فقه مراتب الأعمال وأثره في زمن الجائحة
عبد الله نوري | Nourri Abdallah
20/05/2020 القراءات: 3957
الأعمال ليست على مرتبة واحدة، فهناك أوامر ونواهي، فالأوامر درجات فيها الواجب والفرض (عند من فرق بين الواجب والفرض) والمندوب وهو نفسه على مراتب، والنواهي درجات فيها الحرام والمكروه بنوعيه: التنزيهي والتحريمي.
والفروض انقسمت إلى فروض الأعيان وفروض الكفاية. وفروض الأعيان مراتب فتجد للإسلام أركانا وما هو دونها في المرتبة وإن كان الجميع مطلوبا على سبيل الحتم والإلزام.
وهناك أعمال القلوب وأعمال الجوارح وعمل القلب مقدم على عمل الجارحة وإن كان الكمال في كليهما مطلوبا ومُتشوَّفا إليه شرعا.
ونجد ن مقاصد الشريعة الإسلامية ليست على رتبة واحدة، فهناك ما هو ضروري لا حياة بدونه، وما هو حاجي يمكن الحياة من دونه بمشقة وحرج، وهناك ما هو تحسيني تتزيّن به الحياة وتتجمّل.
وشعب الإيمان على رُتَبٍ، أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
والذنوب مراتب، ففيها الصغائر التي تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والاستغفار..، وفيها الكبائر التي لا تكفِّرها إلا التوبة النصوح، والكبائر نفسها فيها كبير وأكبر.
ومع انتشار جائحة فيروس كورونا ظهر جليا مَسِيس حاجة الأمة إلى الاهتمام بفقه مراتب الأعمال، كونه يدفع عن المكلّف في فهم الإسلام وتطبيقه الخلط والإخلال، فيُقدّم ما حقه التقديم ويؤخّر ما حقه التأخير، ويعطى كل ذي حق حقه. ويَعرف به قواعد التفريق بين النظائر والمتشابهات والجمع بين الضرائر والمختلفات، وكيف يقتنص أعظم الأجور وأعلى الدرجات بأيسر السبل وأدنى المشقات، وبه يدرك واجب الوقت فلا يُفوِّت وظائف الأحوال والأوقات.
فنتساءل؛ أين الأمّة من هذا الفقه العظيم؟، وما مفهومه؟، وما هي أسسه وأقسامه؟، وما علاقته بفقه الأولويات ومقاصد الشريعة الإسلامية؟، وما أثره في حياة الفرد والمجتمع؟، وكيف السبيل إلى إرساء قواعده وتفعيلها في واقع الأمّة؟.
هذا ما ناقشته في هذا المقال.
فقه مراتب الأعمال، الجائحة، فقه الأولويات، مقاصد الشريعة الإسلامية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع