مدونة مؤيد جمعه إسماعيل ريماوي


العمارة و التنمية البشرية

مؤيد جمعه إسماعيل ريماوي | Muayad Jumah Ismail Rimawi


25/05/2019 القراءات: 5269  


العمارة والتنمية البشرية

العمارة هي الفن والعلم المعني باستيعاب النشاط البشري داخل البيئات الداخلية والخارجية ، وتتعلق بتنفيذ الأنشطة التي تشكل رفاه المستوطنات البشرية من الناحية الوظيفية فضلاً عن الجمالية ، وتشمل الهندسة المعمارية جميع أنواع المباني مثل المباني السكنية والتجارية والإدارية والضيافة والترفيه ومراكز التسوق والمطاعم والمسارح والمطارات وغيرها ، وبالعمل بشكل وثيق مع المهندسين ومديري البناء ومخططي المدن ومصممي الديكور الداخلي والمهندسين المعماريين للمناظر الطبيعية، يكون على المهندسين المعماريين تحديد جميع الاحتياجات المادية والفسيولوجية والنفسية والاقتصادية لمجموعات المستخدمين المختلفة الذين يستخدمون المبنى، وإعداد برنامج للمشروع بغرض تلبية هذه الاحتياجات، وإجراء تطوير التصميم، وإعداد المخططات التنفيذية والوثائق التعاقدية، والإشراف على تشييد المباني.

من هنا ينطلق دور الهندسة المعمارية في تنمية و تطوير الموارد البشرية ، فالهندسة المعمارية علم يجمع العديد من الوظائف والتخصصات مما خلق الحاجة إلى التطير في عملية بناء وتطوير الفرد ، فقد خلقت الحاجة لكثير من الأشياء منها الحركات الغير تقليدية في البناء والتي خلقت الحاجة لمهندسين متخصصين وخبراء في مواد البناء وتشكيلاتها وتدريبهم ، فيما خلقت التشكيلات في الأبواب والشبابيك عاملا للابتكار في تصنيع هذه الفتحات التي تطلب خبرة جديدة و أساليب جديدة في التركيب والتصنيع ، وخلقت بظهور المشاريع الضخمة أيضا الحاجة إلى حساب المواد والخامات لظهور المختصين في حساب الكميات لمعرفة التكلفة للإنشاء والصيانه ، و علاقتها بالوقت وسرعة الإنشاء أدى بالحاجة إلى علم يختص بإدارة المشاريع الإنشائية لاختصار الوقت والجهد ، وتقاطعها في العديد من فروع العلوم والهندسة والعمل أدى لظهور الحاجة لتخصصات جديدة و عمال مهرة بمواصفات خاصة ، فتداخلت مع مهندسي الكهرباء بالتمديدات الكهربائية في المباني ، ومع مهندسي الميكانيك في التمديدات الصحية وتصريف المياه ، والهندسة المدنية في تسليح المبنى ، وعلاقتها غير المباشرة في السلامة المهنية حيث أن عدد كبير من العمال بتعرض للحوادث بخاصة في ورش البناء منما أضاف لهم علم ومعرفة جديدة ، كما وترتبط العمارة بعمليات الترميم والآثار منما زاد العلاقة بين علماء الآثار والتاريخ والمعماريين والحاجة للتوثيق والحفاظ على الموروث المعماري بخلق علم جديد يعرف بالحفاظ المعماري والموروث الثقافي ، كما وتتصل العمارة بعلاقة وثيقة مع العديد من العلوم الأخرى كعلم النفس فتدرس تحركات الإنسان وتأثير الفراغات والتصميمات عليه وعلاقاته الإجتماعية ، كما وتشمل دراسة الناحية البيئية والحفاظ عليها وموناتها و موائمتها و ظهور مصطلحات العمارة الخضراء والمستدامة ، وظهرت بازدياد المباني والوظائف المختلفة الحاجة للتخطيط على المستوى المحلي والإقليمي للحفاظ على الطابع المعماري وتسهيل عملية الحركة ، يتضح منما سبق دور العمارة الكبير في التنمية البشرية بخلق تخصصات وعلوم جديدة والحاجة إلى أدوات و عمال و مواد جديدة و مواصفات خاصة وإضافة معرفة لتخصصات قائمة وتطوير قدراتها وتوسيع مجال عملها وخلق فرص جديدة لتخصصات فرعية أخرى كالطاقة البديلة والمواد الصديقة للبيئة و الاستدامة .

م. مؤيد جمعه إسماعيل الريماوي


العمارة ، التنمية البشرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع