الوعي الصحي في ظل تضارب المعلومات وانتشار الوباء
30/05/2020 القراءات: 2010
ان التطور التكنولوجي والتقارب الثقافي بين شعوب المعمورة أسهم بشكل كبير في انتشار المعلومات وتنقلها ووصولها إلى أكبر عدد من سكان الأرض في وقت وجيز ودون بذل مجهودات كبيرة، حيث أصبحنا نعيش في حلقات افتراضية مفتوحة لا تفرقنا اللغات، ولا تقصينا القوانين، ولا تمنعنا الحدود والديانات، وأصبحت الاجتماعات مفتوحة وثرية التخصصات والتوجهات، رغم غياب الاسامي واختلاف الأهداف والغايات.
وقمع بداية سنة 2020 وفي ظرف وجيز كل العالم يتحدث عن فايروس جديد ظهر في الصين وهو في انتشار سريع، وأضحى موضوع العام والخاص وشغل العقول والاذهان، ومع الوقت وخروجه عن السيطرة الصينية أصبح سفيرا قويا وغازيا دون أسلحة ومعدات، تاركا ورائه ضحايا وخسائر مادية وبشرية، لم يسلم منه لا القوي ولا الضعيف، ولم تمنعه أوروبا ولا أمربكا فهو أقوى من الترسانة الامريكيه والوحظة الأوروبية، حيث حلو العالم إلى مدن أشباح وانهك القوى وحطم الخطط والبرامج والسياسات الدولية.
وعليه التساؤل المطروح ما سر انتشار فيروس غير مرئي وقدرته على زعزعة العالم رغم التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي؟
الوعي الصحي: نقصد بالوعي الصحي كيفية إدراك المخاطر والتعامل معها، والتزام شروط السلامة الصحية والنفسية،وعدم إلحاق الضرر بالنفس والعمل على تجنب إيذاء النفس والغير.
وكثير من الناس تجده يملك المعلومة والأفكار السليمة والصحيحة لكنه لا يطبقها في حياته ولا يستغلها لضمان سلامته والحفاظ على صحته، وعليه فبين المعلومة والسلوك يلعب الإدراك دورا مهما في ترجمة الأفكار والمعلومات وتحويلها إلى سلوكيات إيجابية صحية ومنها إلى شخصية واعية.
المعلومات الصحية:
في البداية انتشرت المعلومات الصينية وأخذناها بسخرية واستهزاء ظنا منا أن الوباء جند من جنود الله ولن تصيبنا نحن كمسلمين ولن يصل إلينا الفايروس اللعين، ومع سقوط إيطاليا تحت سلطة الفايروس ومعاناة الإيرانيين أصبحنا معنيين بكل معلومة متعلقة بالكوفيد 19، من خصائصه وتأثيراته إلى أساليب الوقاية منه وطرق علاجه، وانفجرت وسائط التواصل الاجتماعي بملايين المعلومات والتوصيات والتوجبهات، وانتشرت معها آلاف الإشاعات التي زادت من جدة الخوف والتخوف، ووجد المواطن العربي نفسه محاصرا بين غموض الواقع وضبابية الحقيقة، خاصة مع انتشار الحالات في الدول العربية وبداية تطبيق وفرض الإجراءات الوقائية ودخول الحجر الصحي حيز التنفيذ.
أساليب الوقاية:
مع بداية تنفيذ إجراءات الحجر الصحي تحولت الأزمة من صحية إلى إقتصادية، وجود المواطن العربي نفسه أمام ضغط النذرة التصحر الغذائي، ووضع الأكل ومستلزمات الحجر ضمن الأولويات وراح يصارع المرض والنذرة والخوف وكأنه مقبل على حرب أو كارثة بيئية، مستلهنا ذلك من المراحل والفتيات السوداوية التي مرت بها الدول العربية ومعاناة الحروب والنزاعات، وهذا ما وفر مناخا لانتشار الفايروس وتضاعف عدد الخالات في معظم الدول العربية، حيث لم يتم احترام أهم وسائل الوقاية ألا وهي التباعد الجسدي أو البيني،وتم التركيز على القفازات والكمامات دون احترام شروط استخدامها، ومع مرور الوقت بدأت الرؤية تتضح واصبح النظافة والتباعد هي اهم الوسائل التي يعتمد عليها الفرد في وقاية نفسه وأسرته ومجتمعه.
وبالرغم من المعلومات المتوفرة والنصائح التي تقدمها المؤسسات والهيئات والقنوات والجمعيات إلا أن غياب الثقافة الصحية وتزعزعها لدى العديد من أفراد المجتمع ساعد على تفشي الوباء وفقدان المئات من المواطنين وتبقى الأزمة مستمرة مالم تحدث ثورة فكرية ونهضة ثقافية صحية بمساهمة مختلف الشرائح الإجتماعية ولإشراك كل الطبقات والفئات العمرية، خاصة وأن الفايروس فرض علينا مبدأ التعايش الصحي وألزمنا على الاعتراف بأن الوقاية أهم من العلاج.
خلاصة:
النظافة من الإيمان حكمة تربينا عليها وحفظناها ويالتنا أدركنا أهميتها في حياتنا وجعلنا منها درسا لكل شعوب العالم، بامتلاك المعلومة وحده غير كافي إن لم يتم تطبيقها في حياتنا، وها نحن مع أزمة صحية علاجها الماء والصابون واحترام شروط النظافة المكانية والجسمية، كلها معلومات نعرفها ونحفظها، لكنه قليل من يدرك حقيقتها ويتبناها في حياته.
الوعي الصحي ، المعلومات الصحية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
سلمت.. وسلمت يمناك التي كتبت هذه الدرر.. في وطننا لا زال المئات من الاشخاص ينكرون وجوده..ويستهزؤون حتى تورطوا وورطوا معهم عاىلاتهم.. لا زال الاشخاص لا يحترمون التباعد الاجتماعي ويسخرون ممن يريد ان يطبق قواعد التباعد او يحرص على النظافة والتعقيم..وحجتهم في ذلك ان الموت باجل وينسون ان الموت اذا حدث بالكورونا فانه لا يحدث للشخص الا بعد ان ينقل العدوى للعديد من الاشخاص.. ان قلة الوعي بل انعدامه هو ماجعل الحالات في تزايد مستمر..فعندنا مثلا كانت 00حالة ولكنها الآن تشارف على العشرة آلاف واخشى مع رفع اجراءات الحجر ان يظن الناس انه بامكانهم ان يعيشوا دون وقاية.. مع الاسف مازال اللهمال وقلة الوعي والاستهزاء من اهم صفاتنا..ونسأل الله العافية
ما شاء الله جزاك الله خير سلمت يمينك
ما تم تقديمه من طرفكم استاذ جواهر وهو مستمد من واقعنا نعم كل ما يحتاجه الفيروس النظافة والوعي والتباعد الاجتماعي الا ان هناك من لا يدرك خطورة هذا الفيروس وسرعة انتشاره وهذا ما جعل الحالات في تزايد مستمر رغم كثرة التحسيس حول خطورة الوضع لكن للاسف ينادون فقط برفع الحجر جهلا منهم بعواقبه نسال الله ان يرفع عنا هذا الوباء وان تعود حياتنا طبيعية مثلما كانت سابقا
جزاكم الله خير...
والفتيات السوداوية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا هذا الوصف؟ ممكن توضيح .
ناصر عبدالله علي: شكرا لمرورك الطيب وقراءة منشورنا، وأوضح لك فقط خطأ مطبعي هي (الفترات السوداوية) بارك الله فيك على الملاحظة ودمت متابعا وفيا وقارئا ناقدا.