النهاية خير من البداية، أ. د. محمد محمود كالو
الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU
11/03/2022 القراءات: 859
النهاية خير من البداية
قالوا: كل النهايات مؤلمة، قلت: لكن السعادة في النهاية، وحسن الخاتمة في نهاية العمر، ورغم شقاوة الظروف دائماً نبحث عن الدروب الوعرة الموصلة حتمًا إلى النهايات السعيدة، فنهاية الأمر خير من بدايته، لأن السعادة ليست النصر أو النجاح أو الإنجاز، لكنها ما يحدث في نهاية اليوم، وفي كثير من الأحيان تكون الأشياء أجمل عندما تقترب من نهايتها، وخط النهاية بانتظار الفائزين دائماً.
إن طبيعة الناس بتكوينها العميق تبحث دائماً عن النهايات، وتنتظر النهاية: نهاية الحصة، ونهاية الامتحان، ونهاية الفيلم، ونهاية المسلسل، ونهاية الرواية، نهاية الإقلاع، ونهاية الوصول، ونهاية كرة القدم، ونهاية الشهر، فالبدايات للجميع ولكن النهايات للصادقين.
وفي النهاية، العبرة ليست بعدد سنوات حياتك، ولكن بحسن الخاتمة والنهاية، والله تعالى يقول: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى:4] لأن صعوبة البدايات ينسيها جمال النهايات.
وقد كان نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه في البداية يتيماً فآواه الله في النهاية، وكان عائلاً فأغناه الله في النهاية، النهايات العظيمة تحتاج الى طموح عظيم، وكل بداية لها نهاية، وهذه النهاية هي البداية لشيء آخر.
لذلك لا تحزن إذا انتهت القصة، فصحيح أن لكل قصة نهاية، لكن طالما بقيت على قيد الحياة فتستطيع أن تجعل من كل نهاية بداية جديدة.
إلا أن بعض النهايات مُرَّة، كالقهوة الـمُرَّة، صحيح هي مُرَّة ولكنها تجعلك في النهاية مستيقظاً! إذ كُل مُرٍّ سيمُرُّ، والنهايات هي الحقيقة، انظر في كل تفاصيل الحياة لتعرف أن النهايات لا تكذب ولا تتجمل، ويفوز أصحاب النوايا الطيبة في النهايات.
كما أن البدايات والنهايات مغرية للكُتّاب والأدباء، ليس من جهة مسار الأحداث في رواياتهم فقط، وإنما من جهة اختيار عناوينها أيضاً، وربما لهذا السبب اختار الروائي المصري العالمي نجيب محفوظ اسم «بداية ونهاية» لروايته الشهيرة، التي نُشِرت عام 1949م.
وإذا كان بعض العلماء قد حاول أن يحيط بتاريخ الكون، من بدء الخلق إلى نهايته، مثلما فعل العالم الجليل «ابن كثير» في كتابه الموسوعي الشهير «البداية والنهاية»، فإن ثمة عوالم أخرى خاصة ومثيرة لدى كل واحد منا، لها بداياتها ونهاياتها، ما زالت غامضة.
النهايات الجميلة، هي النهايات الصادقة، تلك هي مسك الختام، والعاقبة للتقوى، اللهم إنا نسألك حسن الختام وحسن الإيمان وحسن اليقين وحسن الرضى يارب.
النهاية، البداية، الخاتمة، الفوز، الختام، ختامه مسك
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع