مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


استقبال الحجاج والاحتفاء بهم

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


17/07/2024 القراءات: 238  


استقبال الحجاج والاحتفاء بهم
الإخلاص في العبادة هو أساس قبولها، ومن الإخلاص في العبادة البعد عن الرياء والسمعة، أما الطبول والزمور فيشمله تحريم المعازف، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ) [رواه البخاري].
وأما الطبل الذي أجازه الفقهاء فهو ذو الوجهين الذي يُستعمل للحرب أو الإعلام بالقوافل العظيمة أو طبول الصغار في الأعياد ونحوها من الحاجات التي لا تعلُّق لها باللهو والغناء.
بعيداً عن ذلك لا بأس بإكرام الحجاج عند قدومهم؛ لأن هذا يدل على الاحتفاء بهم، ويشجعهم أيضاً على الحج، لكن التبذير والإسراف هو الذي ينهى عنه؛ لأن الإسراف منهي عنه، سواء بهذه المناسبة أو غيرها، قال الله تبارك وتعالى: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام/141]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء:27].
وثبت في السنَّة النبوية احتفاء الصحابة بقدوم المسافر، سواء كان سفر حج، أو عمرة، أو غير ذلك.
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ – أي : في فتحها - اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَحَمَلَ وَاحِداً بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ‏ .
[رواه البخاري برقم: (1704) في كتاب العمرة، باب استقبال الحاج القادمين، والثلاثة على الدابة].
وقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ. [رواه البخاري برقم:2916].
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِنَا .
قَالَ: فَتُلُقِّيَ بِي وَبِالْحَسَنِ أَوْ بِالْحُسَيْنِ. قَالَ: فَحَمَلَ أَحَدَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْآخَرَ خَلْفَهُ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ. [رواه مسلم برقم: 2428].
قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى:
"يستحب النقيعة، وهي طعام يُعمل لقدوم المسافر، ويطلق على ما يَعمله المسافر القادم، وعلى ما يعمله غيرُه له، ... ومما يستدل به لها: حديث جابر رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة من سفره نحر جزوراً أو بقرةً" [رواه البخاري]". [المجموع: 400/4].
نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.


استقبال الحجاج، والاحتفاء، المسافر، سفر حج، النقيعة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع