رؤى اكاديمية


جامعات الشركات والفكرة المتغيرة للجامعة

د/ احمد صلاح الدين ابوالحسن | Dr Ahmed Salah Aldin Abo ALhassan


31/10/2021 القراءات: 2778  



المتابع للتطور الحادث في التعليم العالي وخاصة في الدول التي تعتبر الجامعة اداة اساسية في تنفيذ الحلم القومي، ونظم مقارنة التعليم العالي تمدنا بصورة واضحة حول التغير على مستوى فكرة او مفهوم الجامعة التي تغيرت بشكل كبير بظهور مفهوم شركات الجامعات.
وتُعرّف جامعات الشركات بأنها: مؤسسات تعليمية رسمية مرتبطة بالشركات، تهدف إلى تزويد العاملين بها بالمعارف والمهارات التي يحتاجون إليها لمساعدة الشركة في إنجاز أهدافها. كما تهدف إلى الحفاظ على القوى العاملة وتوسيع خبراتها وتعمل على توفير ما تحتاج إليه الشركات من موارد بشرية وقدرات بحثية تُمكنها من تحقيق استراتيجياتها.
ورغم ان مفهوم جامعات الشركات هو اتجاه قديم نسبيا بظهور نمط جامعات الشركات في بدايات القرن العشرين مع قيام م إنشاء أولى جامعات الشركات منذ أكثر من 60 عامًا كمكان لتعلم الموظفين بالتزامن مع رؤية الشركة وأهداف العمل. بدأته شركة جنرال إلكتريك كروتونفيل في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وافتتحت جامعة ماكدونالدز هامبورجر أبوابها في عام 1961، وظهرت جامعة ديزني وجامعة موتورولا لأول مرة في السبعينيات. أصبحوا أكثر انتشارًا وبروزًا في الثمانينيات والتسعينيات وسرعان ما أصبحوا "أماكن للذهاب" للتعلم في عالم الأعمال. إلا أن النمو والانتشار الحقيقي لجامعات الشركات حول العالم قد حدث في العقد التاسع من القرن العشرين؛ حيث ارتفع عدد جامعات الشركات في عام 2010 إلى حوالي 3700 جامعة منتشرة حول العالم.
وفى الصين أصبح هذا التوجه مشبع بمعنى جديد مدفوعًا بعدة عوامل، من بينها شعور متزايدا لدى رجال الاعمال بأهمية انشاء جامعاتهم الخاصة، وتكوين ارتباط مع قوة التعلم مدى الحياة إذا كانوا يريدون تحسين قدرتهم التنافسية في السوق، والتطور بشكل مستدام والتأثير الإيجابي على المجتمع نحو الأفضل ، وأن مشاركتهم في إدارة الجامعات لا تكون مدفوعة فقط لغرض تجاري أو لغرض الربح ، ولكن أيضًا تهدف إلى توليد المعرفة والابتكار القومي واستقطاب كفاءات مهنية جديدة ، والاستجابة والملاءمة للاحتياجات المتزايدة والمتنوعة لسوق العمل في مداه المنظور والمتوسط ، والتحول الجذري من التوظيف اعتماداً على المؤهل (الشهادات)، إلى التوظيف استناداً إلى المهارة .
وكان التغيير الأكثر بروزًا هو تحول مفهوم "الطلاب" الذين يدرسون في جامعات الشركات المؤسسة حديثًا ، لتستقبل طلابا يصنفون بانهم من كبار رجال الأعمال أو الرؤساء التنفيذيين من الشركات الكبرى ، او من العاملين ذوي الياقات الزرقاء من خلفيات متنوعة.

كمثال للتوضيح عندما تأسست جامعة هوبان في عام 2015 ، استوعبت 50 من قادة الأعمال الناجحين سنويا وكان من بين الطلاب الجدد الأوائل شخصيات معروفة مثل الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الرقائق.ومؤسس منصة Uxin للسيارات المستعملة ، وأحد أكبر بائعي الهواتف الذكية في إفريقيا.
ولكن على الجانب الاخر مازالت جامعات الشركات تواجه أيضًا الكثير من التحديات اخطرها تحدى الاعتماد البرامجي من قبل هيئات الاعتماد الاكاديمي كذلك الاعتراف بها كجزء من التعليم العالي الرسمي .
والمحصلة الختامية ان الجامعات بلا استثناء مدعوة الى مجابهة إعصار عنيف لن تنجو منه الا الجامعات التي ستستفيد من سماح التشريعات الاكاديمية بإنشاء الشركات أو المشاركة في إنشائها.


جامعات الشركات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع