مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


( ألا ذلك هو الخسران المبين ﴾(1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


18/12/2022 القراءات: 579  


فاحذر أن تتهاون بنفسك كما تهاون القوم بنفوسهم فهلكوا وهم لا يشعرون فإن كان النازل الغريب علي استعداد لتعقل النصائح وذا قابيلة تقبل

الإرشاد وقف علي أفواه الطريق وفتح عينيه واستعمل فكره وتبصر في أمره وتدبر عواقب ما عليه وأخذ لنفسه بأحوط الأحوال وأقربها إلي السلامة وجعل عينه متجهة للنظر إلي منازل الراحلين التي لا أنيس بها ولا جليس .

وتأمل سرعة الرحيل وقصر أوقات الإقامة وتجنب الألعاب والملاهي وسلك سبيل المهتدين وإن كان ضيق الحضيرة قاصر النظر ضعيف الهمة ضائع العقل سيئ التصور فاقد الفكر خبيث الاستعداد لئيم الطبع لا يجد بدا من منازعة اللاعبين ومسابقة اللاهين وتغافل عن عاقبة أمره وسوء مصيره وتباعد عن صياح الناصحين وأصغى إلى مداهنة الغاوين أصبح من النادمين .
وما ضربنا لك هذا المثل إلا لتعلم أنك أنت الغريب الذي نزلت يوم ولدتك أمك بقومك وأنت ضعيف القوي لا تعلم شيئا كما قال تعالي " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) ففرح بك قومك وأكرموك إلي أن قويت الآت أعمالك وصرت تحسن الرحيل وحدك .
ونريد بالرحيل هنا سلوك إحدى الطريقين إما طريق الكمالات وإما طريق النقائص لأنهما مسارب المكلفين الذين لابد لهم من السير فيها للوصول إلي أحد الغايتين فإنه ما من طريق إلا ولها غاية ينتهي إليها مسير سالكها .
وما نريد بالرجل العاقل المرشد إلا صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام أو النائب عنه في تبليغها وما نريد بمن يناديك من الأمام إلا السلف

الصالح الذين سبقونا بالإيمان وبينوا لنا طريق النجاة أو الأتقياء المقتفون لآثارهم الذين ثبتت استقامتهم .
وما نريد بالذين ينادوك من خلفك إلا الذين لا قدم لهم في طريق النبوة فلم يسلكوا سبيل المهتدين بل اعتمدوا في إرشادهم علي مقال لا حال معه ولا عمل وهذا لا تصلح متابعته لأنهم أجهل الناس بطريق الاستقامة .

وما أهل الاستقامة إلا الذين راقبوا قلوبهم وأمسكوا ألسنتهم وطهروا أقلامهم فلا عزم لهم إلا علي أعمال البر والمواساة ولا يقولون إلا الحق المنجي ولا يكتبون إلا ما لو سئلوا عنه يوم القيامة لأحسنوا الإجابة والذين يذكرون الله كثيرا وإذا ذكر الله وجلت قلوبهم والبكاؤون من خشية الله المقتفون لآثاره  .


وما نريد بمراحل حياتك إلا الأطوار التي تتقلب بك فيها الشمس كلما غربت أو أشرقت وتنتقل بك إليها الليالي وأنت لا تشعر فما أسرع مرور الشمس بك إلي نهاية أجلك وما أغفلك عن عملها فيك .
وما نريد بأوحال حياتك إلا متابعة شهواتك عند بلوغ الحلم فإن لطور الشبوبية أوحال مهلكه وهي الشهوات البهيمية التي تضطر الشباب الذي غلبت شهوته عقله إلي مغازلة الغانيات ومعانقة الملاهي وتعاطي المحرمات فيصير قي أوحال تناسبه .
وما من أحد تستطيع تلك الأوحال إلا الذي وفقه الله فتباعد عن ظلمات الزيغ وتنور بنور العلم الديني الذي علمه العليم الخبير لرسوله  وأمره بتعليمه للناس لأنه جل شأنه هو الحكيم العليم الذي علم الداء ودبر

الدواء قال تعالى ﴿ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ﴾ انتهي بتصرف يسير .


اللهم ثبت وقوي محبتك في قلوبنا وألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لطاعتك وامتثال أمرك اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان واجعلنا هداة مهتدين وتوفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمبن وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


سماع الأغاني والرقص والمطربين والسب واللعن والقذف والاستهزاء بالدين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع