مدونة مريم فيلالي


علم الكلام، ما هو؟ وما الفائدة منه؟

مريم فيلالي | meriem filali


01/08/2022 القراءات: 2012  


تعريف علم الكلام : ((هو العلم الباحث في أثبات وجود خالق الكون ، وصفاته وأفعاله))ِ

موضوعات علم الكلام هي:
1-وجود صانع للكون
2-ما يتصف به ذلك الصانع من صفات كماليه في ذاته ,وما يتنزه عنها كالشريك والجسمية .وما يتصف فيه من صفات فعل كالكلام والعدل .
3-تجليات أفعاله في عوالم الخلقية الدنيوية والأخروية مما يرجع الى التكليف ونتائجه,وهي تندرج تحت ثلاث عناوين:
1-النبوة.
2-الأمامة.
3-المعاد.


**تعريف آخر:(علم الكلام هو علم يقتدر معه على أثبات العقائد الدينية على الغير,بأيراد الحجج ودفع الشبة).
والمراد من الاقتدار:القدرة التامة , ولذا عبر به دون القدرة. والمقصود من القدرة التامة هو حصول ملكة أيراد الأدلة على العقيدة , ودفع الشبهات المستحدثة الوارد عليها.
والمراد بالدينية :المنسوبة إلى دين النبي محمد (صلى الله عليه واله). سواء أكانت صوابا أم خطأ. فيدخل فيه( ما تكلم به علم أهل البدع , الذي يقتدرون معه على إثبات عقائدهم الباطلة ,فأنه ايضا من علم الكلام.
* لذا يلزم توضيح الفرق بين الدين الأصيل والفكر الإسلامي او التفكير الديني
والمراد من الحجج ؛ الأدلة والبراهين ,اما العقلية , أو النقلية , فيأتي بها المتكلم ليثبت ما يدعيه, من العقائد , ثم ينبري لذب الشبه والإشكالات التي قد ترد عليها.

**ان لعلم الكلام غايتين :
* الأولى – غاية تنويرية : والمراد منها تطوير الفهم الإيماني للفرد المسلم والرقي به في إدراك مضمون عقيدته بتعميق اطلاعه على حدود المفاهيم ألاعتقاديه التي وردت في الكتاب والسنة نحو ما يرجع الى :
(الخالق) (صفات الخالق) (العدل الإلهي) (القضاء ولقدر) (البداء) (عصمة الأنبياء) (إمامة ألائمه) (الثواب والعقاب).
وأمثال ذلك لتتسع آفاق معرفة المسلم ويزداد يقينه بصحة ما يحمله له الإسلام من مبادئ .
* الثانية – غاية دفاعيه :وهي الغرض الأصلي الذي دفع الى تأسيس هذا العلم وتدوينه وكان الوازع الرئيسي لتوسيع مطالبه من مسائل معدودة الى دائرة وسيعه من المسائل مازالت تتسع حتى أيامنا هذه لتجابه كافة التيارات الفكرية المستجدة.
* اشارة مهمة الى علم الكلام الجديد وفرقه عن فلسفة الدين
* لدراسة علم الكلام فوائد خمس :
الفائده الاولى: بالنظر الى الطالب في قوته النظرية ، ومعرفته الفكرية ، وهي: الرقي به الى ذروة اليقين ،وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (سورة المجادلة ، الاية 11) فانه افرد العلماء وخصهم بالذكر مع اندراجهم في المؤمنين رفعا لمنزلتهم او يقال : ان التقدير ( يرفع الله الذين آمنوا منكم درجه ويرفع الذين أوتوا العلم درجات) .
الفائدة الثانية : بالنظر الى تكميل الغير ، وهي : إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجه وهداية الضالين بإزالة الشبهه وإلزام المعاندين بإقامة الحجة .
فان الناس بين مسترشد متطلب للحقيقة متعطش اليها , فيرشده المتكلم وعالم العقائد الى معين الحق وطريقه الواضحة بالأدلة والبراهين التي تزرع اليقين والطمأنينة في نفسه .
وضال لشبهات استغرقت عقله فيهديه المتكلم الى جادة الصواب ويزيل شبهاته ببيان وَهنها وبُطلانها.
وضال معاند للحق، مع معرفته بأحقيته فهذا تقام عليه الحجج الدامغة لتكون قاطعه لمادة ضلاله، ومبطلةً لادعاءاته ومبادئه أمام الناس والأجيال الآتيه وبهذا يتحقق تكميل الغير في هذا القسم .
الفائدة الثالثة : بالنظر الى الدفاع عن الاسلام ، وهي : حفظ قواعد الدين عن ان تُزلزلها الشبهات .
والشبهات تجد لنفسها متنفسا في كل عصر ومصر، وتهدد كيان الدين الإسلامي الحنيف.
فمن تلك الشبهات:
ان الإنسان لا يمكنه ان يدرك اكثر مما يراه ويلمسه ويعايشه بحواسه واما ما هو واقع خلف إطار الحس وغير مشهود له. فهو بعيد عن إطار المعرفة وينبغي ان يشطب عليه.
وان الإنسان لا يمكنه ان يدرك اي معرفه عمليه مما ينبغي فعله او تركه عن طريق عقله باستقلاله وانما السبيل لأدراك ذلك هو مايرد من الشرع لا غير.
وان الإنسان مجبور في كل أفعاله وحركاته لا اختيار له في شيء منها .
وان الوحي نوع من النبوغ العقلي والتفوق الذهني في الانسان وليس ثمره اتصال الموحى اليه بالله تعالى .
وغير ذلك الكثير من الشبهات التي لولا الجهود المخلصة المستمرة لعلماء الكلام في ذبها وابطالها لانحرفت أصول الإسلام عن إطارها الذي جاءت به الرسالة ألخاتمه .
الفائدة الرابعه: وهي انه تبنى عليه العلوم الشرعية فانه أساسها واليه يؤول أخذها واقتباسها .
بيان هذه الفائدة:
انه ما لم يثبت وجود خالق للكون عالم قادر وحكيم وانه كلف الناس بتكاليف بينها لهم بواسطة الكتب السماوية وتعاليم الرسل لم يتصور علم التفسير ولا علم فقه ولا أصوله ولا سائر العلوم الاسلاميه فانها كلها متوقفه على علم الكلام .
الفائدة الخامسة: بالنظر الى الطالب ، لكن في قوته العملية وهي تصحيح النيه في العبادات اذ بها يرجى قبول الإعمال .
بيان ذلك :ان العبادات تتوقف في صحتها على قصد التقرب بها الى المعبود ولا يمكن التقرب الى شيء لا نعرفه فالعبادة فرع معرفة المعبود بجماله وجلاله وأسمائه وصفاته وأفعاله.
بتوضيح أوفر :
ان التقرب المعنوي الى الخالق لا ينقدح في النفس الا بعد معرفته بما يتصف به من كمالات ( ولو بشكل عام ) ولا يكفي مجرد معرفة انه موجود ، لان التقرب ليس لقلقة لسان _لان التقرب حالة فناء ذاتي في محضر المتقرب اليه .


علم الكلام- تعريفه- الغاية منه- الفائدة منه


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع