مدونة صلاح هاتف حاتم


المخطوطات في الحضارة الاسلامية

صلاح هاتف حاتم | salah hatif hatem


24/04/2020 القراءات: 1157  


تعريف المخطوط
المخطوط: المكتوب بخط اليد وليس بآلة المطبعة ، جمعه مخطوطات، والمخطوطة: النسخة المكتوبة باليد وقد تعامل العرب مع الكراس مخطوطًا، وهو الشكل الوحيد من الكتب لديهم و يعرِّف بالمخطوطة: او الكتاب، أو الكُراسة، الذي كُتب على ورق أو نحوه ، قبل نشأة الطباعة وحين ننظر إلى المخطوطات لغويا فهي نوعين الأول: المخطوطات العربية:(1) وهي التي كتبت باللغة العربية، تمييزًا لها عن المخطوطات الاسلامية اي تلك التي كتبت بلغة غير العربية ، كالتركية (العثمانية)، والفارسية، والأوردو (في الهند وكشمير)، المحتوية على ألفاظ عربية غير قليلة، وكتبت بحروف الخط واللغة العربية.
الفرق بين الخطاط والنساخ
الخطاط هو الذي يقوم بعملية رسم الحروف وابتكار خطوط جديدة وتدريب النساخين ويجب ان يتمتع الخطاط بخبرة طويلة في مجال الخط ودراية بأنواع وتفاصيل الخطوط العربية وتعليم المبتدئين اصول وقواعد الخط العربي ويتقن رسم انواع الخطوط العربية(2) .
اما النساخ فهو الذي يمتهن مهنة نسخة الكتب وغالبا يعرف نوع واحد من الخطوط العربية ويجب ان يتحلى بالسرعة والفطنة والدقة .

صناعة الورق:
يعود اختراع الورق إلى الألف الثالثة قبل الميلاد (حوالي 2700 ق. م)، فقد اخترع المصريون القدماء مادة صالحة للكتابة ، مع سهولة الحصول على هذه المادة بثمن في متناول الأيدي، وهي ورق البردي، وكان ذلك من أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية، وقبل ذلك كانت الكتابة (التي ظهرت في الألف الرابعة) مقصورة على الحجر أو اللوحات الطينية، التي استخدمها السومريون، الذين فضلوا الكتابة عليها وأيسر في التكلفة من قطع الحجر
كان العربُ في صدر الإسلام يكتبون على جريد النخل، والحجارة والعظام والفَخَّار، والرَّق من جلود الحيوانات والمهارق ( الاثواب بعد ان تطلى بمادة صمغية ) ، ثم عرفوا بعد ذلك ورق البردي، الذي يُصنع من نبات قصب البردي ، النامي على ضفاف نهر النيل ومستنقعاته بمصر(3) ,
وفي العهد العباسي، في زمن أبي جعفر المنصور (136-158هـ/754-775م) الخليفة الثاني، وباني بغداد مدينة السلام ، كانوا يأتون بالورق من سمرقند، فيما وراء النهر شرقًا، يُنقل على ظهور الإبل في قوافل، وكانت سمرقند قد أخذت هذه الصناعة عن الصين، والصينيون أساس صناعته في العالم استخدم المسلمون الكتان كبديل لحاء التوت الذي استخدمه الصينيون. تم تفكك الخرق الكتان، المشبعة بالماء، وجعلت للتخمير. ثم تم مسح الخرق المغلي من مواد قلوية ومن ثم تعرض للضرب باستخدام مطرقة من الجلد (4)، وهو طريقة محسنة من التبييض اخترعت من قبل العرب المسلمين
لقد انتقلت صناعة الورق إلى بغداد بانتقال أسرى صينيين بعد معركة طلاس والفارقة المهمة هي استخدام العرب للكتان بديلا للحاء شجر التوت الغير متوفر قي الاراضي العربية وقد اثبت الكتان جودة عالية في صناعة الورق وفي عهد الخليفة هارون الرشيد (170-193هـ/786-809م) انشىء الفضل بن يحيى البرمكي اول مصنع للورق وتعلم العرب منهم تكوين عجينة الورق من نباتات جافة، وخِرَق بالية، بمعدات بسيطة غير معقدة، وُفِّرت للأسرى في بغداد. وبهذا استطاع العرب في عهد هذا الخليفة من إنشاء أول معمل للورق سنة (177هـ-793م) وعرفوا في بغداد صناعة الورق مسطَّحًا على هيئة الكتاب في الوقت الحاضر , وكان قبل ذلك تُلف الجلود المكتوب عليها في لُفافات(5) , ونمت بتوافر الورق النهضة العلمية في مختلف العلوم، وكثرت دكاكين الوِراقة والوراقين، وبجوارها مكتبات صغيرة لبيع الكتب. كما كثرت المكتبات الخاصة والعامة التي تحتوي على مئات المخطوطات , وجدد العرب من عجينة الورق وحسَّنوها، باستخدام مواد أفضل مما كان يفعله الأسرى الصينيون. وانتقلت هذه الصناعة بالتالي إلى دمشق ومصر والقيروان ومراكش وطليطلة بالأندلس، الذي أنشئ معمله سنة (545هـ /1150م) وتبعها بلنسية وشاطبة وغيرهما , وبرعوا في صناعة أنواع الورق المختلف. وذكر النديم (ت380هـ-990م) الذي كان وراقًا في بغداد أنواعًا كثيرة منه، في كتابه المشهور الفهرست ، وكان الأوروبيون قبل ذلك الوقت يكتبون على رقوق من جلود الحيوانات, بل اعتاد الرهبان على حكِّ مؤلفات عظماء اليونان المدونة على الرقوق ليكتبوا بدلاً منها مواعظهم الدينية مما أدى إلى ضياع الكثير من تراث اليونان العلمي والثقافي


مخطوط حضارة اسلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع