مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة السيرة النبوية 🔻 مرحلة الإيذاء والإضطهاد(1)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
06/02/2023 القراءات: 705
قال ابن إسحاق : لما أجمع المشركون على خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم منعه عمه أبو طالب ، فمشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب، فقالوا:
يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه، فنكفيكه
فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه، يظهر دين الله ويدعو إليه. ولكن لم تصبر قريش طويلا حين رأته صلى الله عليه وسلم ماضيا في دعوته إلى الله ، بل أكثرت ذكره وحض بعضهم بعضا عليه وقررت مراجعة أبي طالب بأسلوب أغلظ وأقسى من السابق.
وجاءت سادات قريش إلى أبي طالب فقالوا له:
يا أبا طالب، إن لك سنًا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين.
عظم على أبي طالب هذا الوعيد والتهديد الشديد، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له:
يا بن أخي، إن قومك قد جاءونى فقالوا لي كذا وكذا، فأبق على وعلى نفسك، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق
فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه خاذله، وأنه ضعف عن نصرته، فقال:
" يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته" ثم استعبر وبكى، وقام
فلما ولى ناداه أبو طالب، فلما أقبل قال له: اذهب يا بن أخي، فقل ما أحببت، فو الله لا أسلمك لشئ أبدا
وقام أبو طالب في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى المنع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستجابوا جميعا إلا عمه أبو لهب الذي ناصبه العداء من أول يوم وسعى في إيذائه بكل الطرق
ولما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماض في عمله، عرفت أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه مجمع على فراقهم و عداوتهم في ذلك
فشلت إذن قريش في مفاوضاتها ، ولم توفق في إقناع أبي طالب بمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفه عن الدعوة إلى الله ، فقررت أن تختار طريقا أخر كانت تحاول منذ البداية تجنبه والابتعاد عنه خوفا من عاقبته ومايؤول إليه ، وهو الاعتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه
اخترقت قريش إذن ماكانت تتعاظمه وتحترمه منذ ظهور الدعوة ، ومدت يد الاعتداء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع ما كانت تمارسه من السخرية والاستهزاء
فقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على قريش غير يوم واحد ، فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس ، وسلا جزور ( وهو اللفافة التى يكون فيها الولد في بطن الناقة وهى كالمشيمة ) قريب منه
فقال أبو جهل : من يأخذ هذا السلا فيلفيه على ظهره إذا سجد
فقال عقبة بن أبي معيط : أنا ، فجاء به ، فنظر حتى إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه ، وأنا أنظر ، لاأغنى شيئا ، لو كانت لى منعة
قال : فجعلوا يضحكون ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد ، لا يرفع رأسه ، حتى جاءت فاطمة فطرحته عن ظهره ،فرفع رأسه ، ثم قال :
"اللهم عليك بهذا الملأ من قريش ، اللهم عليك بعتبة بن ربيعة ،اللهم عليك بشيبة بن ربيعة، اللهم عليك بأبي جهل ، اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط ، اللهم عليك بالوليد بن عتبة ، اللهم عليك بأمية بن خلف"
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب ، قليب بدر
سلسلة السيرة النبوية 🔻 مرحلة الإيذاء والإضطهاد(1)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة