مدونة د. نوال بومشطة


المؤثرون في السوشيال ميديا- ثلاثية التسويق، الشهرة والربح-

نوال بومشطة | naouel boumechta


02/06/2020 القراءات: 4287  



مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتزايد استخدامها يوما بعد يوم، ظهر في الواجهة ما يسمى بــ" المؤثرين الاجتماعيين"، هؤلاء الأشخاص الذين يمتلكون حسابا على موقع أو أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي ويحصدون عشرات الآلاف من المتابعين، ويتميزن بقدرة على التأثير والإقناع بأسلوب يجذب جمهورهم المستهدف.
هؤلاء المؤثرين قد يكونوا من الأشخاص المشهورين من فنانين ولاعبي كرة القدم، وإعلاميين وغيرهم، وقد يكونوا أشخاصا عاديين اكتسبوا شهرة عبر هذه المواقع بفعل ما يقومون به من ترويج وتسويق لسلع أو خدمات أو أفكار، وحتى من خلال عرض صور أو فيديوهات لحياتهم الشخصية واليومية.
في ظل تراجع نسبة مشاهدة التلفزيون، أصبح الإعلان عبر هذه الوسيلة غير مجد إلى حد ما، خاصة المنتجات الموجهة للشباب والمراهقين الذين يميلون لاستخدام الوسائط المتعددة والأجهزة الذكية وشبكة الانترنت، ومنه اتجهت الكثير من الشركات إلى الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالضبط عبر المؤثرين الذين يتابع صفحاتهم في بعض الأحيان أزيد من مليون شخص، وهنا يضمن المنتج وصول سلعته إلى عدد كبير من الزبائن والزبائن المحتملين، خاصة وأن المؤثر يقوم بتجربة المنتج على المباشر ويقنع متابعيه بجودته وضرورة اقتنائه، وهنا أشارت الدراسات والأبحاث أن الأرباح التي يجنيها التسويق عبر هؤلاء المؤثرين قد تصل إلى 15 مليار دولار بحلول علم 2022 ( كما ورد في موقع https://www.eliktisad.com/news/show/433960)
يستخدم المؤثرون موقع اليوتيوب والانستغرام بشكل كبير في الترويج لمنتجات معينة أو تسجيل فيديوهات عن حياتهم الشخصية، ويحققون في بعض الأحيان ملايين المتابعة لقنواتهم، وهم في ذلك يتقاسمون الأرباح مع هذه المنصات، مما جعل الكثيرين يتهافتون لإنشاء حسابات ينشرون من خلالها مضامين متنوعة وفي بعض الأحيان تتعلق بحياتهم الشخصية، لنفتح قوسا هنا ونتحدث عن الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف أصبحت هذه الأخيرة فضاء مفتوحا يرى من خلاله العالم أدق تفاصيل حياتنا الشخصية، ويواجه الكثيرون مشاكل عديدة مرتبطة بذلك.
قد يكون التسويق للمنتجات من سلع وخدمات عن طريق المؤثرين أمرا عاديا، ويمكن حصره في إطار الإعلان والترويج، لكن أن يتعدى ذلك إلى تسويق الأفكار والمعتقدات التي تؤثر على المنظومة القيمية للمجتمع فذلك هو الأخطر، لأن قوة التأثر والإقناع التي يوظفها هؤلاء المؤثرين قد تجر الكثير من الشباب والمراهقين إلى الانحراف وتغيير المعتقدات وظهور السلوكيات غير المقبولة في مجتمعنا، وهذا يستدعي الكثير من الحذر والفطنة والرقابة لتفادي مثل هذه العواقب الوخيمة.
لنقول في الأخير أن ظاهرة المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة وجب تسليط الضوء عليها في ظل التزايد الكبير لاستخدام هذه الشبكات وتوعية الشباب و المراهقين وحتى الأطفال بضرورة الانتقاء الجيد لمضامين هذه المواقع، وإدراك أبعاد وخلفيات ما يروجون له من سلع أو خدمات أو أفكار أو غيرها، من أجل تحمل المسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين ونساهم في ترسيخ مفهوم التربية الإعلامية.


المؤثرين الاجتماعيين-التسويق الرقمي-مواقع التواصل الاجتماعي-اليوتيوب-الإعلان.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع