في معنى الرحمة و الرحيمية
أ.د. عقبة جنان الزاوي | Okba DJENANE al-Zawi
10/01/2023 القراءات: 520 الملف المرفق
إن الوجود بكُلِيّته مظهَر من مظاهر رحمة الله، و هي حقيقة لا تحصُل إلا بمعرفة عميقة؛ فالله خيْر كلُّه، و كل إنسان من حيث وُجوده الواقعي، و انتسابه إلى الذات الإلهية، هو خيْر و رحمة؛ مما يدلُّ على عدل الله تعالى، و ما الشرور إلا أمور نسبية إضافية اعتبارية. أما الرحيمية فهي الإمداد الغيبي الخاص - مقابل الإمداد العام الذي يَعمُّ الطبيعة كلَّها- الذي يَشمل الموجود المُكلَّف، و قانونها يَخرج عن القانون الطبيعي. فالمشمولون بالرحمة الإلهية الخاصة، هم المقرّبون بالعبادة و الطاعة؛ من عليهم تَنزِل الرحمات، و تَطالهم يَد المَدد الإلهي، تهديهم و تجذبهم إلى الأمام ؛ هُم صفوة الله من الأولياء الكُمَّل و الأنبياء. فالمَدد الإلهي لا يكون دون مقابل أو بالمجان؛ فالهداية و رَبط القلب منوطان بشرط " القيام و في سبيل الله "، قال تعالى : ﴿ نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف:١٣]. فالذي يقوم مُجتهِدا في الطلب تشمله العناية الربَّانية؛ و هي إلى جانب أنها تجرية إيمانية، تجربة شخصية يُمكن التحقّق بها و ذوقها !
الرحمة و الرحمانية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة