مدونة داليا محمد شافع


ملخص كتاب المرحلة الملكية

داليا محمد شافع | Dalia mohamed shafee


07/02/2023 القراءات: 889  


يقول الكتاب مع توالي الأعوام سيصل البشر لمرحلة من النضج تدعى "المرحلة الملكية" وكلمة الملكية ترمز إلى أمرين كلاهما جميل، أولهما: فخامة المرحلة وروعتها، والأمر الثاني: يعنى أن حياتك ستكون ملكا لك، وستهنأ فيها بممتلكات واسعة من الفرح وراحة البال.
هي مرحة يمتلك فيها الإنسان حياته، مرحلة تتسع فيها المدارك وتبعد فيها النظرة ويتسع فيها الصدر (مرحلة) تتشكل بعد جملة من الخبرات وسلسلة من التجارب، وكم من المواقف يتعامل صاحبها معها بعقل واع وفكر يقظ، فيتعلم منها أشياء جميلة وإن أتت متأخرة، ولكن أن تصل متأخرا خير لك من أن لا تصل.
في المرحلة الملكية لن تتورط في جدالات تافهة، ولن تستدرج لمعارك صغيرة ولن تبذل جهدا على ما لا يستحق من مواضيع، ولو وجدت نفسك قابعا في مستنقع جدل سقيم فستلتزم الصمت ولن تصرف دقيقة في إقناع من لا يريد أن يفهم، أو في محاولات تعديل مساره، ولسان حالك يقول: لن أضيع وقتي عليك، ذاك اختيارك وأنت المسئول.
في المرحلة الملكية لن تعطى توافه الأمور أكثر من قدرها،، لن يزعجك صوت طفل، ولن تقلق من سكب العصير على السجاد، ولن يكدر مزاجك زحام الشوارع، ولن تحرق أعصابك كلمة نابية من سقيم، ستعرف حينها أن الأمور كلها توافه، ولا شيء يستحق الاهتمام سوى طاعة الله.
في المرحلة الملكية لن تسلم عقلك لأحد، ولن تجعل من حولك يفكر عنك، أحكامك على الآخرين أنت من يقررها، وفى تلك المرحلة ستصدر أحكاما منصفة عادلة لا عجلة ولا اندفاع.
في المرحلة الملكية عندما تُبتلى بكاذب، فلن تتحرك فيك شعرة ولن تنبس ببنت شفة ولن تحشد الأدلة والقرائن لإثبات كذبه، بل ستقول: كذبه عليه ووقتي أثمن من معالجة أمر لا يقدم ولا يؤخر.
في المرحلة الملكية ستدرك أن الهداية بيد رب العالمين وأنك لا تهدي من أحببت، فالبعض قدره أن يكون جاهلاً والبعض قدره أن يكون عالة على الآخرين، والبعض قدره أن يغرق في مستنقع الغواية ولو صببت المواعظ عليه صباً، ستدرك حينها أن الجهد عليك والتوفيق بيد رب العالمين.
في المرحلة الملكية لن تهدر ما تبقى من عمرك في البحث عن «الأحسن» والأروع والأجمل لأنك أدركت أنك عندها ستتجمد عند موقف الانتظار (اللانهائي)، بل ستقبل في المرحلة (الملكية) بـ «الحسن» والمقبول» والجميل» لكي تجد نفسك بعد حين في موضع أفضل قليلاً أو كثيراً مما كان عليه.
في المرحلة الملكية ستدرك أنك المسؤول تماماً عن صحتك وعن كل شؤون حياتك، وستعرف حينها أنه لن يحمل أحد عنك هماً ولن يقاسمك شخص سهراً ولن يتبرع أحد بأخذ المرض عنك، لذا لن تكون حلقة أضعف بين شريك الحياة والولد، في المرحلة الملكية لن تعمل بنظام الشمعة المحترقة ولن تجعل نفسك شخصاً من الدرجة الثانية، بل ستعتني بنفسك وتدللها وتقدمها دون أنانية أو هضم حقوق من حولك.
في المرحلة الملكية ستدرك كم هي كريمة الحياة، فقط تحتاج أن تكون طاهر القلب مبادراً متحركاً متوكلاً على الله وبعدها ستنهال عليك الهبات من كل مكان.
ستدرك في المرحلة الملكية أن خيارك الوحيد أن تكون محباً، محباً لربك، لذاتك، للخير، محباً للبشرية فمن يزرع الحب يجني الحياة.
في المرحلة الملكية لن تبخس نفسك حقها، ستلوي زمامها دون اضطهاد أو تحقير، وستعرف حينها أن السعادة والنجاح يعتمدان على مناقشة النفس وتقويمها دون تسلط وتصغير، فنفسك جديرة بالحب والتقدير.
في المرحلة الملكية ستدرك أن الحال لا يدوم، وأن الألم يزول والوجع ينتهي والظلم يرفع، ستدرك في تلك المرحلة أنه لا مواقف ولا مشاهد ولا نكبات في الحياة ميؤوس منها، فالحالات التي لا يُرجى الخلاص منها ومن تبعاتها نادرة جداً.
في المرحلة الملكية لن تتبع أخبار الناس ولن تتقصى أحوالهم، لا يهمك إن سافروا أو لم يسافروا، ماذا أكلوا وما نوع سيارتهم؟ أين يسكنون؟ هي أمور لا تقدم ولا تؤخر.
في المرحلة الملكية لن تهتم إلا بنفسك ولن يشغلك إلا إصلاحها، وفي هذه المرحلة الجميلة (المرحلة الملكية) لن تقارن نفسك بأحد بل ستعيش حياتك كما كتب الله لك، لا مدًا للعين ولا استنقاصاً من نعم الله، بل آخذاً لما وهبك الله وشاكرا له عليها، وفي المرحلة الملكية ستدرك أن حياتك رهن تفكيرك، فالتغيير منوط بتغير طريقة التفكير وليس بتغيير بيئة أو بامتلاك مال أو بترقية في وظيفة.
في المرحلة الملكية ستدرك أن البشر ليسوا ملائكة ففيهم سيئ الخلق ومنهم قليل التديُّن ومنهم بسيط الفهم وستدرك أن البعضَ لا تُسعفه أخلاقه أنْ يكون صاحب مروءة حتى في أوقات الوئام.
في المرحلة الملكية ستدرك أن التكيف مع الظروف أحد أهم أسباب السعادة فهما كانت قسوة ظروفك وصعوبة حياتك فلن تندب الحظ ولا تلعن الظروف بل ستتأقلم مع ما لا يمكن تغييره وسوف تسعى لتغيير ما يمكن تغييره.
وأخيراً لماذا تنتظر مرحلة عمرية معينة حتى تنعم بـالمرحلة الملكية خذ بها من الآن فقليل من دروس الحياة تأخذه بالمجان، والعقلاء هم من يلتقطون الحكمة ويحاكون العظماء، يتعلمون من التجارب ويستفيدون من القوانين وأنا هنا أدعوك لاختصار الوقت وإعفاء النفس من مؤونة التجارب ولا تنتظر أن يتناهى بك العمر، وتطوى مراحل الشباب، وتبلغ ساحل الحياة وانعم بـالمرحلة الملكية وأنت في ظل الشباب، وربيع العمر لتعيش حياة فخمة تليق بك.


المرحلة الملكية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع