مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (96)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


14/07/2024 القراءات: 350  


السؤال (971):
طبعاتُ كتاب "المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى" للإمام الدِّيرِيني:
١ـ طبعة مكتبة القدس، تحقيق: مصطفى محمد، تاريخ النشر: 1419هـ /1998م.
٢- طبعة مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع، تحقيق: محمد عثمان الخشت،1421هـ2001م.
٣-طبعة دار الكتب العلمية سنة 1424هـ/2001م، بتحقيق: أحمد قباني.
٤-طبعة دار المشاريع، تحقيق: قسم الأبحاث والدراسات الإسلامية، 1422هـ/2002م
٥-وطبعة أخرى في دار الحقيقة التي أخبرك بها العتيج.
أي الطبعات أفضل؟
الجواب:
رأيتُ جزءًا من الطبعة المذكورة برقم (5)، ولم أر باقي الطبعات.
والذي عندي طبعتان مصريتان قبل أكثر من مئة سنة.
وأما محمد عثمان الخشت فعمله في كتاب "المقصد الأسنى" للغزالي.
***
السؤال (972):
نشر في وسائل التواصل ما يأتي:
"نسخة نادرة جدًّا عتيقة ونفيسة من كتاب "كنز المذكرين، وفي المصادر: [كنز المذكر]" للعلامة المتفنن أبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد القرشي البغدادي الحنبلي، المعروف بابن الجوزي (ت: 597)، تامة متقنة، [تبين لي من خلال تصفح سريع وقوع سقط في وسطها]، كتبتْ قريبًا من زمن المصنف سنة 612، وهي محفوظة بمكتبة جامعة إستنبول في تركيا ...
مادة الكتاب غزيرة جدًّا من حيث الفوائد واللطائف القرآنية، ولم أره مطبوعًا ...".
شيخنا: هل ذكرتموه في محاضرة (الكتب المنحولة لابن الجوزي) أم لا؟
الجواب:
لا لم أذكره، لم أكن وقفتُ عليه، وقد ذكرتُه في الحلقة (197) مِن سلسلة (رؤوس أقلام)، فانظرْ ما قلتُه هناك.
***
السؤال (973):
ما القولُ في ذكر لفظ السيادة في الصلوات الإبراهيمية في الصلاة؟
الجواب:
قال السخاوي في «‌"الفصل السابع عشر: في زيادة قول المصلي سيدنا" في كتابه «القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع» (ص: 225-257):
"ذكر المجدُ اللغويُّ [الفيروزابادي] ما حاصلُهُ أنَّ كثيرًا من الناس يقولون: اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وأنَّ في ذلك بحثًا:
أمّا في الصلاة فالظاهر أنه لا يُقال اتباعًا للفظ المأثور، ووقوفًا عند الخبر الصحيح.
وأمّا في غير الصلاة فقد أنكرَ صلى الله عليه وسلم على مَنْ خاطبه بذلك كما في الحديث المشهور، وإنكارُهُ يحتمل أن يكون تواضعًا منه صلى الله عليه وسلم، وكراهية منه أن يُحمد ويُمدح مشافهة، أو لأن ذلك كان مِن تحية الجاهلية، أو لمبالغتهم في المدح حيث قالوا: أنت سيدُنا، وأنت والدُنا، وأنت أفضلُنا علينا فضلًا، وأنت أطولُنا علينا طَولًا، وأنت الجفنةُ الغرّاءُ، وأنت، وأنت، فردَّ عليهم وقال: "قولوا بقولكم ولا تستهوينكم الشياطين".
وقد صحَّ قولُه صلى الله عليه وسلم: "أنا سيدُ ولد آدم".
وقولُه للحسن: "إنَّ ابني هذا سيد".
وقولُه لسعد: "قوموا إلى سيِّدكم".
ووردَ قولُ سهل بن حُنيف للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا سيدي" في حديثٍ عند النَّسائي في "عمل اليوم والليلة".
وقولُ ابن مسعود -كما تقدَّم-: "اللهم صلِّ على محمد سيد المرسلين".
وفي كلِّ هذا دلالةٌ واضحةٌ وبراهينُ لائحةٌ على جواز ذلك، والمانعُ يحتاج إلى إقامة دليل سوى ما تقدَّم، لأنه لا يَنهض دليلًا مع حكاية الاحتمالات المتقدمة.
وقد قال الإسنوي رحمه الله في "المُهمات": في حفظي قديمًا أنَّ الشيخ عز الدين بن عبدالسلام بناه -أعني الإتيانَ بسيدنا قبل "محمد" في التشهد- على أنَّ الأفضل: هل هو سلوكُ الأدب أم امتثالُ الأمر؟ فعلى الأول يُستحب دون الثاني لقوله صلى الله عليه وسلم: "قولوا اللهم صلِّ على محمد".
قلتُ:
وتوقف ابنُ مُفْلِح من الحنابلة في زيادتها في الصلاة محتجًّا بأنَّ إمامه والأصحاب على ذِكر صلاةٍ مخصوصةٍ، بحيث إنهم تكلموا في زيادة «إبراهيم» وغيره، مما يدلُّ منهم على الاقتصار على المنصوص.
قال: وإذا كان الأولى الاقتصار على التسبيح، وحذف «وبحمده» على المشهور مع ورود الحديث بها، لكنْ تركَه الإمام لضعفه، وحذف «وبركاته" في السلام، مع ورود حديث مشهور ضعيف بها، فما ظنُّك بهذا ؟! فهذا أمر واضح.
قال: وقد وقعتْ هذه المسألة في زمن التقي ابن تيمية وأفتى فيها فتاوى متعددة بما هو ظاهرُ المنقول عن الأئمة، وأطال الكلام، مع قوله : إن كل مسلم لا يتوقف في أنه صلى الله عليه وسلم سيدنا في الدنيا والآخرة .
وأفتى النجم القحفازي الحنفي - بل وفيما أظنُّ بعضُ الشافعية - بخلافه قصدًا لمخالفته، وتكلموا بما لا يليق.
قال: ولم أجد هذه اللفظة في شيء من الكتب المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم ورد عن ابن مسعود مرفوعًا - وموقوفًا، وهو أصح -: "أحسنوا الصلاة على نبيكم" وذكر الكيفية، وقال فيها: "على سيد المرسلين"، لكن ليس هذا في الصلاة .
قال: وهذا كافٍ في المسألة، مع أني لم أكتبها في غير هذا المكان، لأنَّ من المسائل ما لا ينبغي السؤال ولا الجواب عنه. انتهى.
وقرأتُ بخطِّ بعض محقِّقي مَنْ أخذتُ عنه من الشافعية ما نصُّه: الأدبُ مع مَنْ ذُكر مطلوب شرعًا بذكر السيد، ففي حديث الصحيحين: "قوموا إلى سيِّدكم" أي سعد بن معاذ، وسيادتُه بالعلم والدين. وقولُ المصلين: اللهم صلِّ على سيدنا محمد: فيه الإتيانُ بما أُمرنا به وزيادةُ الإخبار بالواقع الذي هو أدبٌ، فهو أفضلُ مِن تركه، فيما يظهر من الحديث السابق، وإنْ تردَّدَ في أفضليته الشيخ الاسنوي، وذكر أنَّ في حفظه قديمًا أنَّ الشيخ ابن عبدالسلام بناهُ على أنَّ الأفضل سلوك الأدب أو امتثال الأمر، والله المعين.
وقال الأذرعي في «التوسط»: الأشبهُ الاتباعُ، ولا يُعرف إسنادُ ذلك إلى أحدٍ من السلف، وسمعتُ من الأفواه أنه وقع نزاعٌ قديمٌ بين فقيهين أو شيخين من أصحابنا بجامع دمشق، وطال النزاعُ بينهما، واجتمع العامّةُ عليهما، فقال أحدُهما: يا مسلمين هذا يقول: إنَّ محمدًا ليس بسيدٍ! فقال الآخرُ: يا مسلمين هذا يقول: إنَّ ما قاله أفضلُ مما قاله رسولُ الله. انتهى ما قاله الأذرعي".
وفي هذا بيانٌ واضحٌ إن شاء الله، والاتباعُ أولى، وهو أسلم وأحكم، وإذا فُتح الباب أوشك أن يدخل منه أهل الجهل بما لا ينضبط.


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع