مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


الغزوات بين أحد والأحزاب

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


09/03/2023 القراءات: 459  


الغزوات بين أحد والأحزاب

وبهذا النصر الذي أحرزه المسلمون ـ في غزوة بني النضير ـ دون قتال وتضحية توطد سلطانهم في المدينة، وتخاذل المنافقون عن الجهر بكيدهم، وأمكن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يتفرغ لقمع الأعراب الذين آذوا المسلمين بعد أحد، و قتلوا الدعاة ، وبلغت بهم الجرأة إلى أن أرادوا القيام بغزو المدينة‏.‏

🔻 غزوة نجد

في شهر جمادى الأول سنة أربع من الهجرة علي الأرجح غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان لان الرسول صلى الله عليه وسلم بلغه انهم جمعوا الجموع له ، فخرج إليهم فهربوا إلى الجبال


🔻 غزوة بدر الثانية‌‏

ولما تخلص المسلمون من خطر الأعراب ، أخذوا يتجهزون لملاقاة عدوهم الأكبر، فقد مر العام وحضر الموعد المحدد مع قريش في غزوة أحد ، ففي شعبان سنة 4هـ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده في ألف وخمسمائة من المهاجرين والأنصار ، وكانت الخيل عشرة أفراس، وحمل لواءه على بن أبي طالب رضي الله عنه ، واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، ووصل إلى بدر، فأقام بها ينتظر المشركين‏.‏

وأما أبو سفيان فخرج في ألفين من مشركي مكة، ومعهم خمسون فرساً، حتى انتهي إلى مَرِّ الظَّهْرَان (على بعد مسافة من مكة) فنزل بها، لقد خرج أبو سفيان من مكة متثاقلاً يفكر في عقبي القتال مع المسلمين، وقد أخذه الرعب ، فلما نزل بمر الظهران خار عزمه، فاحتال للرجوع، وقال لأصحابه‏:‏( يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإني راجع فارجعوا‏.‏) فرجع الناس ولم يبدوا أي معارضة لهذا الرأي، ولا أي إصرار وإلحاح على مواصلة السير للقاء المسلمين‏.‏

وأما المسلمون فأقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة فربحوا ، ثم رجعوا إلى المدينة وقد انتقل زمام المفاجأة إلى أيديهم، وتوطدت هيبتهم في النفوس، وسادوا على الموقف‏ ، وتعرف هذه الغزوة ببدر الموعد، وبدر الثانية، وبدر الآخرة، وبدر الصغرى‏.‏


🔻غزوة دُوَمة الجندل‏

عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، وقد ساد المنطقة الأمن والسلام، واطمأنت دولته، فتفرغ للتوجه إلى أقصي حدود العرب حتى تصير السيطرة للمسلمين على الموقف، ويعترف بذلك الموالون والمعادون‏.‏

مكث عليه الصلاة والسلام بعد بدر الصغري في المدينة ستة أشهر، ثم جاءت إليه الأخبار بأن القبائل حول دومة الجندل ـ قريباً من الشام ـ تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بها وأنها قد حشدت جمعاً كبيرا تريد أن تهاجم المدينة، فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة سِبَاع ابن عُرْفُطَة الغفاري، وخرج في ألف من المسلمين في أخر ربيع الأول سنة 5هـ

خرج يسير الليل ويكمن النهار حتى يفاجئهم ، فجاء الخبر أهل دومة الجندل فتفرقوا وفروا في كل وجه، فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحداً

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً، وبعث السرايا ، ثم رجع إلى المدينة، ووادع في تلك الغزوة عيينة بن حصن‏ ، وكانت هذه الغزوة خطوة مهمة في انتشار الإسلام إلى قرب الشام ، فقد أحست القبائل الساكنة بين المدينة وأطراف الشام بقوة الإسلام وعزته

وبهذه الإجراءات الحاسمة، نجح النبي صلى الله عليه وسلم في بسط الأمن في المنطقة، والسيطرة على الموقف، وتحويل مجري الأيام لصالح المسلمين، وتخفيف المتاعب الداخلية والخارجية التي كانت قد توالت عليهم وأحاطت بهم من كل جانب، فقد سكت المنافقون واستكانوا، وتم إجلاء قبيلة من اليهود، وبقيت الأخري تظاهر بإيفاء حق الجوار، وبإيفاء العهود والمواثيق، واستكانت البدو والأعراب، وحادت قريش عن مهاجمة المسلمين، ووجد المسلمون فرصة لنشر الإسلام وتبليغ رسالات رب العالمين‏.


الغزوات بين أحد والأحزاب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع