تخدير حضاري باسم التعليم الديني
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
28/09/2023 القراءات: 843
الادعاء المزيف، والغش الثقافي، والوهم الأكاديمي، والدوران في الحلقات المفرغة، وطحن الماء، ومسك الهواء، هو بالضبط ما يحدث داخل أروقة المؤسسات التعليمية وبين سطور الدراسات العلمية التي تعني بدراسة القرآن الكريم؛ لكنهم قصروا الدراسة على الحفظ وآلياته والدوران حول فهم السابقين للقرآن إما بالشرح أو التلخيص أو التعليق، والنتائج مازالت توبخهم وتلعن محاصرتهم لخلود عطاء القرآن ومناسبة لكل زمان ومكان.
فانحصرت مخرجاتهم في احتراف تلاوة القرآن في العزاءات، وعلى المقابر، وعند افتتاح المناسبات أو فتح المؤسسات، إما تبركا أو رقية. فدخلت الأمة في حالة تشبه الموت الإكلينيكي؛ لأن في القرآن حياتها، وعلى الجانب الآخر مخرجات علمية سطحية الفهم مضطربة الوعي يسهل استقطابها من غلاة التهويل (الإرهابيين) أو غلاة التهوين (العلمانيين).
ولا شك أن حفظ القرآن الكريم مستحب على الفرد، وفرض كفاية على الأمة؛ لأن حفظه وسيلة أساسية لغاية كبرى، وهي قراءة القرآن بتدبر لاستخراج كنوزه وكشف أسراره، وهو فرض عين على كل مسلم وفق طاقته العلمية.
وقد لخص النبي صلى الله عليه وسلم حالة التيه التي نعيشها في الفضاء الحضاري لأم لبيد "بذهاب العلم": حيث قراءة القرآن دون الانتفاع مما فيه بشيء، وكان الواحد من أصحاب رسول الله لا يجاوز العشر آيات حتى يتعلم ما فيها ويعمل بمقتضاها.
إن هذه المؤسسات تخدر الأمة وهي لا تدري وتضع للأمة السم في العسل دون وعي منها؛ لأنها لا تعلم أن عز الأمة وسؤددها في فهم القرآن، وأن معجزات القرآن تتجدد بتجدد الزمان وعطاءاته مازالت مستمرة خالدة إلى قيام الساعة، لكنها مكنونة بين نصوصه لا تستخرج إلا بالقراءة الواعية.
#الغنيمي
#رؤية_لإصلاح_التعليم
#رؤية_للنهوض_الحضاري
تعليم، ثقافة، اجتماع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة