مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (53)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


18/09/2023 القراءات: 707  


مقترح بحثي:
"الأحاديث المكررة في صحيح البخاري"، يتناول الباحثُ هذه الأحاديث ويحصي عددها بدقة، ويدرس الأسانيد هل هي ذاتها أم فيها اختلاف، وأسرار هذا التكرار، وهل هناك اختلاف في الألفاظ أم لا، وسبب هذا الاختلاف، وهل هناك ترجيح بين هذه المواضع أم لا، وأي السياقات أوفى من غيرها، وأثر هذا التكرار في الكشف عن المقاصد المسكوت عنها لدى الإمام البخاري. وهكذا.
***
عمل المولد:
سئل الحافظ ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصُّه:
أصلُ عمل المولد بدعةٌ لم تُنقل عن أحدٍ من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملتْ على محاسنَ وضدها، فمَن تحرّى في عملها المحاسنَ وتجنَب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا.
قال: وقد ظهرَ لي تخريجُها على أصلٍ ثابتٍ وهو ما ثبت في "الصحيحين" من أن النبي صلى الله عليه وسلّم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى فنحن نصومه شكرًا لله تعالى. فيُستفاد منه فعلُ الشكر لله على ما مَنَّ به في يومٍ معينٍ من إسداء نعمةٍ أو دفع نقمةٍ، ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم مِن كل سنة، والشكرُ لله يحصلُ بأنواع العبادة كالسجود، والصيام، والصدقة، والتلاوة، وأي نعمةٍ أعظم من النعمةِ ببروزِ هذا النبيِّ نبي الرحمة في ذلك اليوم؟
وعلى هذا فينبغي أنْ يُتحرى اليوم بعينه، حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء، ومَنْ لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسّع قومٌ فنقلوه إلى يومٍ من السنة، وفيه ما فيه. فهذا ما يتعلق بأصل عمله.
وأمّا ما يُعمل فيه فينبغي أنْ يُقتصر فيه على ما يُفهِم الشكر لله تعالى مِن نحو ما تقدَّم ذكرُه من التلاوة، والإطعام، والصدقة، وإنشادِ شيء من المدائح النبوية، والزُّهدية المحرِّكة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة.
وأمّا ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أنْ يُقال: ما كان مِن ذلك مباحًا بحيثُ يقتضي السرورَ بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، وما كان حرامًا أو مكروهًا فيُمنع، وكذا ما كان خلاف الأَولى. انتهى.
***
منقول!
فائدة الأمانة العلمية هي معرفة القائل.
وأما مجرد الإشعار بالنقل بقولنا: "منقول" فلا يحقق الغاية.
والنسبة ضرورية، وفيها تحملُ الكاتب مسؤولية ما كتب.
***
الصلاة
حدثنا الأستاذ الدكتور زياد العاني مكاتبةً قال: حدثني أستاذي د. عبدالقهار داود العاني -رحمه الله - منذ ثلاثين عامًا قال: كنا مع علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي رحمه الله تعالى متوجهين إلى مطار بغداد لنستقبل وفدًا باكستانيًّا، وحين مررنا قرب جامع الشيخ عبدالقادر الكيلاني رحمه الله تعالى أُذِنَ لصلاة الظهر فقال الشيخ أمجد للسائق: توقفْ هنا لنصلي الظهر، فقلنا له: شيخَنا كيف والطائرة قَرُبَ موعد وصولها؟ يعني أن الوفد لن يجدنا في استقباله؟ فقال: أفندي الصلاة الصلاة لا يمكن أن يتقدم عليها أمر، فدخلنا المسجد فإذا بنا نجد الوفد قد سَبقنا اليه! قال الدكتور عبدالقهار: لم أقم بتأخير الصلاة من بعد هذه الحادثة لأجل عمل. وأنا أقول كذلك مثل قوله، إلا ما شاء الله، وأجد بركة ذلك في تيسير الأمور والأعمال.
***
إكرام رباني للقرطبي:
قال الإمام القرطبي المفسر في "تفسيره": "قلتُ: ولقد ٱتفق لي ببلادنا الأندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا. وذلك أني هربتُ أمام العدوّ وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبي فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترني عنهما شيء، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن فعبرا عليّ ثم رجعا مِن حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا دِيَبْلُه يعنون شيطانًا. وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يروني، والحمد لله حمدًا كثيرًا على ذلك".
***
ابن الفرس يعظ الناس بعد موته:
قال ابنُ الخطيب في ترجمة الإمام ابن الفرس في «الإحاطة في أخبار غرناطة» (3/ 419):
"وفاته: عصر يوم الأحد الرابع من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمس مئة. وشهد دفنه بباب إلبيرة الجمّ الغفير، وازدحم الناس على نعشه حتى حملوه على أكفّهم ومزّقوه. وأمر أن يكتب على قبره:
عليك سلام الله يا مَن يُسلمُ ... ورحمتُه ما زرتني تترحَّمُ
أتحسبُني وحدي نُقلتُ إلى هنا ... ستلحَقُ بي عما قريبٍ فتعلَمُ
ألا قل لمن يُمسي لدنياهُ مؤثرًا ... ويهملُ أُخراه: ستشقى وتندَمُ
فلا تفرحن إلّا بتقديم طاعة … فذاك الذي ينجي غدًا ويسلّمُ"
***
خطأ في "القاموس المحيط":
(جاء في مطبوعة مؤسسة الرسالة في مادة جمع: (وجاؤوا بأجمَعِهم، وتُضمُّ الميم: كلُّهم).
وتحرفت في مطبوعة القاموس إلى: وتضم الخِباءِ!! والطابع جاء بالكلمة من السطر اللاحق، كما ترى في الصورة.
والتصويب من القاموس الطبعات القديمة، ومن تاج العروس، والصحاح للجوهري).
أفاده البحاثة المحقق الشيخ ياسر إبراهيم نجّار.
***
رأي في حل إشكال:
حاجي خليفة و"مراصد الاطلاع":
- رأى "المشترك وضعًا" لياقوت نفسه..
- رأى "مراصد الاطلاع" وظنّه مختصر السيوطي.
- [كأنه رأى نسخة أخرى من كتاب "المشترك وضعًا" تختلف مقدمتُه عن المقدمة المعروفة. وكأنما كُتب على تلك النسخة: مراصد الاطلاع]. ولهذا قال في (6/394): "مراصد الاطلاع. أوله: الحمد لله المتفرد بالصفات". وقال في (6/574): "قال في "مراصد الاطلاع" -وهو مختصرُ المُعجم-: ألَّفتُ الكتاب الكبير المُسمّى بمعجم البلدان...".
وهذه الجملة "ألَّفتُ الكتاب الكبير..." لا توجد في مقدمة "المشترك وضعًا المطبوع لدينا.
***
كتب وقف العلماء عليها ناقصة:
جاء في "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (10/ 128):
«علي بن أحمد بن أسعد بن أبي بكر الأصبحي اليمني.
متأخر، وهو صاحب كتاب "معين أهل التقوى على التدريس والفتوى".
لقبُه ضياء الدين.
قال المطري فيما كتبه إلي من التراجم اليمنية: إنه مات في أول سنة سبع مئة.
وقد وقفتُ على المجلد الأول من هذا الكتاب فإذا به قد جمع فيه فأوعى ...".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع