مدونة د. اوان عبدالله محمود الفيضي


قراءات في فقه المناسبات احكام الشهر الفضيل رمضان المبارك

د. اوان عبدالله محمود الفيضي | AWAN ABDULLAH MHMOOD ALFAIDHI a


01/04/2024 القراءات: 1126  


من حكم الله سبحانه ان فاضل بين خلقه زماناومكانا ففضل بعض الامكنة على بعض وفضل بعض الازمنة على بعض ففضل في الازمنة شهررمضان على سائرالشهور فهوكالشمس بين الكواكب واختصه بفضائل عظيمة ومزاياكبيرة فهوالشهرالذي انزل فيه القرآن قال تعالى(شهررمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)البقرة/185وهوالشهرالذي فرض الله صيامه على كل مكلف مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع كالحيض والنفاس اماحكم صيامه فقدأجمعت الأمة على أن صومه فرض عين والدليل من الكتاب قوله تعالى(ياايها الذين امنواكتب عليكم الصيام كماكتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)البقرة/183ومن السنة قول الرسول"بني الإسلام على خمس:..وصوم رمضان"رواه الشيخان
ومدلول الصيام اللغوي الامساك المطلق عن اي شيء كان واما مدلوله الشرعي فهوالامساك عن اشياءمخصوصة كالأكل والشرب والجماع وكل المفطرات نهارامع النية بشرائط مخصوصةوفي الصيام فوائدكثيرة وحكم عظيمة منهاتطهيرالنفوس وتهذيبها وتزكيتهامن الاخلاق السيئة وتعويدهاعلى الاخلاق الكريمة وصدق رسول الله حين قال"والصيام جنة"رواه الشيخان فمن صامه وقامه ايمانا بموعودالله واحتساباللأجروالثواب عندالله غفرالله ماتقدم من ذنبه لقول الرسول"من صام رمضان إيمانا واحتساباغفرله ماتقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدرايمانا واحتسابا غفرله ماتقدم من ذنبه"رواه الشيخان فهوشهرالتوبة والمغفرة وتكفيرالذنوب والسيئات لقوله صلى الله عليه وسلم"الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لمابينهن اذااجتنبت الكبائر"رواه مسلم وهوشهرالعتق من النارلحديثه"وينادي مناد:ياباغي الخيراقبل وياباغي الشراقصرولله عتقاءمن الناروذلك في كل ليلة"اخرجه الترمذي وابن ماجة
وهكذافإن من نعم الله العظيمة ومن فضله الكبيران شرع لعباده صيام رمضان ويسرلنا بلوغ هذا الشهرفي صيامه وقيامه والتقرب الى الله فيه بأنواع الطاعات لان هذاالشهرالفضيل يشرع ان تخصه بمزيدمن انواع الطاعات وبمزيدمن الحذرمن السيئات والمعاصي لان اثمهااكبرفيه كمااجر الطاعات اجزل واعظم فيه فالحمد والشكروالثناءلله ان امتن علينابهذه المواسم التي تكثر فيهاالخيرات وتتضاعف فيهاالحسنات وتمحى بهاالسيئات وترفع بهاالدرجات وتتوجه فيهانفوس العباد إلى رب المخلوقات فشهر رمضان تكثر فيه الخيرات والصدقات وتقال فيه العثرات وتستجاب فيه الدعوات وتغفر فيه السيئات ويجود الله فيه سبحانه على العباد بانواع الكرامات ويجزل فيه لأوليائه العطيات فصيامه يعداحد اركان الاسلام المعلومات فهوشهرالصيام والقيام وتلاوة القرآن وشهرالدعاءوالصدقات والاحسان وشهرالصبرلأجل الغفران والعتق من النيران وشهرتتفتح فيه الجنان وتغلق ابواب النيران وتصفدوتسلسل فيه الشياطين لقوله عليه افضل الصلاة والسلام"اذا جاءرمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين"رواه مسلم وهوالشهرالتاسع من اشهرالسنة القمرية وسمي الشهرشهرا لشهرته امارمضان فقال مجاهدهواسم من اسماءالله فيقال شهررمضان شهرالله وكلمة رمضان جاءت من الاصل رمض وهي شدة الحرحيث كانت تسمية رمضان في وقت جاءفيه شديد الحر والاسم متطابق مع طبيعة هذا الشهرفي الاسلام حيث جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش ولشهررمضان مكانة خاصة لماشهده من احداث ابرزهانزول القرآن من اللوح المحفوظ الى السماءالدنيا في ليلة من اواخر الشهرفي العشرالاواخرمنه هي ليلة القدروهي خيرمن الف شهرفمن حرم خيرها فقد حرم الخير كله لذاوجب فيه التحري عنها وقد سميت بذلك لمافيها من الشرف العظيم فالعبادةفيها خيرمن العبادة من مايقرب83عام وعدة اشهروهو قول شيخ المفسرين الطبري وقول البغوي والقرطبي وابن كثير ففيها يفرق كل امرحكيم فتقدرالمقادير وتتأكدفي اوتارالعشر من رمضان ففي الصحيحين عن عائشة ان النبي قال"تحرواليلة القدرفي الوترمن العشرالاواخر من رمضان"
وفي مقابل ذلك فان لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست كباقي الشهورفقدأنزل فيه القران في ليلة القدرلذا فان رمضان والقرآن متلازمان إذاذكر رمضان ذكرالقرآن وقد سمي شهررمضان بشهر القرآن ففي الصحيحين عن ابن عباس قال"كان رسول الله أجود الناس وكان أجودما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة"رواه الشيخان وفي هذا دليل على استحباب تلاوته ودراسته في رمضان لذاينبغي أن يكون هناك وِرْد من تلاوته وخلاصة القول ان نزول القرآن في رمضان رسالة لنالنجعل رمضان كله للقرآن فلايفترق القرآن والصيام عن صاحبهما فيشفعان له يوم القيامة ويرتبط شهررمضان ايضابصلاة التراويح والاعتكاف في العشرالاواخر منه اذ يسن الاعتكاف في عشررمضان الاخيرة والمراد به قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق
ويمكنناان نسجل من هذه القراءات دعواتناالى ضرورة معرفة وفهم والالمام بالحكم الالهية للصيام بمايتضمن جهادالنفس وانتصارهاعلى هواها باكتسابهاصفة التقوى والطاقة الروحية الايجابية والتي تمنعه من الانجراف نحو كل سلوك ضاربالفرد والمجتمع والامة كمانستنتج من هذه القراءات ان شهررمضان شهرالتحدي الاكبربحق لامتحان الارادة البشرية في الصيام والقيام وعمل الخيروتنقية للنفس من اخطائهافلابدمن العناية بفقه المناسبات ومن ذلك دراسة احكام رمضان وتعلمها فالصيام رياضة روحية وقهرللبدن وهوفرصة لتجديدالروح وتطهيرالنفس وتحقيق الاهداف الروحية بالتطهيرالروحي والنفسي وفرصة للتأمل والتواصل العميق مع الله لانه هدية من الله كل عام لعباده ومااجملهامن هدية ولايتوقف فضله عندذلك ففضائله لايعلمها الا صاحب الفضل علام الغيوب لذلك جاءت رسالتناهذه عسى الله أن ينفعناوالمسلمين بهاوان يكون هذاالعمل في ميزان حسناتناخالصا لوجه الله وان يكون لناصدقة جارية إلى يوم القيامة اللهم سلمنا الى رمضان وسلم رمضان وتسلمه منامتقبلااللهم اجعل الايام كلهارمضان وتقبل الله الصيام والقيام وصالح الاعمال ووفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه والحكم به والتحاكم اليه في كل شيء انه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير


قراءات في فقه المناسبات احكام الشهر الفضيل رمضان المبارك


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع