مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (20)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


07/03/2023 القراءات: 774  


وسياقُ ابن رجب: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا، لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله، وإن القرآن نزل على سبعة أحرف، لكل آية ظهر وبطن، ولكلِّ حدّ ومطلع. وقال: غريب جدًا.
ولعل آخر الحديث مدْرَج من قول ابن مسعود رضي الله عنه، فإنه قد رُويَ من قوله من وجه آخر، أخرجه أبو نُعيم بإسناد غريب.
وذكرُ الظهر والبطن رُوي من أوجه كثيرة منها: عند ابن حميد ونحوه في كتاب "الأدب" عن عبدالرحمن بن عوف القرشي -وليس أحد العشرة، بل غيره-.
قال أبو حاتم الرازي وغيرُه: ورواه أبو عُبيد في "الفضائل" و"الغريب" عن الحسن رحمه الله، ولفظُه: ما أنزل اللهُ آية، إلا لها ظهرٌ وبطنٌ، ولكل حرفٍ حدٌّ، ولكل حدٍّ مطلعٌ.
وقال الحسن: الظهر هو الظاهر، والبطن هو السر، مِن قول الجاهلية: ضربتُ أمري ظَهْرًا لِبَطْنٍ.
والحد: هو الحرفُ الذي فيه علمُ الخير والشر، والمطلع: الأمر والنهي.
وفي رواية أنه قيل: إنها المطلع. قال: يطلعُ قومٌ يعملون به.
وقال أبو عُبيد في "الغريب": أحسبُه - يعني: الحسنَ - ذهبَ إلى قول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ما مِنْ حرفٍ -أو قال: آيةٍ- إلا قد عمل بها قومٌ، أو لها قومٌ سيعملون بها. فإنْ كان هذا إلى هذا، فهو وجهٌ وإلا، فإنَّ المطلع في كلام العرب، هو المأتى الذي يُؤتي منه، حتى يُعلم علم القرآن من ذلك المأتي.
والمصعد: يُصعد إليه في معرفة علمه.
وقال في كتاب "الغريب" أيضًا في تفسير "هول المطلع": قال الأصمعيُّ: المطلع: موضعُ الاطلاع من إشرافٍ إلى نجد.
قال أبو عُبيد: فشبَّه ما أشرفَ عليه مِنْ أمر الآخرة بذلك.
وقد يكون المطلع: المصعد مِن أسفل إلى المكان المُشرف، وهذا من الأضداد.
وقال أبو عمرو: مطلع: مأتى، يُؤتى منه وهو شبيهٌ المعنى بالقول الأول. يُقال: مطلع هذا الجبل مِن مكان كذا أي مصعده ومأتاه.
والظهر والبطن: قال الحسنُ: العرب تقول: قلبتُ أمري ظَهْرًا لِبَطْن.
وقال غيرُه: الظهر: لفظُ القرآن، والبطن: تأويلُه.
وفيه قولٌ ثالثٌ - وهو عندي أشبه الأقاويل بالصواب - وذلك: أن الله تعالى قد قصَّ أنباء القرون الظالمة، فأخبرَ بذنوبهم، وما عاقبَهم به، فهذا هو الظهرُ. إنما هو حديثٌ حدَّثك به عن قومٍ، فهو في الظاهر خبرٌ.
وأمّا الباطن منه: فإنه صيَّر ذلك الخبر عظةً لك، وتحذيرًا وتنبيهًا أنْ تفعل فعلَهم، فيحل بك ما حلَّ بهم مِن عقوبة. انتهى.
فصار الذي تحصَّل مِن هذا أن الظهر: ما كان فهمُه ظاهرًا من الكلام.
والبطن: ما اختصَّ بفهمه الفَطِنُ من المعاني التي لا يُوصل إليها إلا بالتأمُّل.
والحد: غاية ما يُنتهى إليه من الظاهر والباطن، فإنَّ الحد: طرف الشيء.
والمطلع: الطريقُ الموصلُ إلى ذلك الحد.
فالمرادُ منه: أن الله سبحانه لم يخاطبنا بشيء إلا وفهمُه ممكنٌ، إما للكافّة، أو للخاصّة، أو لخاصّة الخاصّة الذين يطلعهم اللهُ تعالى على ذلك الطريق المُوصل إلى الحدِّ. والله أعلم».
***
السؤال (244):
شيخنا الفاضل:
وجدتُّ صورة لمخطوط بعنوان (مناسك الحج، صغير على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان) منسوب للإمام عز الدين بن بدر الدين بن جماعة الشافعي (ت: 767)، وأنا أعمل بتحقيقه، وهو بخط أحمد بن إبراهيم السلموني، والنسخة مؤرخة في السابع عشر من ذي القعدة عام تسعين وثماني مئة للهجرة، فهي مكتوبة بعد وفاته بأكثر من مئة وخمسين سنة، وهي في أربع عشرة لوحة من القطع الصغير.
وقد تأكدت أنَّ مؤلفه ليس حنفيًّا لأنه يذكر عبارات توحي بذلك، كما أنه اعترض على بعض المسائل في الكتاب مما يثبت أنه ليس من الحنفية..
وعند الرجوع إلى المصادر وجدتُّ أن للإمام عز الدين كتابَين في مناسك الحج، الأول المناسك الكبرى، والثاني المناسك الصغرى، دون تحديد نوعها وعلى أي مذهب كتبها.
فهل نستطيع أن نجزم أن المناسك الصغرى هو هذا المخطوط أم لا؟
جزاكم الله خيرًا
الجواب:
يظهر أن النسخة هي المناسك الصغرى، وقد نُسبتْ في الغلاف إلى ابن جماعة بنص: "تأليف الشيخ الإمام قاضي القضاة عز الدين ابن جماعة الكناني الشافعي..."، ومن المهم أن تنظر في مناسكه الكبرى، وتقابل بين الكتابين، فهذا يزيدك قناعة. ومن المهم كذلك ألا يكون في النص ما يمنع من نسبته إلى عز الدين.
***
السؤال (245):
هل يجوز للرجل أن يفوض الطلاق إلى امرأته؟
الجواب:
نعم، على أن لا يكون معلقًا، وأن لا ينقض، وقد ذهب جمهورُ الفقهاء إلى أن التفويض يبطل بالجماع.
***
السؤال (246):
هل ثبت لديكم ومن خلال متابعاتكم الدقيقة أن كتاب تاريخ الخلفاء هو للإمام السيوطي؟
الجواب:
كتاب "تاريخ الخلفاء" ثابت النسبة إلى السيوطي بلا شك.
***
السؤال (247):
زوج وزوجته دخل الشيطانُ بينهما حال طبخ الزوجة طعامًا فقال لها: عليَّ الحرام ما تطبخين هذه الطبخة. وهي سمعتها: عليَّ الحلال. ثم خرج الزوج وأتمت الزوجة إعداد الطعام فعندما رجع قال لها: حلفتُ على الحرام لا تطبخين فقالتْ: ما سمعتُك هكذا. ماذا وقع الآن بينهما وشكرًا؟
الجواب:
هذا يرجع إلى قصده، فماذا نوى: طلاقًا أو يمينًا؟ وأفضّلُ أن يراجع جهة الإفتاء في بلده ليسألوه ويتحققوا من لفظه ونيته.
وقال بعضُ المفتين: "في المسألة أقوالٌ منها: يُسأل الرجل ماذا كان يقصد، وان لم يكن له قصد فيحمل على اليمين ويخرج بكفارة اليمين، وأختار هذا القول من بين سائر الأقوال في المذهب الحنفي، وعند الآخرين ربما لم يحنث لأنها لم تسمع أو سمعتْ شيئا آخر. هذا، والله أعلم بالصواب".
***
السؤال (248):
شيخي الكريم: أين أجد هذا القول في كتب ابن الجوزي رحمه الله: قَربتْ سفينةُ العُمُر من ساحِل القبر، وما لك في المركب من بِضاعة؟
الجواب:
هذا في «صيد الخاطر» (ص: 210):
«‌قربتْ ‌سفينة ‌العمر ‌من ‌ساحل ‌القبر، وما لك في المركب بضاعةٌ تربح.
تلاعبتْ في بحر العمر ريحُ الضعف، ففرقتْ تلفيق القوى، وكأنْ قد فصلت المَركب».
***


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع