مدونة د. محمد سلامة الغنيمي


السياق التاريخي لحملات الغزو التربوي

د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim


23/01/2024 القراءات: 472  


السياق التاريخي لحملات الغزو التربوي
____________________________
دشن المخربون (المستعمرون) حملات غزو تربوي لأبناء النخب في بلادنا، من خلال المدارس الدولية والمقررات العالمية، هدفها اقتلاع الناشئة من أصولهم العقدية والثقافية والتاريخية واللغوية.
ولقد حققت حملاتهم أهدافها، مما شجعهم على أن يعيدوا الكرة على الكثرة الغالبة من أبناء الجماهير، لكن من خلال أبناء النخب ( الخريجين المغزوين تربويا) فعمدوا إلى تحقيق أهدافهم فيهم من خلال ما اصطلحوا عليه باسم: (مدارس اللغات) حيث تدرس المناهج بلغات أخرى غير لغة العرب، التي تحمل هويتهم وتعبر عن ثقافتهم. وذلك بهدف استخدام اللغة في خلخلة الأصول العقدية والثقافية والتاريخية للناشئة.
وقد أخذت هذه الحملات منعطفا تاريخيا، حيث التقدم لغزو الغريم التاريخي لهم (الأزهر) من خلال فتح (معاهد لغات) على غرار مدارس اللغات. حيث استغلوا اندفاع المسؤولين الأزهريين نحو التطوير من أجل الرد العملي على المناوئين للأزهر، فأوهموهم بأن ذلك من التطوير بمكان.
في الوقت الذي غفل أو تغافل فيه التربويون الأزهريون عن التصدي لهذا الغزو، رغم أنهم يعلمون تماما أن اللغة ليست مجرد حروف تشكل كلمات ذات دلالة مسميات، إنما هي وعاء للثقافة بما تحويه من أفكار وقيم وعادات، تعبر عن عقائد وتاريخ أصحابها. ومن ثم فإن اللغة الأم تختلف تماما عن اللغة الأجنبية، فإن الأولى غاية، تنمو لدى المتعلم من خلال القدرات العقلية والمهارات الاجتماعية، أما الثانية فلا تعدو عن كونها وسيلة للتعرف على تجارب وخبرات الآخر الثقافي.
والذريعة الوحيدة التي يتذرع بها المدافعون عن هذا العبث التربوي: أن إتقان الإنجليزية أصبح ضرورة عصرية. وهذا السبب بلا شك لا يساوى حجم الضرر الناتج عنه، فمن السهولة إتقان الإنجليزية في مراكز خاصة بها، وفي أوقات وجيزة ومنجزة.
والنتيجة أن هذه المدارس قدمت للأمة أجيال عاجزة عن التحدث بالعربية، بعيدة عن مصادرها الفكرية والأدبية، ومن ثم تشوه واضح في الانتماء والهوية.
#رؤية_لإصلاح_التعليم
#رؤية_للنهوض_الحضاري
#الغنيمي


تعليم، تربية، تاريخ،غزو


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


حملات الغزو التربوي هي مصطلح يشير إلى مجموعة من الحملات التعليمية والتربوية التي تستهدف توسيع نطاق التأثير الثقافي والسياسي للدول أو الجماعات السيطرة. وتعود أصول هذا المفهوم إلى فترة الاستعمار، حيث استخدمت القوى الاستعمارية حملات التعليم والتربية لنشر قيم وثقافات القوى الاستعمارية ولتغيير الهويات الثقافية والتربوية للشعوب المستعمرة. في سياق الاستعمار الأوروبي، كانت هناك حملات غزو تربوي وتعليمي شهدتها العديد من البلدان الاستعمارية في القرون السابقة. تم استخدام التعليم والتربية لتغيير القيم والثقافات المحلية ولترويج للقيم والثقافات الأوروبية. تم تنفيذ هذه الحملات من خلال إنشاء مدارس ومعاهد تعليمية، وتصميم مناهج تعليمية تروّج للقيم والثقافات الأوروبية، وتدريس اللغات الأوروبية، وترويج الديانات المسيحية، بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام والنشر لتعزيز هذه الأفكار والقيم. مع نهاية فترة الاستعمار وانتهاء الاستعمار الرسمي في الكثير من البلدان، تغير السياق التاريخي لحملات الغزو التربوي. أصبحت هذه الحملات تستهدف في بعض الأحيان نشر القيم الثقافية والتعليمية للدول القوية اقتصاديًا وسياسيًا، وغالبًا ما تكون لها أهداف تنموية واقتصادية. تستخدم الدول القوية أحيانًا الحملات التعليمية والتربوية لنشر لغاتها وثقافاتها وقيمها في أماكن أخرى، وتعزيز التعاون والتجارة بين الدول. مع ظهور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت، أصبحت حملات الغزو التربوي أكثر وجودًا وانتشارًا. يمكن للدول والمؤسسات والهيئات توجيه رسائلها ومحتواها التعليمي والثقافي إلى الجماهير في أنحاء مختلفة من العالم بسهولة وفعالية. ويمكن استخدام هذه التقنيات من قبل الدول والجماعات للتأثير على الثقافات والقيم والمعتقدات في أماكن أخرى. إن فهم السياق التاريخي لحملات الغزو التربوي يتطلب دراسة مفصلة للتاريخ والسياسة والتعليم والثقافة. يُنصح بالاطلاع على المصادر الأكاديمية والبحثية المتعلقة بالموضوع للحصول على معرفة أكثر دقة وشمولية.


نعم الموضوع فعلا يحتاج إلى دراسات أكثر عمقا؛ لأنه موضوع مفصلي في الخروج من حالة التبعية والاستضعاف التي تعيشها أمتنا، ولا يمنع ذلك من كثرة الإشارة إلى الموضوع من جهات مختلفة، مثل: المقالات والتغريدات والمحاضرات، علها تثير حفيظة الباحثين والمسؤولين


للأسف الشديد اصبح عامة الناس غير القادرين على التحدث باللغة الأجنبية يشعرون بالاحراج وذلك بسبب ابناء النخب المتاثرون باللغات الاخرة يسخرون من حديث العامة كما لو كان هم الاصواب