مدونة هجيرة هاشم


تطور أساليب التعلم وفق المعايير الصحيحة

د. هجيرة هاشم | Dr. Hadjira Hachem


27/08/2021 القراءات: 4985  


قبل الحديث بشكل مفصل عن أبرز أساليب التعلم، لا بدّ من تسليط الضوء على مفهوم أساليب التعلم، ثم التطرق إلى أهم هذه الأساليب وخصائصها في هذا البحث، حيثُ يمثل مفهوم أساليب التعلم جُملة الأساليب التربوية الشخصية التي يستعملها الأفراد أو المتعلمين لاكتساب المعلومات والمهارات والمعارف اللازمة لعملية تعلمهم وكيفية التعامل معها، بحيث تحدد هذه الأساليب مدى استجابتهم لهذه المعارف، الطريقة الأمثل لكل شخص للتعلم. ويمكن أن يلجأ المتعلم في هذه الحالة إلى تحديد مدى استجابته للمثيرات المختلفة، ويمكن استخدام هذه الأساليب في التعلم بشكل مقصود ومخطط له مسبقاً أو بشكل غير مقصود، أي أنه مؤشر يدل على كيفية تعلم الفرد بشكل مباشر من محيطه والتأقلم مع بيئته من خلال اكتساب الخبرات الذاتية المختلفة، ويرى بعض المتخصصين في هذا المجال وعلى رأسهم (مالكوم) “أنّ أسلوب التعلم طريقة معالجة للمشكلات التربوية والاجتماعية بالاعتماد على الخبرات التي تتوافر في مخزون الفرد المعرفي و البيئة الخارجية المؤثرة في المتعلم، وكما يتضمن الأسلوب الذي يستخدمه الطلبة في حل أي مشكلة تواجههم خلال المواقف التعليمية”.

مفهوم أسلوب التعلم
يشمل اسلوب التعلم اربعة جوانب في المتعلم هي: اسلوبه المعرفي،وانماط اتجاهاته واهتماماته،وميله إلى البحث عن مواقف التعلم المطابقه لانماط تعلمه ، وميله إلى استخدام استراتيجيات تعلم محدده دون غيرها. واساليب التعلم متشعبة كثيرة الابعاد فهي خليط من عناصر معرفية وانفعالية وسلوكية وقد تمكن الباحثون من التعرف على عدد كبير من الابعاد لاساليب التعلم اهمها : اسلوب التعلم المستقل عن المجال مقابل المعتمد على المجال،واسلوب النصف الايمن للدماغ مقابل النصف الايسر ،واسلوب التأمل (التروي)مقابل الانتفاع،واسلوب النمط التفكيري مقابل النمط العاطفي والاحساس مقابل الحدس ،والحكم مقابل الادراك والتفكير المرن مقابل التفكير المقيد والتبسيط مقابل التعقيد… الخ . وتتنوع اساليب التعلم ايضا من اساليب التعلم الجمعي إلى اساليب التعلم الفردي إلى اساليب التعلم في مجموعات صغيره وكذلك فهي تتنوع من اساليب التعلم المباشر إلى اساليب التعلم عن بعد إلى اساليب التعلم بالحاسوب إلى غير ذلك من اساليب التعلم .

التعلم بالاكتشاف
تعريف التعلم بالإكتشاف:
هو عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل.
ويمكن تعريف التعلم بالاكتشاف على انه التعلم الذي يحدث كنتيجة لمعالجة الطالب المعلومات وتركيبها وتحويلها حتى يصل إلى معلومات جديدة حيث تمكن الطالب من تخمين او تكوين فرض او ان يجد حقيقة باستخدام عمليات الاستقراء او الاستنباط او باستخدام المشاهدة والاستكمال او اية طريقة اخرى.
يعتبر جيروم برونر مؤسس طريقة التعلم الاستكشافي.السبيعي(2012)
وتعتبر طريقة التعلم بالاكتشاف من اروع الطرق التي تساعد الطلبة على اكتشاف الأفكار والحلول بانفسهم وهذا بدوره يولد عندهم شعورا بالرضى والرغبة في مواصلة العلم والتعلم ويفسح لهم المجال لاكتشاف افكار جديدة بانفسهم.

أهمية التعلم بالاكتشاف :
1- يساعد الاكتشاف المتعلم في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج وبذا يتمكن من التعامل مع المشكلات الجديدة.
2 – يوفر للمتعلم فرصا عديدة للتوصل إلى استدلالات باستخدام التفكير المنطقي سواء الاستقرائي أو الاستنباطي.
3 – يشجع الاكتشاف التفكير الناقد ويعمل على المستويات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم.
4 – يعوّد المتعلم على التخلص من التسليم للغير والتبعية التقليدية.
5 – يحقق نشاط المتعلم وإيجابيته في اكتشاف المعلومات مما يساعده على الاحتفاظ بالتعلم.
6 – يساعد على تنمية الإبداع والابتكار.

أنواع الاكتشاف
هناك عدة طرق تدريسية لهذا النوع من التعلم بحسب مقدار التوجيه الذي يقدمه المعلم لمعلميه وهي :
1 – الاكتشاف الموجه
وفيه يزوّد المتعلمين بتعليمات تكفي لضمان حصولهم على خبرة قيمة ، وذلك يضمن نجاحهم في استخدام قدراتهم العقلية لاكتشاف المفاهيم والمبادئ العلمية ، ويشترط أن يدرك المتعلمون الغرض من كل خطوة من خطوات الاكتشاف ويناسب هذا الأسلوب تلاميذ المرحلة التأسيسية ويمثل أسلوبا تعليميا يسمح للتلاميذ بتطوير معرفتهم من خلال خبرات عملية مباشرة .
2 – الاكتشاف شبه الموجه
وفيه يقدم المعلم المشكلة للمتعلمين ومعها بعض التوجيهات العامة بحيث لا يقيده ولا يحرمه من فرص النشاط العملي والعقلي ، ويعطي المتعلمين بعض التوجيهات .
3 – الاكتشاف الحر
وهو أرقى أنواع الاكتشاف ، ولا يجوز أن يخوض به المتعلمين إلا بعد أن يكونوا قد مارسوا النوعين السابقين ، وفيه يواجه المتعلمون بمشكلة محددة ، ثم يطلب منهم الوصول إلى حل لها ويترك لهم حرية صياغة الفروض وتصميم التجارب وتنفيذها .

دور المعلم في التعلم بالاكتشاف :
1- تحديد المفاهيم العلمية والمبادئ التي سيتم تعلمها وطرحها في صورة تساؤل أو مشكلة .
2- إعداد المواد التعليمية اللازمة لتنفيذ الدرس
3- صياغة المشكلة على هيئة أسئلة فرعية بحيث تنمي مهارة فرض الفروض لدى المتعلمين .
4- تحديد الأنشطة أو التجارب الاكتشافية التي سينفذها المتعلمون .
تقويم المتعلمين ومساعدتهم على تطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة .


التعلم ، أساليب التعلم ، الاكتشاف ، المتعلمين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما