مدونة محمد كريم الساعدي


الواقعية التعبيرية في المعرض السنوي لفنانين ميسان / الجزء الأول

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


19/03/2023 القراءات: 428  


إنَّ الفنون عامة والتشكيلية منها خاصة هي مكمن من مكامن التعبير عن الذات الإنسانية المعبرة عن العصر الذي دونت فيه هذه الفنون وقدمت صورة عن أهم ما يميز هذا المجال الفني وعلاقته بما هو ظاهر ومميز للجوانب التي يعيشها الأفراد في المجالات الأجتماعية والنفسية والأخلاقية وغيرها ، والأخرى المرتبطة في المجالات الأقتصادية والسياسية والتربوية فيها . ويعمل الفنان من خلال أدواته الخاصة على أظهار ما هو مستتر ومخفي ومضمر ، كون ما يدوّن في مجال التعبير عن الحالات الإنسانية غايته أظهار ما هو مخفي ومغيب عن انظار أفراد المجتمع ، على الرغم من المشاهدات اليومية التي تجعل هذه الصور من فرط بديهياتها غائبة ،أو منسية في خضم الانشغالات المتعددة للإنسان الذي يصحى عليها عندما تصبح ماثلة أمامه بطريقة أو بأخرى عندما يعيها ويعي ضرورة تفحصها ، وهذا النوع من الظهور في داخل الوعي ، أو قصدية أثبات ظهورها جاءت نتيجة تنبيه هذا الوعي المغيب عن المشاهدة الحقيقية بوسيلة صادمة غايتها أعادة الرؤية والتفكير الحقيقي في هذه الأشياء . ويعد الفن التشكيلي هو من الوسائل المهمة في أعادة التنبيه ، وهو وسيلة من وسائل التذكير في ما خفي عن المجتمع وأفراده من خلال أظهار وإعادة صياغة البديهي في صورة جمالية فنية تجعل من هذا البديهي المغيب ظاهراً وشاخصاً جمالياً على الرغم من الألم والمعاناة التي تظهر في هذا المجال .
ميسان مدينة عراقية جنوبية فيها من (المرئي / اللامرئي) الكثير الذي يجعلها مدينة زاخرة بتنوعها الطبيعي والاجتماعي ، مما تشكل مادة ثرية للباحث عن الجمال من جهة ، والباحث عن التشخيص لما هو مغيب من جهة أخرى ، فيها من العادة والتقاليد وما تسايرها من أشتغالات يومية قد تصور الأنثروبولوجيا الأجتماعية بين ثناياها وما تحويه من تصورات تجعل للباحث في مجال الفن التشكيلي يقع أمام أفكار عديدة ومتنوعة فيها من الموضوعات ذات المغزى الفني والجمالي التي تعبر بصدق عن أوضاع هذه المدينة ذات البعد الحضاري كونها ترجع الى الحضارة السومرية ، وهي مملكة ما قبل الإسلام وصولاً الى مدينة حضارية ذات نشأة مدنية تعود الى بدايات القرن التاسع عشر .
وفي وسط مدينة العمارة مركز مدينة ميسان يقع بيت ذات طراز معماري يعود الى بدايات القرن العشرين تقريباً تستأجره جمعية التشكيلين العراقيين فرع ميسان ، واعتاد رواد الجمعية أن يقيموا معارضهم التشكيلية السنوية كل عام وما ميز المعرض التشكيلي هذا العام هو المشاركة المهم لرواد الحركة التشكيلية من الذين كان لهم دور مهم في الحركة التشكيلية العراقية وخاصة من الذين قدموا أعمال تشكيلية في العاصمة بغداد ومركزها التشكيلي في منطقة الكرادة وسط العاصمة ، وحضورهم المهم فيها ، كما ضم المعرض مشاركة عدد من الفنانات التشكيليات وعدد من الفنانين التشكيليين الشباب وهم ( زاهد الساعدي ، حسن الياسري ، قتيبة حسين ، فلاح حسن ، كريم محمد ، أحمد قاسم ، أحمد فياض ، أحمد كاظم ، جاسم محمد مجيد ، أيمان النجدي ، رعد محمد خلف ، حيدر طه ياسين ، صبا طه ياسين ، سيناء محمد ، شيماء عبد الرزاق ، فرح حسين ، فارس عباس ، نجاة ريحان ، رياض كاظم ، فرح حسين ، عبد الزهرة وحيد ، سجا حسين ) ، مما جعل المعرض هذا العام يقع في ثلاثة تقسيمات من حيث التجارب في فن الرسم :
1. تجارب تشكيلية لفنانين اصحاب خبرة طويلة في هذا المجال لهم حضورهم على مستوى العراق وخارجه.
2. تجارب تشكيلية لفنانين شباب لهم حضورهم على المستوى المحلي في مدينة العمارة وخارجها .
3. تجارب تشكيلية نسائية لفنانات تشكيليات ذات نشاط مستمر في العمل الفني في مدينة العمارة وخارجها .


الواقع ، التعبير


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع