مخرجات التّشغيل المؤقّت في ظل الواقع الاجتماعي الجزائري الجديد.
بلمقدم يحيى | Belmokaddem yahia
18/09/2020 القراءات: 3257 الملف المرفق
نتيجة التحوّلات الاجتماعية والسّياسية، وتزايد عدد خريجي الجامعات الجزائرية خاصة بعد "الإصلاحات" التي تبنتها "وزارة الجامعة" من خلال النظام البيداغوجي الجديد (ل، م، د) منذ 2004 تقريبا، أدّى إلى تزايد نسبة الطلب على الشغل، هذا ما جعل الدولة الجزائرية تتبنى برامج ومشاريع للتخفيف من البطالة من خلال التوظيف المؤقت خاصة لفئة خريجي الجامعات والمعاهد، الذي أفرز نماذج جديدة من البطالة يمكن حصرها في:
1- "البطالة الذهنية":
هي عدم استخدام العقل، من خلال توظيف المكتسبات المعرفية في الواقع المعيش، وبهذا نهيئ لتحطيم العقل، وهي تمس الطلبة الذين أنهوا الدراسة بالجامعة (ليسانس، ماستر، أو دكتوراه)، ولم يجدوا وظيفة قارة، حسب تخصصاتهم، وبالتالي لا يستخدمون ما اكتسبوه أثناء مساراتهم الدراسية بالجامعة، وفي أحسن الأحوال يشغلون وظائف تتناقض مع مكتسباتهم المعرفية (التخصص) لمن أتيحت لهم فرص الشغل المؤقت عن طريق وكالات التشغيل (هنا نتكلّم عن وكالات التشغيل بالجزائر)، أو الدائم في حالات أخرى. وخاصة طلبة الدكتوراه الذين يعيشون هذا النوع من البطالة أكثر من غيرهم.
2- "البطالة الذكية" (يمكن اعتبار هذا النّموذج كجزء من النّموذج الأوّل):
هي البطالة المفتعلة، أي هناك دخل للسياسي وأصحاب القرار في ظهورها وانتشارها في مختلف المؤسّسات، فعلى سبيل المثال طلبة الماجستير والدّكتوراه يعيشون هذا النوع من البطالة (وهذا لا يعني أنّهم لا يعيشون النّوع الأول) من خلال توظيفهم المؤقت بالجامعة، أي التدريس في إطار السّاعات الإضافية، فمن جهة هو موظف لكن في نفس الوقت هو بطال لا يتقاضى أجر محترم وفي غالب الأحيان لا يتقاضى شيىء... إنّ الفرق بين النموذجين (البطالة الذّهنية، والبطالة الذّكية) يكمن في أن النوع الأول أوجده السياسي من أجل شراء السلم الاجتماعي، ومحاولة التخفيف من حدّة البطالة، أما النّوع الثاني المتمثل في البطالة الذكية، كرّسته "وزارة الجامعة" (وهذا لا يقتصر على المؤسّسات الجامعية)، من خلال شروط تدريس السّاعات الإضافية في إطار اكتساب الخبرة (أستاذ جامعي مؤقت، حيث تبيّن الاحصائيات أنّ نسبة الأساتذة المؤقتون يفوق نسبة الأساتذة الدّائمون في العديد من كليات الجامعات الجزائرية... ).
البطالة الذهنية، البطالة الذّكية، خريجي الجامعة، التّشغيل المؤقّت.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع