الآثار النفسية للصوم على المسلم
محمود فتوح محمد | Mahmoud fotouh
24/10/2019 القراءات: 7709
إن المتأمل في فلسفة الصيام وغايته يجد أن عملية الصيام لا تعدو عن كونها عملية تربوية تتم فيها تربية النفس وتهذيبها والارتقاء بها عن الولوغ والإغراق في إشباع الغرائز والرغبات، فيصبح الإنسان قادرا على تجنب اي أمر يتبين له ضرره أو أذاه، لذلك كان صيام رمضان أفضل وسيلة للتخلص من العادات السيئة، التغذوية وغير التغذوية، مثل الإدمان على شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، والتدخين والتناول المتكرر والمستمر للأطعمة طوال اليوم كما يحدث عند بعض الناس، ولعل هذا الجانب من أهم العوامل التي تساعد المرضى المصابين بالسمنة على التخفيف من حدة هذه المشكلة، حيث يشكو الكثير من المصابين بهذا الداء من عدم المقدرة على مقاومة الطعام وضعف التحمل وضبط النفس عند وجوده، فيكون الصيام بذلك دافعا لهم على مقاومة النفس ودفع هواها تجاه شهوة الطعام.
يترتب على الصيام العديد من التأثيرات النفسية، منها:
- الثبات النفسي: ينمي الصوم الثبات النفسي للإنسان ويدربه على الصبر، لان الصبر على الشدائد قوة معنوية من اقوي الأسلحة التي تتسامح بها الأمم ، وقد قال رسول الله ) صلى الله عليه وسلم: (رمضان شهر الصبر وان الصبر ثوابه الجنة (.
- تدريب وتأهيل الإنسان على الإشباع: يساعد الصيام على تدريب وتأهيل الإنسان على الإشباع، فالصيام هو امتناع عن إشباع بعض رغبات النفس وبعض حاجات الجسم في وقت معين ،وفي هذا تدريب للنفس على ما يذكره علماء النفس (تأهيل الإشباع ) فالصيام بذلك يعد دورة تدريبية فعالة وحيوية تتكرر كل سنة يستخلص منها الإنسان كل فوائد الصبر وبما يدفعه نحو المزيد من نضج وتكامل الشخصية.
- تهذيب للنفس: يساعد الصيام على تهذيب للنفس وصقلها وتربية على الإخلاص في كل نشئ وإحياء للضمير والحفاظ على يقظته.
- عامل مهدئ فعال للإنسان: يعمل الصيام كعامل مهدئ فعال للإنسان وهو بمجمل تأثيراته ينفع في الوقاية من علاج حالات التوتر النفسي والجسدي وحالات الأرق واضطرابات النوم المختلفة وحالات التعب والإرهاق وحالات القلق والاكتئاب.
- الاسترخاء: يعود الصيام الجسم على الاسترخاء للبدن وتقوية الإرادة وزيادة الاستقرار النفسي والعاطفي.
- تدريب إيجابي ومتوازن للفرد: يعد الصيام تدريب إيجابي ومتوازن ومقنع للفرد والمؤمن ،إذ أن للصائم حاجات ورغبات وهي الحاجات والرغبات الدينية كون المسلم يطمح في إرضاء ربه في أداء واجب الصوم الذي فرضه عليه ويتضمن هذا الواجب الامتناع عن الطعام والشراب من ناحية وضبط النفس عن إيذاء الآخرين من مختلف الجوانب المادية والمعنوية من ناحية أخرى والحاجات والرغبات الاجتماعية.
- التحكم في السلوك وتقوية الإرادة والعزيمة: يساعد الصيام على التحكم في السلوك وتقوية الإرادة والعزيمة، فالصيام يعد تدريب على قوة الإرادة والصبر فالامتناع عن الطعام والشراب في فترة معينة تساعد الفرد على الصبر وقوة الإرادة فيما بعد ، فالصوم إذن هو درس مؤثر في الأفراد لتعلم الصبر وقوة الإرادة على التحمل .
- الشعور بالمسؤولية: يساعد الصيام على الشعور بالمسؤولية ومعرفة قيمة الآخرين.
- تقوية الحس الداخلي وتنمية الضمير: يساعد الصيام على تقوية الحس الداخلي وتنمية الضمير.
- ضبط الشهوات ومجاهدة النفس: يساعد الصيام على ضبط الشهوات ومجاهدة النفس في كافة الاتجاهات، فالصيام مدرسة للتعليم على الصبر والنظام في الحياة والتعود على استرخاء البدن وتقوية الإرادة وزيادة الاستقرار النفسي والعاطفي.
- الشعور بالاطمئنان والراحة النفسية الكاملة: يساعد الصيام على الشعور بالاطمئنان والراحة النفسية الكاملة وذلك لأنه تقرب إلى الله سبحانه وتعالى وأدى فريضة من فرائض الإسلام مما يشعره بأن الله قد رضي عنه وانه سيقبل دعائه إن شاء الله تعالى.
- مواجهة الحالات النفسية المؤلمة: يساعد الصيام على تنمية القدرة على مواجهة الحالات النفسية المؤلمة .
وفى ضوء ما سبق يمكن القول بان الصوم هو مدرسة إيمانية عملية تزكي النفس وتمدها بطاقة نفسية كبيرة تقوي صلة الصائم بربه، وتصفي روحه بشكل يجعله طيعا للخير مبتعدا عن الشر؛ ذلك أن الإنسان عندما ينوي الصوم يعرف أنه يقبل على الله بهذه الطاعة التي هي سر خفي بينه وبين مولاه، فيظل نهاره خاشعا موصول القلب بالله سبحانه وتعالى.. ويقبل بنفس واعية على تلمس أسباب الخير المفضية إلى رضاه وثوابه الجزيل سبحانه.
الصوم
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة