الجامعات وصناعة قادة المستقبل.
حسين سالم مرجين | Hussein Salem Mrgin
04/07/2024 القراءات: 432
الجامعات هي مؤسسات اجتماعية أنشأها المجتمع لخدمته. وهي أيضًا مؤسسات علمية تضطلع بمسؤوليات رئيسة، وهي: التدريس والتعلم ، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع والبيئة. ولضمان جودة أداء الجامعات، نرى أنه من الضروري تحقيق بعض المتطلبات. في هذا السياق، سأكتفي بالتنويه واختصار بعض المتطلبات:
• نشر ثقافة الجودة الحقيقية في الجامعات، بحيث لا تكون مجرد حملات إعلامية.
• تطوير آليات فعالة للتخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي في الجامعات. وذلك بإشراك جميع الأطراف المعنية لوضع رؤية واضحة وأهداف محددة.
• تعزيز البنية التحتية التكنولوجية في الجامعات، وتوفير التجهيزات والمرافق اللازمة لتحسين العملية التعليمية والبحثية.
• تطوير برامج التدريب والتنمية المهنية للهيئة التدريسية والإدارية، لضمان تحسين مهاراتهم وكفاءتهم.
• تطوير نظم الحوكمة والشفافية في إدارة الجامعات، لضمان المساءلة والمحاسبية.
• إنشاء نظام فعال لتقييم الأداء الأكاديمي والإداري في الجامعات، يشمل معايير موضوعية وشفافة للترقية والحوافز والتثمين.
• تطوير نظم المعلومات والبيانات لمساعدة العاملين على اتخاذ القرارات الرشيدة، والابتعاد عن الخواطر الذاتية والعشوائية.
• إيجاد آليات فعالة لتقييم رضا الطلبة والمستفيدين من خدمات الجامعة، وتلبية احتياجاتهم بشكل مستمر.
• تعزيز الشراكات والتعاون بين الجامعات والمؤسسات المجتمعية الأخرى، لربط البحث العلمي باحتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية .
إن تحقيق هذه المتطلبات سيسهم بشكل كبير في تعزيز جودة أداء الجامعات وتحقيق أهدافها التنموية والمجتمعية. إن من يتأمل ويدقق النظر يستطيع بيسر أن يدرك أن مقياس تقدم الأمم اليوم هو مدى جودة مخرجات نظامها التعليمي. فالجامعات، باعتبارها حجر الزاوية في هذا النظام، تقوم بدوراً محورياً في صناعة قادة المستقبل وصناع التغيير المنشود. فالتركيز على نوعية ما يُقدَّم للطلبة من مناهج ومقررات وطرائق تدريس وتعلم، بالإضافة إلى آليات التقييم، له أثر كبير في صناعة محركات العصر الحديث: الموهبة والإبداع والابتكار والمبادرة والتميز. لذلك فلعله من المفيد أن نشير إلى كون هذه المقاربة التعليمية تهدف إلى تحقيق مجتمع المعرفة المبدع والمنتج. وهنا نسارع إلى القول بأنه من الضروري على الجامعات القيام بالآتي:
1. تبني فلسفة تعليمية تركز على تنمية الجوانب المعرفية والمهارية والقيمية للطلبة.
2. الاهتمام بجودة المناهج والمقررات الدراسية وطرائق التدريس والتعلم.
3. تطوير نظم التقييم والتقويم والامتحانات لقياس مختلف جوانب تعلم الطلبة.
إن هذه المقاربة التعليمية ستسهم في إعداد أجيال قادرة على المنافسة والريادة في ظل اقتصاد المعرفة والتغيرات المتسارعة في عالم اليوم. ولتحقيق هذه المقاربة، هناك معادلة كبرى تتمثل في عدة أركان هي :
أولاً، وجود إرادة قوية من قبل القيادات الجامعية. ومعني هذا ببساطة ضرورة التزام قيادي حقيقي بتبني هذا التوجه الشامل في التعليم الجامعي. وهذا هو التحدي الكبير.
ثانياً، التخطيط الجيد والمدروس الذي يراعي الاحتياجات الحالية والمستقبلية. فالتخطيط السليم هو أساس التنفيذ الناجح.
ثالثاً، التنفيذ الفعال الذي يعتمد على التقييم والتقويم المستمر. فلا بد من آليات متطورة للرصد والتقييم لضمان التحسين المستمر.
هذه المقاربة المترابطة ستمكّن الانتقال من ثقافة الاستيعاب والاستهلاك إلى ثقافة إنتاج المعرفة وصناعة الذكاء. كما ستعزز من مكانة الجامعات في تحقيق الإبداع والابتكار، وصناعة قادة المستقبل المبدع والمنتج للمعرفة في عصر التغيير السريع.
الجامعات - الابتكار - ريادة الاعمال
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة