جائحة كورونا...التأثيرات البيئية المستقبلية
م. د. دينا علي ياسين | Dr. Dina Ali Yaseen
08/07/2020 القراءات: 1422
مع بداية انتشار وباء كورونا في العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص حتى و ازداد التهافت على شراء واستخدام المواد المطهرة ومساحيق التنظيف كالصابون والكلور والديتول وغيرها من المنظفات والمعقمات. وعلى الرغم من صحة هذا الاجراء من ناحية الوقاية ولكن هناك ابعاد سلبية لهذه المسألة ولابد ان تؤخذ بنظر الاعتبار من قبل اصحاب القرار. هذه التاثيرات السلبية قد تكون معدومة في دول الخارج ولربما في العديد من الدول العربية التي تتمتع بنظام رقابة صحية عالي الجودة. حيث ان العديد من المنظمات العالمية والعربية تفرض عقوبات شديدة جدا في حال عدم الالتزام بالضوابط البيئية.
اما في العراق الذي يشهد حالة يرثى لها من التلوث البيئي في الظروف العادية، فكيف الحال الان تحت تأثير حالة الطواريء التي يشهدها البلد في خضم انتشار وباء كورونا في عدد من المحافظات. ان المشكلة تكمن في ضعف امكانيات قطاع الصرف الصحي والتي تودي الى تصريف كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي مباشرة وبدون معالجة الى الانهار. وهذا يؤدي الى تلوث مصادر المياه الطبيعية وحصول مشاكل في الجانب البيئي والصحي مع العلم ان محطات المعالجة تعمل بالطاقة القصوى ولكن لا يوجد مجال لخدمة العديد من الأحياء الإضافية. هذه االمشاكل يعاني منها العراق ولسنوات عديدة ولربما اصبحت امرا مألوفا لدى العديد من السكان في الاحياء الاضافية او القديمه كذلك. لكن المشكلة الان باتت خطرا وخيما يهدد بكارثة انسانية ان لم تتخذ الاجراءات الصحيحة بسبب ازدياد حالة الاستعمال المفرط او غير المفرط للمنظفات والمعقمات من قبل العامة (مع انتشار وباء كورونا) والذي يؤدي الى زيادة تركيز الملوثات السامة في مياه الصرف اكثر من السابق بعشرات او مئات المرات. حيث ان كافة المنظفات والمعقمات هي مواد كيميائية تحوي العديد من المواد الضارة للتربة والنبات والاحياء المائية في حال تصريفها المباشر الى الانهار او الاراضي المجاورة مما يؤدي الى مشاكل بيئية مستقبلية. لذا نهيب باصحاب القرار اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي هذه المشكلة المستقبلية وتبقى دعواتنا بأنتهاء هذا الوباء اللعين عاجلا وليس آجلاً.
كورونا_ التلوث البيئي_مياه الصرف الصحي_المعقمات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع