مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (169)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


18/04/2024 القراءات: 162  


-كلمات جوزية:
قال الإمامُ ابن الجوزي البغدادي في كتابه "منتهى المشتهى":
"هيهات لا يدركُ علمَ الربانية إلا مَن ربّى نية".
وقال: "واعجبًا تعدُّ التسبيح بسبحة، فهلا جعلتَ لعدِّ المعاصي أخرى!".
وقد علق د. عماد ملكاوي على الكلمة الثانية فقال سلمه الله:
ولست أعدُّ معصيتي وذنبي ... ففي التسبيح مِن ذنبي خلاصي
فلا تعجبْ لتسبيحي وعدّي ... فإن الذكر يذهبُ بالمعاصي
وقال الشيخ د. رياض الطائي: عجيبة كلمات هذا الإمام! مطارق وعظ، وسياط تذكير.
***
-تنبيه على تعبير غير سائغ:
وصلتْ إلي اليوم صورة فيها: (اللهم قرِّبْ كلَّ ما تراه خيرًا لنا).
وهذا التعبير ليس سائغًا.
لا يقال إن الله يرى ذلك أو لا يراه.
فمعنى هذا: قرِّبْ ما تظنه أو تعتقده خيرًا لنا.
والله عز وجل عالمٌ مريدٌ مختارٌ لا تتعلق أقداره برأيٍ واجتهادٍ، ولا يجوز عليه البداء.
ولو قيل: "ما تعلمه" لصح.
***
-في مسجد مولاي سليمان:
حدثني الأخ الكريم الفاضل الشيخ يوسف أبجيك السُّوسي في مدينة الرباط في شهر رمضان سنة (1445) قال: حدثني الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز بنعبدالله الرباطي، أن جدَّه الشيخ العلامة سيدي عبدالواحد بنعبدالله كان يلتقي بالشيخ عبدالفتاح أبو غدة في الدروس الحسنية، وكان العلماء الضيوف الذين يحضرون هذه الدروس ترتبُ وزارةُ الأوقاف لهم -حين لا يكون درس حسني- إلقاء دروس بمساجد الرباط حتى يستفيد أبناء المدينة من علومهم.
وحصل أن انتُدب الشيخ العلامة عبدالفتاح لمسجد مولاي سليمان بوسط مدينة الرباط القديمة، فذهبَ فوجدَ الشيخَ عبدالواحد بنعبدالله يلقي فيه درسًا بالعامية، وبأسلوب سهل ميسر حسب مستوى الذين يحضرون تلك الدروس.
قال الأستاذ أحمد: وقد درّس الجدُّ في هذا المسجد سبعين سنة! ولما رأى الشيخَ عبدالفتاح يدخل المسجد ويجلس في حلقة الدرس، غيَّرَ كلامَه من العامية إلى العربية الفصحى، ورفع من مستوى حديثه وكلامه.
قال: فلما أنهى درسه، تقدم إليه الشيخ عبدالفتاح وسلَّم عليه وقال له: لو كنتُ أسكن المغرب للازمت دروسك.
وقال لي إن والده العلامة عبدالعزيز بنعبدالله كانت له علاقة صداقة بالشيخ عبدالفتاح، وكان إذا ذهب إلى الرياض يستضيفه الشيخ.
وقال إنه رأى بعض مؤلفات الشيخ عبدالفتاح في مكتبة والده عليها إهداء بخطه: إلى العلامة المحدث عبدالعزيز بنعبدالله.
قال الأخ يوسف: وقد ذهبتُ إلى حيث وُقفت تلك المكتبة عسى أن أرى خط الشيخ وإهداءه، ولكن لم أعثر على ذلك.
***
-الشيخ عبدالواحد بنعبدالله:
ترجم له الأخ الكريم الفاضل الشيخ البحاثة يوسف بن محمد أبجيك السوسي في كتابٍ يصنِّفه في تراجم المُسندين الذين ولدوا أو عملوا أو ماتوا في مدينة الرباط -يسر اللهُ له إنجازه- فقال:
(علامة، فقيه، عَدْل، مُدرّس، أديب، محدِّث، عضو مجلس الاستئناف الشرعي بالقصر العامر.
ولد بالرباط، عام 1311هـ.
أخذ عن: الحافظ أبي شعيب الدكالي، حضر عليه في الكتب الستة، ومحدث الرباط العلامة المدني بن الحسني، والقاضي محمد بن عبدالسلام الرندة، والقاضي أحمد بن المامون البلغيثي، والفقيه محمد ابن العياشي، والقاضي محمد بن عبدالسلام السائح، والعلامة مَحمد ملين، وشيخ الجماعة المكي البطاوري، والشيخ أحمد بن عمر بن جلون.
من مروياته ما ذكره في كتابه "المنهاج المستقيم في الاعتصام بحبل الله العظيم" (ص: 12) قال رحمه الله: «إن لنا -بحمد الله تعالى- حديثًا رويناه بالسند منا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من طريق شيخنا وشيخ شيوخنا أبي شعيب الدكالي، ولا أستطيع أن أقول فيه إلا ما قاله الحافظ زين الدين العراقي في ألفية الاصطلاح:
وصححوا استغناءَ ذي الشهرة عنْ ... تزكيةٍ كمالكٍ نجم السُّننْ
كما رويناه أيضًا من طريق شيخنا العلامة المحقق الدراكة المدقق، أبي العباس سيدي أحمد بن أبي حفص سيدي عمر بن جلون، والحديث المشار إليه هو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إني أحتسبُ على الله أن صوم يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبلها". وهذه رواية شيخنا الأول. وأما رواية شيخنا الثاني فهي: "صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة التي قبله". قلتُ: والحديث أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه"».
تلامذته: العلامة المكي الناصري، الشيخ أحمد الحسناوي، القاضي محمد حكم، العلامة محمد العوينة، ولده العلامة عبدالعزيز بنعبدالله، وغيرهم.
عمل أستاذًا بدار الحديث الحسنية متطوعًا، درّس فيها "الموطأ"، وأبى أن يقبض أجرَة أو راتبًا على تدريسه فيها، فبقيَ على ذلك مدة ستة أشهر، ثم انصرف عن ذلك، وشارك في الدروس الحسنية الرمضانية بالقصر الملكي بالرباط، ألقى فيها أربعة دروس، كان ختامها في تفسير قوله تعالى: ﴿إن الله يأمر بالعدل والاحسان..﴾ الآية.
توفي رحمه الله في الرباط زوال يوم الأحد 14 رمضان عام 1411هـ، الموافق 31 مارس سنة 1991م، ودُفن بمقبرة صاندال أمام روضة الشهداء بالعلو، بعد أن صُلّيَ عليه بضريح الشيخ العربي بن السائح عقب صلاة ظهر يوم الاثنين 15 رمضان).
ترجمته في: موسوعة الرباط (1 /116)، إسعاف الإخوان (ص: 444)، الإتحافات السنية (ص: 69)، التأليف ونهضته بالمغرب (ص: 415)، معجم المطبوعات المغربية (ص: 231)، معلمة المغرب (17 /5913)، مقال لولده العلامة عبدالعزيز بنعبدالله عنوانه: "العلامة الفقيه عبدالواحد بن علي بنعبدالله".
***
-أثر النظر:
كان الشيخ أحمد بن قاسم شنُّون الشهير بـالحَجّار (ت: 1278) يستترُ في الطريق بجُبته لئلا ينظر إلى ما يُغضب اللهَ تعالى. إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء لمحمد راغب الطبّاخ (7 / 298).
***
-ضبط اسم:
قال في «جامع الأصول» (12/ 399): «‌وخَديج: ‌بفتح ‌الخاء المعجمة، وكسر الدال المهملة، والجيم».
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع