مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (44)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


24/03/2023 القراءات: 1021  


كم بقي في الرصيد؟
حدثني الشقيق الحافظ أبو أنس أنَّ زوجة له قالت في لحظة تفكرٍ: يا ترى كم بقي في الرصيد؟ تعني من رصيد العمر.
وحدثني الشيخ حسين المفتي في دائرة الشؤون الإسلامية أن زوجته قالت له وهما جالسان عند شروق الشمس: الدنيا كلها كشروق شمس هذا اليوم وغروبها.
ويبينُ لطافة القولين أنَّ المرأتين غير محصِّلتين.
***
خاطرة حول كتاب "قلائد العقيان في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)":
كتب الأخ الكريم الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ مصعب سلمان أحمد السامرائي بعد مجلس قراءة الكتاب المذكور:
"عقد شيخُنا وأستاذنا الدكتور عبدالحكيم محمّد الأنيس -حفظه الله- مجلسًا لقراءة كتاب "قلائد العقيان في قوله تعالى: {إِن الله يأمر بالعدل والإِحسان}" للشيخ مرعي الكرمي المقدسي عشية يوم الجمعة 18/شعبان/1444الموافق 2023/3/10.
وقد خطر لي: أن هذه الآية العظيمة تضمنت مأمورًا به وهو العدل والإحسان، ومنهيًّا عنه وهو الظلم والإساءة لأنّ الأمر بالشيء يقتضي النهي عن ضده أو أضداده إنْ كان له أضداد كثيرة.
وأنّ العدل والإحسان ليسا مقصورين على الحُكم والقضاء والشهادات فهما يشملان الآباء والأمهات في تربيتهم الأبناء والبنات، وكذا المعلمين والمعلمات في تعليمهم الطلاب والطالبات، والمدير المسؤول عن جمع الموظفين والموظفات، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: "َإلى حقيقَةِ الإحسانِ تَرْجِعُ أُصولُ وفروعُ آداب المُعاشرةِ كُلِّها في العائلةِ والصُّحبةِ، والعفو عن الحُقوقِ الواجبةِ مِنَ الإحسانِ".
العدل والإحسان ما كانا في شيء إلا زاناه وجمّلاه، وما فُقدا من شيء الا شاناه وقبّحاه، وهما في الأقوال والأفعال والأحوال كالروح للجسد، والعافية للبدن، والنور للنظر.
وهما مطلوبان في تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان، وما ذُلل له من النبات والجماد والحيوان، في كل زمان ومكان.
أمر بهما الرحمن، وحثّ عليهما سيد ولد عدنان، صلى الله عليه وسلم، وهما أمارة الرضوان، وسبيل نيل أعالي الجنان، وعلامة الشكر والامتنان.
من اتصف بهما ساد وقاد، وحُمدتْ سيرته بين العباد، ونال محبة الحواضر والبواد، وسلم من أذى الأوغاد، وكُفي شرّ الحسّاد.
هما سمة الملوك الصالحين، وشرف الرؤساء والسلاطين، ونصرة المظلومين، وملاذ المضطهدين، وركن المستضعفين.
بهما يتحقق الأمن والاستقرار، وتسعد الشعوب مع اختلاف الألوان والأفكار، ويُحترم الكبار ويُوقّر الصغار، ويُعرف القدْر لذوي الأقدار.
ما أمر بهما الباري إلا لتحقيق المصالح العامة، وإقامة المقاصد التامة، التي ينتفع منها الخاصة والعامة.
***
من مؤلفات أبي يعلى:
-فضل ليلة الجمعة على ليلة القدر لأبي يعلى تحقيق: صالح بن محمد بن عبدالفتاح. دار البشائر الإسلامية، ضمن لقاء العشر برقم (213)، المجموعة (16)، (1435-2014).
-تفضيل الفقر على الغنى لأبي يعلى الفراء (ت: 458)، دراسة وتحقيق: أسامة أحمد عبدالرحيم وطارق محمد الطواري. في مجلة عالم المخطوطات والنوادر، المجلد (13)، العدد (1)، المحرم -جمادى الآخرة (1409)، يناير-يونيو (2008م).
-التوكل، وله طبعتان.
***
جزيل المواهب في اختلاف المذاهب للسيوطي:
هذا الكتاب مِنْ مؤلَّفات الإمام السيوطي الرائعة، قصدَ منه الحثَّ على اعتقاد أن سائر أئمة المسلمين على هدى مِن ربهم وإنْ تفاوتوا في العلم والفضل، وقد ختمَه بذكر عدد من العلماء انتقلوا عن مذهبهم الفقهي، لبيان سواغية ذلك.
ومِنْ هنا كان التوجه لخدمته ضمن "موسوعة الإمام السيوطي في التجديد والاجتهاد" إظهارًا لهذا الهدف النبيل، وإشاعة للتسامح العلمي والفقهي في صفوف أهل العلم وطلابه.
***
أنا الشمس:
جاء في "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" (ص: 310):
"وله [لابن حزم] من قصيدة طويلة خاطب بها قاضي الجماعة بقرطبة عبدالرحمن بن أحمد بن بشر يفخر فيها بالعلم، ويذكر أصناف ما علم، وفيها:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ... ولكنَّ عيبي أن مطلعي الغربُ
ولو أنني مِن جانب الشرق طالع ... لجدَّ على ما ضاع من ذكريَ النهبُ
ولي نحو أكناف العراق صبابة ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصبُ
فإنْ ينزل الرحمن رحليَ بينهم ... فحينئذ يبدو التأسف والكربُ
فكم قائل: أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجئ به الكتبُ
هنالك يدري أن للبعد قصة ... وأن كساد العلم آفته القربُ
ومنها في الاعتذار عن المدح لنفسه:
ولكنَّ لي في يوسف خير أسوة ... وليس على مَن بالنبي ائتسى ذنبُ
يقول -وقال الحق والصدق-: إنني ... حفيظٌ عليمٌ ما على صادق عتبُ
وفي "فهرسة ابن خير الإشبيلي" (ص: 373):
"-قطعة له بائية نظمها عند خُرُوجه من إشبيلية أولها:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ... ولكن عيبي أَن مطلعي الغربُ
وهي ثمانيَة أبيات.
أنشدنيها الشيخ أبو الحسن عباد بن سرحان رحمه الله قال: أنشدني الوزير الفقيه أبو محمد عبدالله بن محمد بن العربِي بالمقتدية من نهر مُعلى من مدينة بغداذ في ربيع الأول من سنة (491) قال: أنشدني أبو محمد علي بن أحمد بن حزم لنفسه عند خُرُوجه من إشبيلية.
وحدثني بها شيخنا الخطيب أبو الحسن شُرَيح بن محمد المقرِئ رحمه الله عن أبي محمد بن حزم قائلها رحمه الله".
وفي "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" (1/173) زيادة ثلاثة أبيات بعد قوله "آفته القرب":
فواعجبًا مَنْ غاب عنهم تشوّقوا ... له ودنو المرء مِنْ دارهم ذنبُ
وإنَّ مكانًا ضاقَ عني لضيقٌ ... على أنه فيح مذاهبُه سهبُ
وإنَّ رجالًا ضيَّعوني لضيعٌ ... وإنَّ زمانًا لم أنلْ خصبَه سغبُ
***
جاء في كتاب «ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان» لابن دحية (ص: 11-12):
«بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
حمدا لله المنفرد بالوحدانية والكبرياء والعظمة... فإني ذاكر....".
والرأيُ أن يُكتب ويُقرأ هكذا: "أمَّا بعدَ حَمْدِ الله...".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع