أرائك قال كليب الكلابي :
ألا يا حمامات الأرائكِ بالضحى تجاوبن من لقاء دان بريُرها
ومما ينسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :ابياته الشهيرة في غيرته على فاطمة رضي الله عنها:
أظفرت يا عــود الأراك بثغرهــــا ما خفت منـي يـا أراك أراكَ
لو كنت من أهل القتــال قتلتك ما فاز منها يا سواك سواكَ
شجرة الاراك (الارك) السواك، Saladora persic
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف