مدونة د. ياسر الحميداوي


الاتجاهات المعاصرة في التنمية المستدامة

د. ياسر الحميداوي | dr. yasir al hameedawi


11/07/2021 القراءات: 3144  


الإصلاح التعليمي كان ومازال أداة الشعوب لتغيير نظمها التربوية نحو الأفضل, والمشكلة القديمة الجديدة التي تبرز في هذا المجال هي أن إصلاح العملية التعليمية ليست من العمليات السهلة كما قد يعتقد البعض, خاصة وإن هذا الإصلاح لا تتحقق أهدافه إلا من خلال تغيير قيم وعادات واتجاهات وأخلاقيات وسلوكيات غرست لدى الكثير من العاملين في مجال التعليم، خاصة بعد أن اعتادوا عليها، وقاموا بمهامهم الوظيفية وفقاً لمدلولاتها وتوجهاتها، لفترة غير قصيرة من الوقت, ومما لاشك فيه أن سلوك واتجاهات واعتقادات وقيم الأفراد لها جذور في الجماعات التي ينتموا إليها، فهي تحدد درجة العدوان أو درجة التعاون عندهم وتطلعاتهم وثقتهم بأنفسهم ودرجة إنتاجهم في العمل وما يحبوا وما يكرهوا.
ومما لا شك فيه أن تتابع واستمرارية عمليات الإصلاح التربوي بهذا الشكل السريع والمكثف، ومطالبة المعلمين تنفيذ أهدافها، دون أن يشتركوا في صياغتها أو حتى الاطلاع عليها مسبقاً، سوف يواجه بمواقف عديدة من قبلهم من مثل: عدم تفهمهم لأهدافها بدقة، وخوفهم من فقدان سلطاتهم وصلاحياتهم الإدارية أو الفنية السابقة، وتخوفهم من عدم نجاحهم في تحقيق أهدافها بالمستوى المطلوب منهم، وتخوفهم كذلك من تغيير العلاقات الإنسانية بينهم وبين زملائهم، وكذلك ظهور صراعات وظيفية جديدة بينهم نتيجة لتغيير أدوارهم ووظائفهم في ضوء ما قد ينفذونه من برامج أو ينخرطون به من أنظمة جديدة.
ومن هنا أصبح إعداد المعلم من أبرز القضايا التي أثارت اهتمام الميدان التربوي والتي تدعو في أغلبها إلى ضرورة بذل جهود أكثر إيجابية للاهتمام ببرامج إعداد المعلم والارتقاء بمهنته باعتباره الأساس لإصلاح التعليم وتطويره, حيث بدأ مفهوم التنمية المستدامة يدعم فكرة التخطيط المتكامل، وعليه أوصت المؤتمرات واللقاءات التربوية باتخاذ التدابير على مختلف الأصعدة القانونية، المهنية، النقابية والاجتماعية، لإعادة النظر بشكل جذري في شروط إعداد المعلم، بحيث يبدأ الإعداد بمرحلة أولية قبل الخدمة, ويستمر طيلة الحياة العملية في صورة دورات للتطوير والتجديد المستمرين. وبذلك يتم تنفيذ برامج التنمية المهنية المستدامة وفقاً لما هو مطلوب في عصر تتفجر فيه المعلومات وتزداد الحاجة إلى دقة الأداء وإلى إكساب المعلمين مهارات جديدة, ليس فقط للتناغم مع التغير الذي تتزايد سرعته وتتسع مجالاته, بل أيضاً لتوجيه هذا التغير للسير في مسارات تحقق أهدافا بسرعة أكثر وكلفة أقل. ولقد ساعدت الثورة الهائلة في المعلومات والاتصالات إلى ظهور الكثير من الاتجاهات التربوية الحديثة في مجال إعداد المعلم وتدريبه كنتيجة مباشرة للتفاعل مع المتغيرات المعاصرة.

وللإطلاع أكثر يمكنك الحصول على الطبعة الأولى من كتاب الاتجاهات المعاصرة في التنمية المستدامة للعام 2017 ... والكتاب متوافر للشراء على محركات البحث جوجل...

د. ياسر خضير الحميداوي
10/ 7 / 2021


التنمية المهنية - التنمية المستدامة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع