الإمام العلامة علي بن عبد الصادق العبّادي الجبالي الطرابلسي (ت1138هـ) وجهوده في علم العقيدة.
محمد سالم العجيل | Mohammed alojil
12/10/2020 القراءات: 4653
الإمام العلامة علي بن عبد الصادق العبّادي الجبالي الطرابلسي، المالكي، الأشعري، الشاذلي ت1138هـ وجهوده في علم العقيدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فإن علماء ليبيا المالكية ممّن هُضمت حقوقهم، ولم يعتنى بهم العناية التّامة، حتى ضاعت معالم مدرستهم أو شبه ذلك، وزوّر كثيرون المعالم المعنوية والماديّة، لترويج مذاهبهم وأفكارهم.
وهذا بحث يعتني بعلم من علماء ليبيا لم يُطبع من أعماله إلا كتاب واحد، وهو أبو الحسن علي بن عبد الصادق بن أحمد بن عبد الصادق بن محمد بن عبد الله العَبَّادِي الجِبَالِي الطرابلسي، المالكي، الأشعري، الشاذلي(1 ).
ولد بمنطقة ساحل الأحامد "كعام"، التي تقع في طرابلس الغرب، وأخذ عن علمائها، ورحل إلى تونس ونهل من مشايخها، وقيل إنه عاش بتلمسان( 2).
مدحه صديقه العلامة المؤرخ عبد السلام بن عثمان التاجوري ت1139هـ بقوله - لما أَلَّف شرح ابن عاشر المسمى" إرشاد المريدين لفهم معاني المرشد المعين على الضروري من علوم الدين"-( 3):
جزَاكَ فِي الدَّارَينِ رَبٌّ خالِقُ *** مِنْ كُلِّ خَيْرٍ يَا ابنَ عَبدِ الصَّادِقِ
فَلَقدْ أَجدْتَ القوْلَ فِيما رُمْتهُ *** مِنْ شَرْحِ مُرْشِدِنَا الْعَظيمِ الْفائِقِ
ثم قال:
إِنْ كُنتَ فيمَنْ قدْ تأَخَّرَ مَهدُهُ *** فَلَأَنتَ فِي بحرِ العُلومِ الْفائِقُ
لاَ زِلتَ مِقدَامًا لكُلِّ فضِيلَةٍ *** لاَ يَلْحَقَنكَ فِي المكَارِمِ لاَحقُ
وقال عنه المؤرخ ابن غلبون: " كان رحمه الله تعالى فقيهًا صالحًا دَيِّنًا، يكره الابتداع في الدين، له تواليف عديدة في علم الكلام والفقه وكلام القوم"( 4).
وقال المؤرخ مخلوف في شجرة النور الزكية: " الفقيه الإمام أحد العلماء العاملين الأعلام المؤلف المحقِّق المتفنِّن المدقِّق المتصوِّف الشيخ الفاضل"(5 ).
وقال المؤرخ النائب في المنهل العذب: " العارف بالله تعالى العلامة الفقيه المالكي الفهامة ذو التصانيف العديدة والفوائد الجزيلة.... لا يشق غباره ولا تجهل آثاره، وصنف كتبا كثيرة مفيدة"(6 ).
وقال الشيخ الطاهر الزاوي: "العالم الفاضل المؤلّف الفقيه "(7 ).
بنى زاوية بساحل الأحامد (قرية كعام) شرق مدينة الخمس - التي تُقام فيها هذه الندوة المباركة -، حوالي سنة1113هـ ما زالت معروفةً إلى الآن( 8)، باسم زاوية الصوادق.
توفي يوم الاثنين بعد الظهر، في ربيع الأول سنة1138هـ بمنطقة ساحل الأحامد ( قرية كعام)، ودفن بجوار زاويته(9 ).
هذا العالم الليبي له أكثر من عشرين مؤلّفًا، في الفقه، والتزكية، والفلك، والسيرة، والطب، ومنها كتب في العقيدة.
خطّة البحث:
مقدمة: نبذة عن المدرسة الليبية العقديّة.
المبحث الأول: ترجمة الإمام علي بن عبد الصادق العبادي الجبالي الطرابلسي.
المطلب الأول: ولادته ونشأته ومكانته.
المطلب الثاني: شيوخه وتلاميذه .
المطلب الثالث: مؤلفاته ووفاته.
المبحث الثاني: مؤلفاته في العقيدة.
المطلب الأول: تعليقه "عَلَى مَنْظُومَة التَّوْحِيد" لـ عَليّ بْن عُمَر ابْنِ عَلاَّم الأَوْجَلِيّ. (مخطوط)
المطلب الثاني: شرح العقيدة الصغرى للإمام السنوسي. (مخطوط).
المطلب الثالث: إرشاد المريدين لفهم معاني المرشد المعين. (مطبوع).
المبحث الثالث: تحقيق تعليقه "عَلَى مَنْظُومَة التَّوْحِيد" لـ عَليّ بْن عُمَر ابْنِ عَلاَّم الأَوْجَلِيّ.
المطلب الأول: ترجمة الناظم عَليّ بْن عُمَر ابْنِ عَلاَّم الأَوْجَلِيّ.
المطلب الثاني: وصف النسخ المعتمدة، اسم الكتاب ونسبته وسبب تأليف، ومنهج العمل في التحقيق.
المطلب الثالث: النص المحقّق.
الخاتمة، والفهارس.
وأسأل الله التوفيق والسداد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين.
____________________________________________
المصادر والمراجع:
1) ينظر: التذكار ص271، والأعلام4/299.
2) ينظر: مقدمة إرشاد المريدين لفهم معاني المرشد المعين على الضروري من علوم الدين ص13.
3) ينظر: نفحات النسرين ص127.
4) ينظر: التذكار ص277
5) شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ص351.
6) المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب ص287.
7) أعلام ليبيا ص264.
8) ينظر: الرحلة الناصرية1/82، وشرح أصول الطريقة اللوحة 52.
9) ينظر: التذكار ص277، وأعلام ليبيا ص266.
_________________________
الصورة لزاوية الصوادق العتيقة، تصوير الطاهر بلحاج، وأخرى من صفحة "كعام الرسمية"
#الأوقات_قليلة_والمشاغل_كثيرة_والعذر_مأمول_من_الأحبّة
#الحفاظ_على_الحقائق_العلمية_التاريخية_دلالة_على_الإخلاص_وحُسن_الطوية
................................................................................................
كنتُ أردت المشاركة بهذا البحث في ندوة علمية، ولكن عذرًا طرأ، وأحمد الله أني أشتغل على أعمال الشيخ ابن عبد الصادق منذ حوالي الست سنوات، حققت بعضها، واستفدت من غيرها، والشكر لكثير من الأصدقاء لما أمدّوني به من مصادر ومراجع ومخطوطات.
ليبيا - العقيدة- عبد الصادق - خطة بحث - مقال
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف