مدونة مريم فيلالي


فقه التمكين، دور الانسان فوق الارض بالتعمير والعبادة وجعلها مبدأ الخلق الأسمى

مريم فيلالي | meriem filali


11/08/2020 القراءات: 1834  



*تمهيد، مايزال الكثير من يجهل محور وجوده في الحياة وصلاحياته التي يحق له ان يعيش ويفكر وفقها، فالجهل بمكانة العقل واعطائه دورا اكبر من الشرع فذلك امر غير محمود وفهم النصوص بطريقة العقل يسء لجوهر الفكرة من التشريع والاعتقاديات أو التفقه أو أي شيء داخل الشريعة، ومن ذلك كان هذا الاقتباس الطفيف لنشر مفهوم "فقه التمكين" وصلاحيات الانسان في الارض.
خلق الله عزو جل : )الكون والإنسان( وجعل بينها مقاصد فأهدافا، ومن ذلك مقاصد التسخير والتعمير والاستخلاف لتحقيق هدف العبودية لله الخالق. واستخلاف الإنسان في الأرض وسعيه خلف التحسينيات متجاوزا للضروريات والحاجيات، يجعله يعيش في أطر حياة واحدة يحاول بأقصى إمكانه الاستغراق في تحسيناتها ناسيا ومتناسيا الحياة الأخرى الخالدة مصداقا لقوله تعالى : يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْْخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ  )غافر: 93 (، وينسى الإنسان الهدف من خلقه ألا وهو عبادة الله عز وجل خالقه ومبدعه فيتجبر ويطغى ويقول : مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ  .) )الجاثية: 12 إن سعي الإنسان في الإطار الدنيوي أصاب فطرته بانتكاسة، فغفل عن
جوهر مقصد الاستخلاف والتمكين في الأرض. ووعي المؤمن والمسلم المعاصر بجوهر "فقه التمكين" من شأن ذلك حمايته من الأفكار الواردة من الثقافة العلمانية والملحدة، والتي تسعى لتأليه الإنسان وجعله محور الكون، وإلهاءه عن الإيمان بإله : خالق، عادل، مسير، رازق...إذن فمن شأن "فقه التمكين" توعية الإنسان بالموازنة بين حياتين : دنيوية هي معبر يتحقق عبرها تحقيق كلام الله عز وجل وعبادته، وأخروية هي حياة الجزاء والخلود والاستمرارية. ومن نتائج هاته الموازنة بين الحياتين : التنظيم الاجتماعي فيصبح كل فرد يقوم بدوره على أكمل وجه، فيتحقق الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي والأخلاقي وبالتالي الحضاري
*مقال مريم فيلالي، فقه التمكين ودلالاته للنهوض الحضاري، مجلة الاحياء، باتنة، عدد 25، بتاريخ 30/6/2020+ فقه التمكين لدين الاسلام، مجلة التمكين الاجتماعي، مركز البحث في العلوم الاسلامية والحضارة ، الاغواط، عدد 3، مجلد 1، بتاريخ سبتمبر 2019


فقه التمكين، الاسلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع