مدونة أ.د. علاء هاشم يونس الطائي


استخدام الهرمونات النباتية ومنظمات النمو في الزراعة الحديثة

أ.د. علاء هاشم يونس الطائي | Prof-Dr-Alaa Hashim Younis Altaee


03/09/2020 القراءات: 3482  


الهرمونات النباتية مواد تنتج بالأنسجة النباتية بتركيزات ضئيلة للغاية وتحدث تأثيرها في العمليات الفسيولوجية الدائرة بالنبات إما بتنشيطها أو تثبيطها أو تحويرها ولكي تحدث هذا التأثير لا بد من إنتقالها من مكان بنائها إلى مكان تأثيرها .
وفي هذا التعريف يتحدد ملامحها في الآتي :
- 1-هي مواد طبيعية تنتج في النبات ولذا يطلق عليها إسم فيتوهرمونات Phytohormones .
- 2- تنتج بكميات ضئيلة للغاية ويكفي أن نعرف أن العالم Kogle الألمانى استخدم 100.000 قمة نامية لنبات الذرة ولزم للعمل ثمانية عمال لمدة عشرة أيام لاستخلاص هرمون الأوكسين لمعرفة هل هو حامضي أو قاعدي في عام 1933. وللحصول على 1جم من هرمون الأوكسين من بذور الشوفان النابتة لزم زراعة مساحة 30 كم مربع . وعادة توجد بتركيز10-7 إلى 10-6 مجم/ كجم من الوزن الطازج بالنبات .
3- - لا تحدث الفيتوهرمونات تأثيرها في الخلايا التي تنتجها إذ يلزم أن تنتقل منها إلى المكان الذى تحدث به تأثيرها خارج الخلايا المنتجة.
- 4- يتحدد تأثيرها في عملية فسيولوجية محددة تنشطها أو تثبطها أو تحور منها في إتجاه آخر مثل دفع البرعم بدلاً من أن ينمو خضرياً إلى تكوين مبادئ زهرية.
وقد بدأ الاهتمام بهذه المجموعة من المواد الهامة قديماً إذ ذكر العالمان Necki, Siebert عام 1882 أن إندول حمض الخليك وهو ما عرف بعد ذلك بالأوكسين - يوجد في بول الإنسان وأنها مادة منشطة وقد نبه هذا الأذهان لأهمية هذه المادة . وفي عام 1910 ذكر Boysen-Jensen أن مادة اندول حمض الخليك يحتمل وجودها مخلقة بالنبات ، وتوالت الدراسات عن أهمية هذه المادة إلى أن أثبت العالم Went عام 1928 في رسالة لدراسة الدكتوراة تأثير مادة الأوكسين وهي اندول حمض الخليك في انحناء غمد بادرة الشوفان عند وضع مكعب أجار على نصف مقطع الغمد فإنحنى الغمد في الاتجاه الآخر.
بدأ العلماء اهتمامهم الحقيقي منذ هذا الوقت إلى أن أثبت Kogel وآخرين عام 1934 التأثير المنشط لهذه المادة لأنسجة النبات وأعضائه.
ثم بعد ذلك بسنة واحدة أمكن للعالمان Kostermann & Kogel الألمانيين من فصل مادة إندول حمض الخليك من فطر الخميرة بعد تركيز للمستخلص إلى أضعاف قدرها 106 مرة، وهما أول من أطلق تعريف هيثرو أوكسين أى الأوكسين الحقيقى والمقطع Auxo معناه باليونانية زيادة أى النمو الزائد. وفي نفس الوقت استخلص العالم Thimann الأوكسين من فطر Rhizopus surinus وأثبت أن وزنه الجزئى يقرب من 175 وحدد طبيعته الكيماوية أنه تبدأ اندول حمض الخليك B-IAA. بعد ذلك إستخلص الأوكسين ولأول مرة من أنسجة النباتات الزهرية الراقية عام 1959 بواسطة العالم Post وتوالت إكتشافات المواد الهرمونية الأخرى بالنباتات.
تقسيم المواد الهرمونية :
تقسم المواد الهرمونية إلى منشطة ومثبطة ويستدل على أى من نشاط المادة باختبار تأثيرها على عمليتى إنقسام واستطالة الخلايا فالمنشطات تحدث الانقسام أو الاستطالة أو هما معاً والمثبطات تعيق كلا العمليتين على شرط إجراء الاختيار على الهرمون النباتى بمفرده ودون صحبة مع مواد أخرى تؤثر في نشاطه .
أما المواد المصنعة بالمعمل والتى يتشابه تأثيرها الفسيولوجى على النبات مع تأثير فيتوهرمون معين فيمكن تصنيفها ضمن مجموعته سواء بالتنشيط أو التثبيط من حيث تأثيرها على الانقسام والاستطالة الخلوى. وكذلك إذا تشابه تركيبها النباتى مع تركيب أحد الفيتوهرمونات الطبيعية فيمكن وضعها ضمن مجموعته ويطلق إصطلاح منظمات النمو Plant growth regulator على المادة المخلقة صناعياً تمييزاً لها عن الفيتوهرمونات المنتجة طبيعياً بأنسجة النبات، وفيما يلى أهم المجموعات المنشطة والمثبطة الهرمونية.
- 1- المواد المنشطة للنمو Growth promoter:
وأهم المجاميع التى تتبعها مرتبة حسب تاريخ اكتشافها هي الأوكسينات Auxins والجبرلينات Gibberellins والستيوكينينات Cytokininins .
- 2- المواد المثبطة للنمو Growth inhibitors :
وأهم هرمون طبيعى يمثلها هو حمض الابسيسيك Abscissic acid وليكن معلوماً أن كلا من الفيتوهرمونات ومنظمات النمو تعمل في حدود تركيزا معيناً تحدث من خلاله تأثيرها الفسيولوجى في ظاهرة ما.
ونطلق على هذا التركيز مصطلح التركيز الفسيولوجى Physiological concentration. وللوصول إلى هذا التركيز بالطريقة العملية السليمة نجرى ما يعرف بالاختبار الحيوى للهرمون النباتى أى Biological test ويسمى أيضاً Bioassay حيث تجرب المادة لمعرفة التركيز الذى يحدث الإنقسام أو افستطالة الخلوية . ويجرى الإختبار الحيوى Bioassay على نباتات حساسة في إستجابتها للهرمون المعين سواء كان منشط أو مثبط مثل إختبار إنحناء أو الإستطالة غمد بادرة الشوفان الذى يجرى على الأوكسين واختبار استطالة الذرة القزمية لإختيار الجبرلينات وغيرها الكثير.
ويعمل الاختبار الحيوى إلى جانب الاختبار الكيماوى الذى يحدد تركيب المادة كيماوياً.


استخدام الهرمونات النباتية ومنظمات النمو في الزراعة الحديثة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع