مدونة د.عثمان محمد حامد العالم
التخلف المجتمعي بين هشاشة التكوين والمنهجية الغائبة
د.عثمان محمد حامد العالم | Dr.Osman Mohamed Hamid Elaalim
21/06/2024 القراءات: 903
(1) هشاشة المجتمع: هشاشة المجتمع أو المجتمع الهش هو مصطلح يستخدم لوصف حالة المجتمعات التي تعاني من عدم الاستقرار والضعف في مختلف الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتشمل هذه الهشاشة عدة أبعاد؛ منها: ضعف البنية التحتية، نقص في الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، انخفاض مستويات المعيشة، وغياب الأمن والحماية الاجتماعية. وتبعا لذلك فإن المجتمع الهش هو ذلك الذي يعاني من ضعف التضامن المتبادل فيما بين الإفراد والجماعات. ويظهر هذا الضعف في تفاقم بعض صور عدم الاندماج الاجتماعي، وفقدان الثقة ونشوب الصراعات القائمة على أسس التمييز الاجتماعي المختلفة، وهي المؤشرات التي يمكن بموجبها قياس التماسك الاجتماعي. وتعود فكرة الهشاشة في المجتمعات لمفهوم التفكك الاجتماعي بحسب النظرية البنائية الوظيفية بوصفها تعبير عن حالة الاضطراب والخلل الوظيفي في نسيج العلاقات الاجتماعية. وقد حدد جالتونج (Johan Galtung) معنى التفكك الاجتماعي ذاكراً افتقاد البنية الحاكمة للسلوك والتي تربط الأفراد بعضهم بعضا وتربطهم بمجتمعهم ، وفى هذا الصدد طرح عدة مظاهر للتفكك أبرزها الأنانية ، والفساد، وما أطلق عليه دوركيم حالة فقدان المعايير (anomie) التي تفضى إلى الانتحار. وقد استخدم بريتون وزملاؤه عام (2004) تعبير النسيج الاجتماعي الهش (fragile social fabric) بطريقة مجازية للإشارة إلى ما أسماء البنية التحتية الاجتماعية للعهد أو الميثاق الاجتماعي (Social covenant) للحقوق والواجبات التي يمكن أن تمثل قاسما مشتركا يربط المواطنين معا ويربطهم بمجتمعهم ومن ثم يساهم في تحسين نوعية حياتهم. وحاول بريتون أن يحلل مظاهر الهشاشة من واقع عدة أبعاد؛ أهمها الإنصاف والاعتبار والثقة والانتماء والواجبات الاجتماعية. وذلك ليبين مدى قوة وضعف النسيج الاجتماعي بالمجتمع الكندي خاصة فيما يتعلق بحدود الاندماج والانقسام الاجتماعي بين السكان. وقد أضاف ظهور مفهوم الدولة الفاشلة أو الهشة في السنوات الأخيرة أبعاداً أخرى لمعنى الهشاشة وتشمل: عدم قدرة الدولة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية، وضعف مؤسساتها، وخلل سياساتها، وتفشى عدم الاستقرار السياسي، بما يعنى أن مكمن الضعف سياسي، غير أن جوهر القوة والضعف لدى الدول يتمثل في الروابط المشتركة التي تربط الأفراد والجماعات في العيش المشترك داخل مجتمع واحد. ومن ثم فإن المجتمعات الهشة هي التي تعانى من ثغرات كثيرة في النسيج الاجتماعي والثقافي المشترك. وكلما زادت مظاهر الهشاشة في النسيج الاجتماعي المشترك ساهم ذلك في إضعاف الدولة ومن ثم تهديد الأمن القومي. وقس على ذلك دولا عديدة. وهذا يستدعي تفعيل آليات الحكم الراشد، واتباع منهجية ضابطة للخروج من المأزق. د. عثمان العالم- [email protected]
التخلف المجتمعي، هشاشة ، المنهجية الغائبة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع