مدونة د ٠ أحمد محمد عثمان محمد


أعقل الناس أعذرهم للناس ( دعوة للموضوعية)

د ٠ أحمد محمد عثمان محمد | Dr. Ahmed Mohammed Osman Mohammed


29/07/2021 القراءات: 3240  


بسم الله الرحمن الرحيم اعقل الناس أعذرهم للناس ( دعوة للموضوعية ) ✍Dr.ahmed112@gmail.com إن كثيرا من الناس يعجزون عن إصدار الأحكام الموضوعية على ما يقرؤونه ، أو يسمعونه ، أو يشاهدونه ، وعليه فإنهم يقتنعون بالطرح أو الفكرة من واقع منطلقاتهم ، أو قناعاتهم بشخصية الكاتب أو المتحدث ؛ وتلك معضلة تظل تلاحق الكثيرين في حياتهم اليومية ، ولكن مع اعترافنا بضعفنا ، وعدم قدرتنا على إمتلاك الموضوعية الكاملة ؛ فإن علينا الخوف والحذر من الوقوع في التحيز الغير منطقي الذي يقودنا بدوره للإصابة بعمى الألوان .. قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد .. وينكر الفم طعم الماء من سقم .. فنخسر الكثير من مصداقيتنا . فالكتابة أو الخطابة مسئولية يجب الحذر مما تخطه أيدينا ، أو تنطق به السنتنا فيصبح وبالا لنا ولغيرنا . وقديما قيل : إن بعض الكلام يقتل ، وبعضه يجرح ، وبعضه يشبه البلسم .. فليكن قولنا بلسما كما قال ايليا ابو ماضي : كن بلسما إن صار دهرك أرقما ... وحلاوة إن صار غيرك علقما . ولعل العنوان الذي تصدر هذا المقال هي مقولة مروية عن أحد عظماء التاريخ في الإسلام ( عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ ) وهي مقولة خبير من رجل خبر الحياة ، ورأى انماطها المختلفة ، وطرائقها المتعددة في التفكير ، وفي السلوك والممارسة . إن معرفة ألأسباب والجذور التي تأسست عليها أقوال الناس ، وتصرفاتهم ، وآراءهم ، ومواقفهم تجاهنا حتما ستغير مشاعرنا نحوهم ، على نحو جذري . وهنا دعوة أوجهها لنفسي وكل مرتادي الفضاء الإسفيري عبر الشبكة العنكبوتية في كل منصات التواصل الاجتماعي ، وهم يتابعون ويشاهدون ما يرسل أو يقرأؤون ما كتب .. وأحيانا يشاركون الرأي برأي آخر .. عليهم التماس الأعذار لما يجدونه مخالفا لما يعتقدون لأن التماس العذر هو الأصل ، كما في الأثر ( ... لا أحد أحب إليه العذر من الله ...) ، ولا يعني هذا أن نقر الناس بالباطل على ما هم عليه ؛ بل يجب فهم ما ذهبوا إليه ، وأحوالهم ، وحجتهم .. ولربما أن عرفنا ذلك لتبين لنا ضعف ما نعتقده ، او ان ادلتهم قد ترقى لدرجة الفاضل وادلتنا مفضولة .. وعلينا عدم الطلب منهم أن يتطابقو دائما في مواقفهم مع وجهات نظرنا .. ومن أهم الفرضيات في علم البرمجة اللغوية العصبية .. ( احترم وتقبل رؤية الآخرين للعالم ) فلكل شخص رؤيته المختلفة عن الآخرين .. فلا تغضب عندما لا تستطيع أن تغير الآخرين كما تريد أن يكونو .. لأنك في الواقع تجد صعوبة في أن تغير نفسك كما تريد .. ( ... فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ...) فالناس ليسو أنت .. فعاملهم كما هم ، لا كما أنت . وأخيرا أقول : إن حدود الحق والباطل ، والخير والشر واضحة كما الشمس في رابعة النهار _ كما يقال _ ولله الحمد والمنة . وإن حاول أهل الشبهات أن يتبعوا ما تشابه من الآيات .. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها .. ولكن العمق في النظر للأشياء ، والتريث ، والتثبت قبل إصدار الأحكام أدب ديني ، وخلق إسلامي لا ينبغي تجاهله . والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل . د. احمد محمد عثمان .


أعقل الناس ، أعذرهم ، دعوة للموضوعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع