مدونة بن ورقلة نادية


عندما يصبح الأستاذ المحاضر شخصا ملهما

بن ورقلة نادية | BENOUARGLA NADIA


30/04/2019 القراءات: 2986  


لقد قطع غيرنا شوطا كبيرا فيما أسموه " الذكاء العاطفي " و نحن لم نتجاوز بعد مشكلة التنظير في محاضراتنا الأقرب إلى الدرس المدرسي ، فتحولت بذلك الجامعة إلى " مدرسة كبيرة" التي تعتمد على التلقين في تقديم المعلومة ، ليتحول الطالب إلى مستهلك ، يجمع الدروس لتحصيل العلامة و ليس لتحصيل المعرفة ، هذا ما أقف عليه اليوم في مهنة التدريس التي أزاولها ، مهنة أجدها لا زالت بعيدة عن الحقل المعرفي الذي يتحول فيه الأستاذ الجامعي إلى موجه و ليس ملقن .
لقد شاهدت محاضرا راقني جدا أسلوبه في تقديم محاضرة ملهمة ، أين توجه فيها مخاطبا الحضور إلى تقديم توضيحي موجز يشير فيه إلى بدايات ظهور مفهوم "الذكاء العاطفي" الذي يعرف رواجا في دول آسيا التي تعتمد على السلوك الدفاعي المتزن و ليس على الاندفاع و الانفعال غير المتزن في التعامل مع الظروف و الذي يظهر بشكل جلي عند الغرب .و الذكاء العاطفي برأيه يؤسس إلى فكرة مفادها أنه من المهم التعامل بذكاء مع العاطفة .و الذي ينطلق من مبدأ ديكارت الذي قال : " أنا أفكر أذا أنا موجود " ، ليشير الأستاذ المحاضر في مستهل حديثه الذي ارتكز فيه على عنصر العاطفة الذي قال فيها : " إن العاطفة التي يتمتع بها الإنسان هي هدية " فيمكن اعتبارها بمثابة الحامي الذي يحصن الجسم من الأخطار ." كما أن العاطفة تعد جزءا مهما من حياتنا "، فمن دون عاطفة لا يمكن للإنسان أن يصمد و يعيش أكثر من عشر دقائق في مطلق الأحوال ، لأن العاطفة تجعلنا نتفاعل مع الأحداث و نحمي الجسم من أي خطر عارض قد يفاجئنا في أية لحظة ، كأن تقفز بشكل سريع لتتفادى ارتطامك بسيارة تسير باتجاهك بسرعة مفرطة ، فالخوف هو سيد العواطف ، كما أننا لا ننسى أي شيء ، بل نخبئه في أدراج الذاكرة مستدلا بمثال و هو ألبوم الصور الذي يحوي رصيدا كبيرا من الذكريات و الذي كلما عدنا إليه تذكرنا تفاصيل المواقف و الأشخاص و هذا يدل على انه بمجرد أن نرى الصورة نعود لنتذكر تفاصيل كثيرة أوهمنا أنفسنا بنسيانها ، لينتقل إلى المسامحة ، الذي لا يعتبرها نسيانا ، من منطلق انك إذا سامحت لا يعني انك بالضرورة قد مارست فعل النسيان إلا انك بذلك تكون قد تخلصت من الجزء السام الذي علق بك .كما أشار إلى نقطة مهمة و هي أن لا ننقاد مباشرة نحو العواطف و نتفاعل مع الموقف فور حدوثه بل توجب علينا التريث حتى يذهب الغضب، تفاديا لمضاعفات قد تتسبب في تفاقم المشكل ، على أن لا نتجاوزه أو نتجاهله بل أن نعود إليه بعد أن تهدئ النفوس و يذهب الغضب لمعالجة الوضع بروية و تعقل ،مع الحرص على أن لا نحول المشكل إلى صعوبة بل نحاول الأخذ بالمسببات دون مغالاة أو تصعيد حتى لا تتحول مشاكلنا التي باستطاعتنا حلها إلى صعوبات حياتية ، و أن نبقي المشكل محصورا في خانة المشاكل في محاولة منا إبقاءه على وضعه الطبيعي دون أن نعطيه أكثر من حجمه ، و المحافظة على ثباتنا ، مع إمكانية التحرك في اتجاهات مختلفة بحثا عن حلول مرنة ، و أن نحاول حل خلافتنا الزوجية مع الآخر ، ليس بشكل فردي منفصل بل أن نرى المشكل بعين فاحصة تجمع الطرفين لينتقل بنا إلى عنصر الثقة الذي اختصرها في معادلة ثنائية متساوية الأطراف و التي تقر بفكرة أن الثقة يمكن اختصارها في عنصرين متلازمين و هما أن افعل ما أقول و أن أقول ما افعل أي أن أترجم أفعالي بما يتماشى مع أقوالي و أن أتصرف بناءا على أقوالي ....ليضيف أن الحب في المحصلة هو أن يحب الأخر نفسه من خلالك لتبقى كلمة الحب كلمة واهية لا تنم عن صدق قائلها بل عن رغبته في أن يحب نفسه عن طريقك .على أن نجتهد في تجنب فعل غير مسؤؤل تجنبا للندم الذي قد نقع فيه لاحقا .


الذكاء العاطفي ، الالهام ، العواطف ، التجازو .


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع