مدونة مريم فيلالي


التجديد الديني للمفكر الإسلامي فتح الله غولن

مريم فيلالي | meriem filali


18/07/2022 القراءات: 498  


المنظومة الفكرية التي من خلالها قدم الأستاذ كولن/ غولن التجديد الديني: (العقيدة الإسلامية والتوحيد) تطرق لثلاثيتين:
-الأولى: ثلاثية العقيدة: (الله، الإنسان، الكون).
-الثانية: ثلاثية التوحيد: (الألوهية النبوة، المعاد).
فمن خلال هاته الدراسة ندرك أننا بمعالجة هاتين الثلاثيتين :ندرك طبيعة المنظومة العقدية والفكرية عند الأستاذ كولن، الذي كان له منظور شامل بين مباحث العقيدة والتوحيد، ونلاحظ ذلك من خلال قوله في كتابه : (ونحن نبني حضارتنا) : (إن قراءة الوجوه والأحداث قراءة جيدة وتفسيرها تفسيرا صائبا وكذلك الحفاظ على الموازنة بين الإنسان والكون وحقيقة الألوهية لهي من أهم جوانب الأعماق النبوية ومن أرقى مميزاتها فإن الإدراك العميق للوجود ككل والفهم التام لتجلي الأشياء في صورتها العمومية ولقوانين الوحدة التي هي ذات صفة كونية ومحيطة بالموجودات كل ذلك إنما تيسر للأنبياء وحدهم وان لازالت البشرية تتهجى في أيامنا هذه حروف الحقائق المتعلقة بالإنسان والكائنات وما وراء الطبيعة مع توسعها العلمي وتقدمها التكنولوجي فإن الأنبياء وقفوا مليا على هده الحقائق بفضل سعة قلوبهم وعلاقتهم الخاصة بالله إلى جانب كمال عقلهم وحسهم وشعورهم وإدراكهم كمالا يتعدى حدود التصور الإنساني فرأوا أن الوجود كله في تصرف قدوة قاهرة وقرأوا وفسروا الشهود والمعالم والإشارات المنادية بالواحد الأحد في سيماء كل الأشياء والأحداث ثم أعلنوا أنهم دعاة التوحيد في المشاعر والفكر والاعتقاد) ، فالأستاذ يرى أن العلماء والفيزيائيين المعاصرين مهما بلغوا في العلم والكشوف العلمية إلا أنهم لا زالوا يفككون شفرات حروف ماقاله ووصل إليه الأنبياء عليهم السلام، ويشير الأستاذ كولن أنه لا ينتقص من شأن العلم بل يصفه بأنه : (أصح المصادر في التعبير عن حقيقة الإنسان والوجود والخلق وأكملها وأشملها مع تنزهه عن الخطأ في ما يقوله ويرشد إليه)(55) ، ويقول كذلك بالعلاقة التلازمية التي يستحيل معها فصل مبحث النبوة عن الألوهية وعن المعاد فالتوحيد إما يؤخذ جملة تصديقا واعتقادا وايقانا أو يترك بالجملة يقول في هذا الشأن غولن : (إن الأديان كلها ركزت على أصول وأسس معينة واحدة وأكدت على حقائق بعينها ومن حيث الضوابط الأصلية كل نبي بعثه الله تعالى قام بدور الامتداد لمن سبقه والمكتمل والمتمم له وصدق رسالة السابق أو السابقين وكملها حسب الأحوال والشرائط وفصل للأمور التي تتطلب التفصيل وجدد المسائل المحتاجة إلى تجديد وفي الأحوال كلها على الأمور الأصيلة بعينها فالتوحيد والنبوة والبعث والنشور والعبادة هي دعوة الأنبياء والمرسلين أجمعين مع التنوع في الأسلوب والتعبير فمرد ذلك لأفق ادراك البشرية وتحضرها وتطورها)
يصف الأنبياء عليهم السلام وصفا طريفا فيصفهم بالمجهزين بالجهاز الخاص ويحدد أهم وظائفهم فيقول: (تعيين المناسبات وتثبيت المناسبات والتوافق والانسجام بين الكائنات والأحداث وبين حياة الإنسان وسلوكياته وكذلك اثبات الذات الأحدية ذي القوة القيوم على هذا التوافق المنسجم وتعيين مسؤوليات الإنسان تجاهه فإنهم هم الذين الذين استطاعوا أن يجيبوا على الأسئلة حول الوجود والغاية والحكمة من وجودنا في الأرض وقواعد المسير التي ينبغي أن نلتزم بها في الطريق)
ويظهر المنظور الحضاري في الرد على الملاحدة واللاأدريين والمتشككين في الأديان فيفسر مبحث النبوة ويصحح لهم المزالق الفكرية التي وقعوا فيها بسبب جهلهم فيقول لهم : (التبدل في المسائل التبعية الثانوية في رسالات الأنبياء والرسل ابتداءا من أولهم إلى خاتمهم لم يمس أبدا روح الرسالة الأصل، أما التفريق والاختلاف والصراع والحروب الناشئة منهما بين أتباع الأديان السماوية مردها إلى تفسيرات خاطئة كان يسوقها المبتدئون من أتباع الأديان الذين لم يحافظوا على أصل الرسالة الإلهية وتربوا على الانجراف وراء المصالح والحقد والأهواء والنزوات ولكي نلم الشعث يجب القبول بالإيمان وبالإسلام وفاقا للأصول والأسس التي وضعها الله تعالى ولكن الحاجة ماسة إلى (العمل الصالح) لكي يثمر هذا الإيمان ويبدي قوته...ولذلك ما برح القرآن الكريم يتبع الإيمان بالعمل الصالح ويذكر بظاهر العمل بالأركان مع باطن التصديق بالقلب الذي هو الركن الأساسي ...وبالمقابل في مراحل الشؤم التي ولينا فيها ظهورنا للدين توالت علينا النكبات)-


التجديد الديني- العودة للدين- مواجهة الفكر المادي المتوحش


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع