اللغة العربية لغة وحي وحضارة

رتيبة محمدة بولوداني | ratiba mhamda boulouudani

12/12/2022 القراءات: 1153  

---

إن اللغة العربية لغة وحي وحضارة ، بما تحمله للإنسانية من تراث ثقافي كبير ، باعتبارها أداة تفاهم وتعبير، ووسيلة فهم وإفهام ،فهي جديرة بأن تدرس انطلاقا من الصفات التي تتميز بها ، في المفردات والتراكيب وكذا القدرة على التعبير على المعاني، إذ تخترق مستويات الفهم والإدراك ، وتستطيع أن تنفذ بشكل مباشر إلى المشاعر ، تاركة أعمق الأثر فيها ، ولأنها تشكل العامل الأساسي في تكوين الأمة، وربط نفوس الأفراد كونها : مرآة الشعب ومستودع تراثه ، وديوان أدبه وسجل مطامحه ،وأحلامه وأفكاره وعواطفه، وهي رمز كيانه الروحي، وعنوان وحدته وتقدمه ،وخزانة عاداته وتقاليده
لذلك يتشبث كل مجتمع بلغته، وتبقى عالقة في وعيه الجمعي، وتصبح هي لسان وجوده وعامل بقائه، وسبيل دوامه، ومظهر تميزه، واختلافه عن الآخر، ومن خلال توظيف المجتمع للغته نتبين شخصيته وحضارته، بعبارة أخرى، بها تتجلى وتتضح ذاته، التي تنعكس على طبيعة تفكير الفرد ،وهذا ما يجعل الفرد يندمج في المجتمع باللغة التي تلعب دور القلب النابض، محركا وموحدا، فيها وحدها يتلقى تراث أمته الفكري والأخلاقي والديني والاجتماعي والسياسي ونتيجة لكل ذلك يصبح للغة الدور الأبرز في الدفاع عن الذات، وعن الوجود، من خلال محاولة تجسيد الهوية، وإبراز ملامحها أمام الآخر، ولذلك كانت هذه بلا منازع أبرز السمات الثقافية، وما من حضارة إنسانية إلا وصاحبتها نهضة لغوية، وما من صراع بشري إلا ويبطن في جوفه صراعا لغويا، حتى قيل إنه :"يمكن صياغة تاريخ البشرية على أساس صراعاتها اللغوية "، ويشكل التنوع اللغوي حيزا دلاليا مختلفا في لغة الخطاب ،إذ تتداخل عوامل عدة في تأسيس ملامحه ، ، ثم إن حركة التطور السريعة في حياتنا العلمية تقتضي حركة دائبة من مطابقات لغوية لكل جديد تنتجه ،من خلال معالجة هذه الظاهرة ، وما يسببها ،أو ما يترتب عنها تعليما، وممارسة
فجدير بنا أن نحتفي باللغة العربية ونحتفل بانجازاتها وأن نكون حراس الحق والعلم ، وسدناتها التي تقدمها للآخر في أجمل وأجل صورة ، وجدير أن نجعل العلوم الحديثة كاللسانيات الحاسوبية والذكاءالاصطناعي وغيرها في خدمتها وخدمة المعرفة الإنسانية بشكل عام

اللغة العربية ، وحي ، وحضارة، هوية ،انجاز ، علوم لغوية

---

مواضيع لنفس المؤلف

---

مواضيع ذات صلة