مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (17)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


28/02/2023 القراءات: 678  


السؤال (227):
شيخنا الكريم:
ذكرتم في تحقيقكم لكتاب "العُجاب في بيان الأسباب" ص (15) مـِـن مؤلفات ابن حجر: (الإتقان في فضائل القرآن)، وأحلتم إلى مصادر في ضمنها "نظم العقيان" للسيوطي ص (47) طبعة المكتبة العلمية بيروت، وقد رجعتُ إليه فلم أجده؟
الجواب:
يبدو أنه حصل تقديمٌ في هذه الإحالة.
وحقُّها أن تكون على الكتاب الذي ذُكر بعده وهو: "الإحكام لبيان ما في القرآن من الإبهام".
***
السؤال (228):
لي إخوة ثلاثة في بلد غربي اشتركوا في شراء عقار بنسبة (60%) لأخي الكبير و(40%) لأخي الأوسط والصغير معًا، وسجلوا العقارَ باسم أخي الأوسط.
أخي الأوسط توفاه الله في عام (2016) وله ورثة قُصّر، وفي قانون ذلك البلد ورثه أولادُه فقط وسُجل العقار باسمهم.
في عام (2017) توافق أخي الكبير وأخي الصغير على أن يشتري الصغيرُ من الكبير جزءًا من نسبته في العقار، مع العلم أن العقار مسجل لدى المحاكم هناك باسم الأيتام.
السؤال الأول: من ناحية شرعية هل البيع بين الأخ الكبير والصغير صحيح؟
والسؤال الثاني: النسبة التي بيعت بين الأخوين قُدرتْ بشكل خاطئ لعدم دراية الأخ الصغير بأن هذه الأرض تعد في عرف التجار "أرض مشاع"، ولها في هذه الحالة سعر منخفض جدًا، فهل يجوز -إنْ صح هذا الاتفاق ابتداءً- أن تباع النسبة بين الأخويين الصغير والكبير على هذا النحو من ناحية القيمة السوقية؟
الجواب:
البيع صحيح، ولا رجوع عنه بحجة الغبن.
لكن إذا أقال الأخُ الكبير أخاه الصغير ليرفع عنه الضرر فله أجر، وبذلك يحفظ الأخوة.
أمّا الناحية القانونية فأنتم أدرى بطريقة التعامل معها لديكم.
***
السؤال (229):
حصلتُ على ملفٍ صغيرٍ ((pdf بعنوان (أسرار الكون) وبداخله كتبَ السيوطيُّ أنه ألَّفه في علم الهيئة وسمّاه: (الهيئة السنية)! ولا يوجد دار نشر أو اسم محقق عليه، فهل ثبت هذا الكتاب من مؤلفات السيوطي رحمه الله؟ وأين طُبع؟
الجواب:
هذا الكتاب ثابتُ النسبة للسيوطي، ذكرَه في رسالته: "فهرست مؤلفاتي"، وغيرها، واسمه: "الهيئة السَّنية في الهيئة السُّنية". وغيّرَ الناشرُ العنوان إلى: (أسرار الكون) لترويجه!
ولا أستحضرُ مكان طبعه.
وللألوسي المفسِّر رأيٌ فيه فقد قال في "روح المعاني" (9/ 42): "والأخبارُ المرفوعةُ والموقوفةُ في أمر الكواكب والسموات والأرض كثيرةٌ، وقد ذَكَرَ الجلالُ السيوطي منها ما ذَكرَ في رسالةٍ ألَّفها في بيان "الهيئة السنية"، وإذا ‌رصدتَّها رأيتَ أكثرَها مائلًا عن دائرة بروج القبول".
***
السؤال (230):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتم الآن في الشمال السوري وفي الأماكن التي تضررتْ في الزلزال:
١- إعادة تقييم المباني المتضررة.
٢- تدعيم المباني المتضررة.
٣- إعادة بناء مبان جديدة.
٤- إنشاء ضواح جديدة.
نرغب سيدي توجيهًا منكم إلى الإخوة أن يتوجهوا إلى الرجوع إلى المختصين بهذا الموضوع فالمرض بقدر الله وكذلك اللقاح بقدر الله.
ودراسة الأبنية على الزلازل وإنشاء المباني مقاومة للزلازل هي لقاح ودواء للأبنية كي تقاوم القوى الناشئة عن الزلازل.
وسؤالي سيدي:
١- ما حكم من ينفذ بناء دون أن يكون متخصصا؟
٢- ما حكم المهندس الذي يقدم دراسة دون أن يعتمد في دراسته أقصى ما توصل إليه العلم؟
٣- ما حكم المهندس الذي ينفذ ويخالف الدراسة المقدمة له من قبل المكاتب الهندسية الموثوقة؟
٤- الإنسان غير المختص يكون مقصرًا بحق نفسه إن لم يسأل أن هذا البناء منفذ على مقاومة للزلازل؟
الجواب:
جاء في الحديث الصحيح عن سيدنا رسول الله أنه قال: «مَن تَطبَّب ولم يُعلم منه طبٌّ قبل ذلك فهو ضامن»، ومعنى قوله الشريف «تطبَّب» أي تعاطى علم الطِّب وهو لا يعرفه معرفة جيدة، فهو ضامن، والضامن هو الكفيل والملتزِم.
وانطلاقًا من هذا الحديث الشريف فإني أتوجه إلى كل إنسان، في أي دائرة كان، وفي أي تخصص كان، وأخص مِن ذلك كلَّ مهندس يقصِّر في دراسة المشروع الذي يوكل إليه، وكلَّ مهندس يقصِّر في تنفيذ ذلك المشروع، وكلَّ مقاول يقصِّر في الإنشاء، أو يعمل في غير اختصاصه، وكلَّ ساكن يقصر بحق نفسه وحق أسرته فلا يَسأل ولا يتحرى، إلى كل هؤلاء وإلى كل عامل في دائرة معينة في اختصاص معين، أقول:
إن ديننا يأمرنا أن نكون صادقين، وأن لا نتجاوز حدود علمنا، وأن نراقب الله  في ما نقوم به من أعمال، فمن قصَّر في ذلك فهو ضامن، «مَن تَطبَّب ولم يُعلم منه طبٌّ قبل ذلك فهو ضامن» فربما قتل ذلك الذي ادعى الطب المريض.
واليوم، فإن كثيرًا من المسؤولية في الذين قضوا في الحوادث التي نراها في هذه الأهوال النازلة في بلاد المسلمين، إنما يقع على الذين قصروا أو خانوا أو أكلوا حرامًا ولم يراقبوا الله في أموال المسلمين وأرواحهم، فهذا المصاب الذي نزل، وإن كان قضاءً وقدرًا، ولكن هناك كثير من الأقضية والأقدار إنما يكون سببها تقصير الإنسان، فالمسؤولية عليه، والسؤال يُرجع إليه، ولن يخلو أحد قصَّر في ذلك من العقاب أو الحساب بين يدي الله، فلنتَّق الله، ولنراقب ربنا، ولنجعل هدفنا رضا الله، وإذا كان الإنسان يراقب ربه فإنه يتحرى في عمله ولا يأكل إلا حلالًا، وحبُّ الدنيا رأس كل خطيئة، فربما ارتكب الإنسانُ هذه الأعمال فأكل حرامًا، وأطعم أسرته حرامًا، والفرق أيها الإخوة إنما هو -والله- يسير، والدنيا لا تستحق كل هذا العناء، ولا تستحق أن يأكل الإنسان حرامًا، وقد رأينا جميعًا أن في لحظات انتهى كل شيء، كم ذهبتْ من أرواح، كم سقطتْ من ضحايا، كم انتهتْ من آمال، فالدنيا لا تساوي كل هذا العناء، فلنراقب الله ولنحسب لموقفنا بين يدي الله حسابًا، فإننا معروضون على الله ومسؤولون، فعلى كل مسلم أن يتحرى، وأن يكون صادقًا، وأن يراقب ربه في ما يقوم به من علم أو عمل، والله المستعان.
نسأل الله عز وجل أن يرحم الشهداء، وأن يتقبلهم، وأن يشفي الجرحى، وأن يجبر بخاطر المصابين، وأن يكشف هذا البلاء عن هذه الأمة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
***


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع