مدونة د ٠ أحمد محمد عثمان محمد


الإستجابة لنداء التعليم الإلكتروني ( بين الواقع وما ينبغي أن يكون )

د ٠ أحمد محمد عثمان محمد | Dr. Ahmed Mohammed Osman Mohammed


04/08/2021 القراءات: 2461  


بسم الله الرحمن الرحيم

الإستجابة لنداء التعليم الإلكتروني
( بين الواقع وما ينبغي أن يكون )

✍ Dr.ahmed112@gmail. Com

لا بد من التفريق بين ما نفعله وندمن فعله ، وما يمكن أن نفعله ؛ فالأول تكرار و( روتين ) .. ربما لا يحتاج كثير جهد أو عناء .. أما الآخر فهو أشبه بإستدعاء القوى الكامنة وتفجير الطاقات ، والحلول الإبداعية .
وهنا تحضرني مقولة ( غاندي ) : ( الفرق بين ما نفعله وما يمكن أن نفعله يكفي لحل جميع المشاكل ) .
ونظرا لإنتشار الأجهزة الذكية ، والعالم الرقمي ، وشبكات التواصل الإجتماعي _ الإنترنت _ تزيد سعتها أو تنقص حسب المتاح من الإمكانيات _ وبما أن لدينا قناعة ويقين لدور التكنولوجيا الرقمية في أحداث ما اصطلح على تسميته _ ثورات الربيع العربي _ ..في تظاهرة غير مسبوقة .. عمادها الأول شبكات التواصل الإجتماعي والتفاعل الكبير للشباب ، وهو يحمل مزيجا غير مسبوق من الفرص والتهديدات في آن واحد .
سقت هذا المثال للتدليل على إمكانية نجاح تجربة التعليم عن بعد _ رغم أنها ليست جديدة _ فقد سبق بها دول كثيرة ، ومجتمعات _ بعضها قد لا تفوق إمكانياتها بلادنا _ لكنها الإرادة الواثقة ، والهمة الدافعة ، في إستخدام الأداة الرافعة ، لبلوغ القمة .
وحتى داخل بلادنا ، ثمة تجارب مبشرة بالنجاح لإستخدام التكنولوجيا ..رغم حاجتها إلى تقييم وتقويم لضمان الإستمرارية .
والمسافة مابين واقعنا الذي نعيشه داخل جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية الأخرى ، وبين ما ينبغي أن يكون ، يحتم علينا طرح التساؤلات التالية :
* كيف نتعامل كأساتذة جامعات وأولياء أمور ، ومتخذي قرار ؟
* وهل بإمكاننا فعل نظرية ( فن الممكن ) ؟ .
* وما هو الدور الفاعل الذي يمكننا القيام به ؟ وهل بوسعنا فعل ذلك ؟ .
وإلى أي مدى تستوعب أنظمتنا التعليمية ، ومؤسساتنا التربوية على الأسس واللوائح ، والقوانين ، التي تسهم في بناء الطالب المثال ، القادر على التعامل مع التحديات ، والمشكلات التي تواجهه ؟
وللإجابة على هذه الأسئلة المطروحة ، لابد من البدء في التحدي الأكثر صعوبة لنا كأساتذة جامعات ، ومربين ، أو صانعي قرار ، ويكمن في مدى قدرتنا على تغيير طرق تفكيرنا ، وإعادة قراءة لمناهجنا ، وطرق تدريسها ، وإمكانية صياغة ، أو تشكيل سياسات ، وبرامج لمواجهة التحديات ، والمشكلات التي تعتري طلابنا ، وظروفهم وهم يعايشون ثورة الإتصالات من أوسع أبوابها .
وخلاصة الأمر :
* إن محاولة الإستفادة من التكنولوجيا ، والعالم الرقمي أمر لا مفر منه .. إن رمنا البقاء ضمن الأقوياء _ وإن شئت .. قل : الوصول ، لأن المسافة مازالت طويلة بيننا .. والبون شاسع _ ولكن حسبنا أن من سار على الدرب وصل .. وإلا فالسيل جارف ، والعالم لا يلتفت على ساقط في الطريق .
* وإن مشوار المليون ميل ، يبدأ بخطوة ... فالنبدأ الآن ، مع التأكيد أنه لا يمكن إعادة الزمن للوراء ، إذ أننا نعيش زمان له خصوصيته ، وواقع ملخصه : أن التكنولوجيا الرقمية ، وعالم الإنترنت ، والأجهزة الذكية لم تعد خيارا ... بل هي نمط حياة تفرضه المستجدات المتسارعة ، والتطورات العلمية .
وأن أي تركيز على نواحي القصور دون استبصار مواطن القوة ، والتعلل بشح الإمكانيات ، وإفتقار المعينات .. وإنتظار السوانح مع وافر التمني الكذوب .. كلها آفات على الطريق .
فهيا بنا جميعا للعمل الدؤوب على تنمية القدرات ، ورفع سقف الطموحات ، وإفساح المجال أمام الإيجابيات .

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .


نداء التعليم الإلكتروني


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


سعادة الدكتور أحمد محمد عثمان..حفظه الله ورعاه.. مقال ممتاز ومميز..فعلا اذا لم نطور ذواتنا وانفسنا ونسعى للارتقاء بمؤسساتنا وجامعاتنا ومجتمعاتنا سيتجاوزنا العالم..وسنجد انفسنا في ذيل القائمة..وربما خارجها. زادك الله علما وتقى ورفعة ونفع بك وبعلمك.