محمد عبد السلام محمد اسويسي ود. مفتاح محمد عبد الرحمن الشكري
الملخص العربي
تُعدُّ الطلاقةُ التَّعبيرية من المهارات التي ينبغي أن يهتمَّ بها كلّ الـمعنيين بتعليمِ الطفلِ؛ لأنها تنمو من خلالِ الاهتمامِ باللغةِ والتَّفكيرِ على حدٍّ سواء، وقد سعى هذا البحث إلى التعرف على جوانب الطلاقة التعبيرية التي ينبغي الاهتمام بها في مراحل النمو اللغوي لدى الأطفال، وعلى الأنشطة التي تدعم نموها والارتقاء بها، كالقصصِ، وألعاب الكرتون، والدّمَى، والفضائيات، وأنشطة المسرح، وأثرها في تطوير القدرات اللغوية.
ولعلَّ التبرير الـمُهم لطرحِ هذا الموضوع هو ما يُلحَظُ من ممارساتٍ خاطئة في أساليبِ التربية، وخاصة في عصرِ التقنية وانتشارِ الألعاب الإلكترونية التي قد تُعيق نموَّ اللغةِ، وتُعرقل تطورها، وقد تعمل على إعاقة بعض مظاهر النمو الأخرى، ممَّا قد يؤدي إلى خللٍ في الارتقاءِ ببعضِ مُستويات التَّعلم والتفكير، وعدم تبلورها بشكلٍ منتظم.
وتمَّ الاتِّكاء في هذا البحث على المنهج التحليلي الاستقرائي، الذي تبيَّنَ من خلالِه أنَّ الارتقاء بهذه المهارة يتطلب تقبّل أفْكارِ الطِّفْل ومفاهيمه جميعَها ولو كانت مُتشابهة، مع حثِّهِ على التفكيرِ في أمورٍ أخرى متنوِّعة ومختلفة من حيث الكَيف، فيتعلم الطفل بذلك مرونةَ التفكيرِ، ثمَّ الانتقال به إلى التركيز على الأفكار الجَديدة والنَّادرة، الَّتي لا يصِل إليْها العقل بسهولة، وهو ما يُسمَّى بالأصالةِ، وتمَّ التوصل كذلك إلى أن قصصَ الخيال تُعدُّ وسيلةً مُهمَّة لنموِّ طلاقةِ الطفل التعبيرية، ولها أهمية بالغة في الارتقاء بقدراته العقلية، ويتمُّ ذلكَ بانتقاءِ القصص التي تجعلُ العقلَ ينشط ويفكر ويتابع ويشارك في اقتراح الحلول لما يُعرَضُ عليه من مواقف، وأنَّ أفلامَ الكرتون والبرامج الفضائية وأنشطة الـمسرح الـمنتقاة بشكلٍ جيِّد تُفيدُ في تصحيحِ نُطْقِ الطفل للكلماتِ، وتُساعد في تقويمِ لسانِه، واستخدامِه الألفاظَ حسب مدلولاتها، ومعرفة السياق الذي ينبغي ذكرُها فيهِ، منْ خلال مواقف ينبغي أنْ تُعدَّ لهذا الغرض، وأوصَى البحث بضرورةِ توعيةِ القائمين على تربية الطفل بأهمية هذه القُدرة وسُبل تنميتِها، ودورها في مساعدةِ الطفلِ على فهمِ الواقع الـمحيطِ به، والتَّغلب على التحدياتِ التي قد تُواجهُه في مختلفِ مجالات الحياة.
محمد عبد السلام محمد اسويسي | Mohammed isweesi | 14788